• logo ads 2

وقود الطيران المستدام.. مشروع مصري لإنتاج 120 ألف طن سنوياً

alx adv
استمع للمقال

كتب شيرين نوار
يعتبر الاتجاه نحو وقود الطائرات المستدام أحد أهم التوجهات العالمية للقضاء على الانبعاثات الكربونية الضارة الناتجة عن استخدام الوقود التقليدي، وخاصة مع تضاعف الحركة الجوية خلال المرحلة المقبلة، حيث إن استهلاك الطاقة بشكل كبير يؤدى إلى زيادة التأثير البيئي الضار، ووصلت انبعاثات الطيران في عام 2022 إلى ما يقرب من 800 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي حوالي 80% من مستوى ما قبل وباء كورونا، وهو ما يستلزم البحث عن بدائل نظيفة للحد من التأثيرات المناخية الضارة والتى ألقت بظلالها على العالم كله، مما استلزم وضع استراتيجيات تعزز الاستخدامات النظيفة للطاقة.
وقال المهندس حسن نصر، خبير الطاقة، إن الاتجاه نحو الطاقة النظيفة أصبح هدفا أساسيا في مختلف مجالات استخدام الطاقة، كالاعتماد على طاقة الشمس والرياح في توليد الكهرباء للحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن زيادة استخدام الوقود التقليدي، وبالتالي ترشيد استخدام الغاز والمشتقات البترولية والحد من استيرادها وتوفير العملة الصعبة وكذلك التوجه نحو وقود الطائرات المستدام، مشيرا إلى أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء كان قد أصدر تحليلا للدور الذي تلعبه صناعة الطيران العالمية في التقدم الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب آليات الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة، من خلال وضع استراتيجيات للتحول نحو صناعة الطيران المستدام قائمة على أربعة عناصر رئيسية وهي وقود الطيران المستدام وتعويض واحتجاز الكربون وتقنيات الطائرات الجديدة، وتحسين البنية التحتية والعمليات.
وأوضح نصر أن تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي تشير إلى أن حوالي 65% من عمليات تخفيف الانبعاثات الكربونية تتمثل في استخدام وقود الطيران المستدام، كما أن التقنيات الجديدة مثل الطائرات الكهربائية أو محركات الدفع الهيدروجينية ستؤدي أيضا إلى تقليل الانبعاثات، ولكن ليس بقدر كبير مثل استراتيجيات وقود الطيران المستدام واستراتيجيات تعويض الكربون.
وأكد نصر أهمية استخدام وقود الطائرات المستدام لأنه يسهم بنصيب الأسد في الحد من الانبعاثات الكربونية، مقارنة بالبدائل الأخرى كتقنيات الطائرات الجديدة، واحتجاز الكربون، حيث أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن توقعاته بألا تقل السعة التقديرية من إجمالي إنتاج الوقود من مصادر متجددة عن 69 مليار لتر (55 مليون طن) بحلول عام 2028، وسيشكل وقود الطيران المستدام جزءا من هذا الإنتاج المتزايد من خلال مصافي الوقود المتجدد الجديدة وتوسيع المرافق القائمة.
وقال المهندس أحمد مهينة، وكيل أول الوزارة ورئيس قطاع التخطيط بوزارة الكهرباء، إن التوجه نحو الطاقة النظيفة اتجاه عالمى فى مختلف المجالات، من أجل القضاء على التأثيرات المناخية الضارة والحد من الاحتباس الحرارى، مشيرا إلى التطور الكبير في استخدامات الطاقة الشمسية متمثلة في مشروعات الألواح الشمسية، وإنشاء محطات الرياح لاستخدامها في توليد الكهرباء كبديل للفحم والغاز والمشتقات البترولية، والتى تسبب تلوث البيئة، وتكلف الدولة مبالغ باهظة لاستيرادها، وكذلك