قال الدكتور أيمن عبدالفضيل، الرئيس التنفيذي لشركة ريف فوود للزيوت، إن ارتفاع الأسعار أصبح يشكل خطرًا فعليًا على الصناعة في السوق المحلية، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج بصورة تصاعدية، مما جعل تكلفة الإنتاج تتغير بصورة تجعل المنتج النهائي لأي صناعة يخرج بعيدًا عن المنافسة في الأسواق العالمية.
وأرجع السبب في ذلك إلى المغالاة في تسعير مستلزمات الإنتاج التي تتم بشكلٍ عشوائي ودون أي رقابة أو قيود على التجار أو المستوردين، مما يدفع المصنعين إلى رفع سعر المنتج النهائي، بما يتناسب مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، ولكن هذا الارتفاع لا يتناسب مع متطلبات الأسواق العالمية، لأن المنتجات المنافسة في بعض الدول التي بها استقرار نسبي في الاقتصاد تكون بأسعار أقل، وبالتالي يتجه المستورد إلى السعر الأفضل، ويبتعد عما هو أكثر ارتفاعاً مما يجعل أصحاب المصانع والشركات بين المطرقة والسندان، حيث يجبرنا الأمر أحياناً إلى البيع بسعر التكلفة دون النظر إلى الربح لكي لا نخسر عملاءنا في الخارج على أمل تعديل الأوضاع.
وأكد عبد الفضيل في تصريح لموقع «عالم المال» أنه يوجد ارتفاعًا قياسيًا في أسعار زيت الزيتون وصلت إلى 150% خلال ثلاثة أشهر، إذ يجب الإشارة إلى أن فصل جني الزيتون يمتد من أكتوبر إلى فبراير، مضيفاً أن سعر لتر زيت الزيتون الخام الآن يبلغ 350 جنيهاً، بينما سعر الزيت المعبأ يصل إلى 550 جنيهاً، حيث يتم تحديد كمية الزيت المنتجة في كل موسم وفقاً لمستويات الإنتاج، وعندما ترتفع أسعار الزيتون يتجه البعض إلى التخزين بدلاً من إنتاج الزيت، بالإضافة إلى ذلك تشهد أسعار الزيتون ارتفاعاً هذا العام، وتكون كمية الزيت المستخرجة قليلة جداً مقارنةً بالأعوام السابقة.
حجم الأراضي المزروعة بالزيتون
وأوضح أن حجم الأراضي المزروعة بالزيتون يتغير في كل موسم، ولم يتم تحديد مساحة لزراعة الزيتون حتى الآن، في الفترة الأخيرة طرحت الدولة العديد من الأراضي للزراعة في مناطق الضبعة والواحات ومرسى مطروح، وتمت زراعة هذه المناطق بأشجار الزيتون الجديدة، حيث اشترى بعض الأشخاص مساحات كبيرة وزرعوها بأشجار الزيتون.
وأشار إلى أنه يوجد حالياً حوالي 103 مصانع مرخصة لإنتاج زيت الزيتون في مصر، بعد أن كان هناك حوالي 136 مصنعاً، حيث تم إغلاق العديد من المصانع خلال فترة جائحة كوفيد-19 والأزمات الاقتصادية المتتالية، وصولاً إلى الحرب الروسية الأوكرانية، تلك الأزمات أدت إلى تراجع الإنتاج وعدم التنافسية على المستوى العالمي.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة ريف فوود، إلى أنه يتم تصدير 80% من إجمالي إنتاج مصر إلى الأسواق العالمية، ويعود ذلك إلى المميزات العالية لزيت الزيتون المصري، مثل: انخفاض نسبة الحموضة إلى أقل من 0.5%، وقد بدأت الأصناف عالية الجودة من زيت الزيتون تزرع بكميات كبيرة في مصر، مما أدى إلى تحسين جودة الزيت ولونه وطعمه ورائحته، وبالتالي، بدأ يتنافس في الأسواق العالمية ويحظى بالطلب العالمي، وتحسنت مواصفات جودة زيت الزيتون المصري وأصبحت مطلوبة في الأسواق العالمية.
دعم الصناعة
ولاستمرار الصناعة والمحافظة على المنافسة العالمية، أشار إلى ضرورة دعم أسعار الوقود والمياه للمناطق الصناعية، وتيسير عمليات الاستيراد لمستلزمات الإنتاج، فضلاً عن تيسير التعاملات البنكية في صرف وإيداع العملات الأجنبية لعدم اللجوء إلى السوق الموازية، وتسهيل إجراءات الإفراج الجمركي الماكينات وخطوط الإنتاج وقطع الغيار.
وتابع: أنه ينبغي وضع التدابير اللازمة لمنع التلاعب بأسعار المواد الخام، والتشديد على عمليات الاحتكار لبعض السلع المستوردة التي تدخل في الصناعة، كذلك التشديد على عدم السماح لأي منشأة بالإنتاج ودخول الأسواق دون الحصول على التراخيص اللازمة لممارسة أي نشاط صناعي، والتسهيل والدعم لأصحاب المصانع والشركات للحصول على أراضٍ زراعية تخدم مجال الصناعة، وتسهيل إجراءات الشحن والجمارك.