استمع للمقالتصدر إيران خلال هذه الفترة كميات من النفط أكثر من أي وقت مضى خلال الست سنوات الماضية، إذ باعت طهران متوسط 1.56 مليون برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، معظمها إلى الصين، وذلك على الرغم من المناقشات الجارية في الدول الغربية حول تشديد العقوبات على إيران رداً على هجومها على إسرائيل.
ويعد هذا الرقم الأعلى لها منذ الربع الثالث من عام 2018، وفقاً لبيانات من شركة فورتيكسا للبيانات، طبقا لتقرير نشر بصحيفة فايننشال تايمز.
وقال فرناندو فيريرا، رئيس خدمة المخاطر الجيوسياسية في مجموعة رابيدان للطاقة بالولايات المتحدة، للصحيفة، إن الإيرانيين أتقنوا فن التحايل على العقوبات.
وأضاف أن إذا كانت إدارة بايدن تريد حقًا تحقيق تأثير، فيجب عليها تحويل التركيز إلى الصين.
من جهتها، اعترفت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بأن إيران تواصل تصدير نفطها “بوضوح”، وأشارت إلى أن هناك “المزيد مما ينبغي عمله” للحد من هذه التجارة.
في السياق ذاته، تستعد واشنطن والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على إيران لإثناء إسرائيل عن تصعيد الصراع.
وبالتزامن مع هذه التطورات، شهدت أسعار النفط ارتفاعاً بنسبة تزيد على 15% هذا العام، لتصل إلى نحو 90 دولاراً للبرميل.
ومع ذلك، تراجعت الأسعار في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل، حيث راهن التجار على أن الإمدادات من المنطقة لن تنقطع؛ وانخفض خام برنت بـ3% إلى 87.37 دولاراً للبرميل يوم الأربعاء.
وفيما يتعلق بالتحايل على العقوبات، أضاف أرمين عزيزيان، كبير المحللين والمتخصص بالعقوبات في فورتيكسا، أن الإيرانيين جيدون جدًا في إيجاد الثغرات.
وتابع قائلاً أنهم يخدعون نظام (إيه آي إس) لتتبع الس فن، مما يجعل من الصعب تتبع تحركاتهم.
أكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي أن صناعة النفط في البلاد وجدت طرقاً للالتفاف على العقوبات، مضيفاً أن صادرات النفط حققت أكثر من 35 مليار دولار العام الماضي. وقال “اليوم، يمكننا تصدير النفط إلى أي مكان نريد، وبأقل التخفيضات”.
هذا النجاح في التصدير يبرز الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في محاولتهما لزيادة الضغط على طهران في أعقاب هجومها الصاروخي والطائرات بدون طيار على إسرائيل، وكذلك يسلط الضوء على التحديات التي قد تواجهها في تطبيق نظام العقوبات “الضغط الأقصى” الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، خاصة في عام الانتخابات الأمريكية.