«هناك تحديات كبرى وسنعبرها»، لمن لا يعرف هذه الكلمات جاءت علي لسان الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، ليفصح من خلالها عن وجود عدة تحديات تواجه وزارة التموين في عدة ملفات، ووفقا لما أشار إليه الخبراء ستستمر تلك التحديات لفترات زمنية مقبلة وجميعها تتوفق علي استقرار سعر الصرف والأحداث العالمية.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور كريم جمعة معاون وزير التموين لشؤون التجارة الداخلية، أن السوق السوداء أصبح من أبرز التحديات التي تواجه وزارة التموين والتجارة الداخلية خلال الفترة الماضية وهو أيضًا ما تسبب في اندلاع العديد من الأزمات من بينها حدوث أزمة في السكر سواء السعر أو الكميات.
وأضاف “جمعة” في تصريحات خاصة، أن الوزارة استطاعت أن تحارب السوق السوداء من خلال توفير السلع بسعر عادل للمواطن البسيط في ضوء تطبيق مبادرة السلع الغذائية التي تستمر لمدة 6 أشهر كاملة، ومن بين تلك تلك السلع الأرز والسكر والدواجن والبيض.
وتابع معاون وزير التموين لشئون التجارة الداخلية، أن من أبرز التحديات التي تواجه الوزارة أيضا تغير سعر صرف العملة المحلية، واستمرار حركة الدولار أمام الجنيه بنسب متفاوتة فنجد أن سعر الدولار في السوق الموازية وصل إلى 50 جنيهًا، في حين أن سعره مازال حتي الآن في البنوك الحكومية 31 جنيهًا فقط.
مشيرًا إلي أن أزمة توفير العملة تقف حائلا أمام العديد من الخطط التنموية فنجد أنها تعيق ما يعرف بفتح الاعتمادات المستندية بالتالي تنعكس بشكل سلبي علي توافر جميع السلع الهامة في السوق المحلي.
وأشار “جمعة” إلي أن هناك تعاون يتم بين وزارة التموين والغرف التجارية المختلفة ضمن خطة تتبناها الحكومة من أجل مواجهة أي تحديات أو عقبات تواجه الوزارة، إلي جانب استمرار العمل علي تذليل جميع التحديات التي تواجه توفير السلع الهامة في الاسواق ، ويتم ذلك بالتشاور مع البنك المركزي بصفته المسئول عن توفير العملة الدولارية.
بينما قال الدكتور أحمد كمال ، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، إن هناك العديد من الأحداث التي وقعت خلال عام 2023 خلقت عدة تحديات من أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية وأحداث السودان وارتفاع أسعار السلع الغذائية العالمية بشكل كبير وانتهت بأحداث الحرب في غزة.
وتابع “كمال” في تصريحات خاصة، أن وزارة التموين تتأثر بجميع الأحداث سواء المحلية أو العالمية وتواجه العديد من التحديات في مختلف الملفات فنجد أن ملف السلع الغذائية والصناعات الغذائية من أبرزها.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، إلي أن الحروب تساعد في رفع مستويات التضخم المحلي بشكل كبير إلي جانب خفض مستويات العملة المحلية، حيث تعد العملة من أبرز التحديات التي تواجه الوزارة من أجل توفير السلع الغذائية المختلفة.
وكشف “كمال” علي أهمية مواجهة ثقافة الاستهلاك السلعي في مصر، حيث تتطلب تلك الفترة ترشيد الاستهلاك السلعي من أجل تغيير قيم التضخم في السوق المحلي والذي يتأثر بشكل مباشر بالتضخم العالمي.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، غلي أن الوزارة تتبني حزمة من الاجراءات المهمة من أجل ضمان توفير أرصدة آمنة من السلع الغذائة المختلفة ومنها مضاعفة المخزون السلعي للسلع الاستراتيجية في المخازن.
متابعًا: اتجهنا لتنويع جميع مصادر استيراد السلع خاصة الأقماح واللحوم بعد أحداث الحرب الروسية وأزمة السودان، من أجل التحوط اللازم لسد عجز الاحتياج السلعي خلال الفترة المقبلة.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، إلي أن هناك صعوبة في الوقت الحالي لتحويل الدعم السلعي إلي دعم نقدي ومازال الموضوع تحت الدراسة حتي الآن، ويعود ذلك إلي عدة أسباب من أبرزها تذبذب الأوضاع الاقتصادية الحالية العالمية والمحلية بالإضافة إلي تحرك سعر الصرف في السوق المحلي، مشيرا إلي أنه في حال تطبيق هذا القرار سيكون اختياريًا للمواطنين إما أن تحصل علي دعم سلعي أو تحصل علي دعم نقدي فقط.
وفي نهاية حديثه أكد “كمال” أن وزارة التموين والتجارة الداخلية تواجه العديد من التحديات الحالية منها الاقتصادية ومنها ما يحدث في العالم من حولنا، وهو ما يتطلب التعاون مع جميع الجهات للعبور إلي بر الأمان.