وقود الطائرات المستدام يعتبر من أهم الآليات الحالية للحد من الانبعاثات الكربونية، أيضا لذلك اتجهت الحكومة إلى استخدام الوقود المستدام في الطائرات، حيث تم تشغيل أول رحلة صديقة للبيئة في يناير 2022، لتصبح الرحلة الأولى من نوعها في القارة الأفريقية، كما أطلقت الشركة الوطنية مصر للطيران أولى رحلاتها التجارية بوقود الطيران المستدام من مطار شارل ديجول بباريس إلى مطار شرم الشيخ مباشرة في نوفمبر 2022، وذلك بالتعاون مع شركة نيست كبرى الشركات العالمية الرائدة في مجال إنتاج وقود الطيران المستدام.
وتابع مهينة أن الحكومة المصرية تبذل قصارى جهدها في توطين صناعات الطاقة النظيفة، وخاصة مشروعات إنتاج وقود الطيران المستدام، وعلى رأسها التعاون مع كبرى الشركات العالمية كشركة هنى ويل العالمية في مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام في أكتوبر 2023، حيث تقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع بـ 120 ألف طن سنويا، وذلك باستخدام زيت الطعام المستخدم والمتوافر بالسوق المحلية كمادة خام أساسية، ومن المقترح إقامته بجوار شركة أنربك بالإسكندرية، بالإضافة إلى مشاركة وزارة الطيران المدني في المؤتمر الثالث للطيران والوقود البديل والذي انعقد تحت رعاية المنظمة الدولية للطيران المدني خلال نوفمبر 2023 بالإمارات العربية المتحدة، والذي شهد مناقشة عدد من الموضوعات حول سياسات واقتصادات تقليل انبعاث الكربون ومستجدات الطاقة البديلة والتحول إلى الوقود المستدام.
وأكد مهينة أن قطاع الطاقة، ممثلا في وزارتي البترول والكهرباء، يسعى إلى التوسع بشكل كبير في مشروعات إنتاج الوقود المستدام، خاصة مع توافر المواد الخام الأساسية لإنتاجه، ومن المتوقع تضاعف الإنتاج ثلاث مرات خلال العام الجاري، لافتا إلى أن زيادة حجم إنتاج الوقود المستدام يضع مصر على قائمة الدول المصدرة له في المرحلة المقبلة.
بينما أكد الدكتور ثروت راغب، أستاذ هندسة البترول وخبير الطاقة، أن صناعة الطيران المستدام هي مجال ناشئ، ولكن مع الجهود الدولية التي تتم في هذا الشأن وزيادة الاستثمارات في البحث والتطوير والسياسات الحكومية الداعمة والتوسع في تطبيق الحوافز لدعم صناعة الطيران المستدام ونشر استخدام وقود الطيران المستدام يمكننا تحقيق مستقبل للطيران يحافظ على البيئة من التلوث، مشيرا إلى أهمية مشروعات إنتاج وقود الطائرات المستدام في خفض الانبعاثات الكربونية الضارة.
وطالب راغب بضرورة مواجهة تحديات إنتاج الوقود المستدام ومنها عدم إمكانية الوصول إلى وقود الطيران المستدام في لوجستيات الوقود الحالية والبنية التحتية للمطارات، ووجود عجز في المواد الأولية والفعالة من حيث التكلفة والبنية التحتية لمعالجة المواد الأولية، وكذلك ضعف الاستثمارات الموجهة لهذا المشروع الحيوي، وارتفاع تكاليف تمويل البنية التحتية، لافتا إلى أهمية تشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية لضخ استثمارات جديدة في مشروع إنشاء البنية التحتية اللازمة لإنتاج ومعالجة وقود الطيران المستدام، علاوة على توجيه القطاع المصرفي على المستوى المحلي إلى جانب البحث عن مصادر تمويل دولية للحصول على قروض بفوائد ميسرة لضخها في هذه المشروعات والتي تجني ثمارها في القريب العاجل.

اعلان البريد 19نوفمبر

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار