أصبح لقاح جدري القرود وتوصيات الصحة العالمية بشأن المرض، الشغل الشاغل للملايين حول العالم، وذلك على الرغم من التأكيدات بأنه مازال بعيدا عن التسبب في جائحة وبائية جديدة.
في الوقت ذاته لا يمكن إغفاال تزايد الحاجة إلى لقاح جدري القرود، في ظل الارتفاع المستمر في حالات الإصابة حول العالم.
لقاح جدري القرود
لقاح جدري القرود
وكمثل جميع الأمراض التي تسببها الفيروسات، فإن جدري القرود لن يوقفه سوى إيجاد لقاح له، وإن كان ذلك يواجه صعوبات متعلقة الوقت، وكذلك فإن كثرة تحول الفيروسات يشكل صعوبة تقنية إضافية.
من جهتها أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) مؤخرًا مجموعة من التوصيات المهمة بخصوص استخدام لقاح جدري القرود، مستندة إلى أحدث البيانات المتاحة حتى اليوم.
لقاح جدري القرود.. الأنواع المعتمدة
حتى الآن، هناك عدد محدود من اللقاحات المعتمدة للوقاية من جدري القرود، أبرزها لقاح JYNNEOS، المعروف أيضًا باسم Imvamune أو Imvanex، الذي تم تطويره في الأصل للوقاية من الجدري، ولكنه أظهر فعالية في الوقاية من جدري القرود أيضًا.
هذا اللقاح معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومنظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ.
لقاح آخر يمكن استخدامه هو ACAM2000، وهو لقاح آخر ضد الجدري، ولكنه يوصى به بشكل محدود نظرًا لأنه قد يتسبب في آثار جانبية خطيرة لدى بعض الفئات من السكان. لذلك، يُستخدم بشكل رئيسي في حالات خاصة أو للفئات الأكثر عرضة للإصابة.
لقاح جدري القرود
توصيات منظمة الصحة العالمية
في ضوء استمرار تفشي جدري القرود في العديد من المناطق، توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة منح اللقاح للفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وتشمل هذه الفئات:
العاملون في الرعاية الصحية، خاصة أولئك الذين يقدمون الرعاية للمصابين بجدري القرود، أو يتعاملون مع عينات من الفيروس في المختبرات.
الأشخاص المخالطون للمصابين، بما في ذلك أفراد الأسرة والشركاء الجنسيين للأشخاص المصابين.
الفئات المعرضة للخطر بشكل خاص، مثل: الذين يعانون من نقص المناعة أو الأمراض المزمنة التي قد تزيد من حدة الأعراض في حال الإصابة.
لقاح جدري القرود
الجرعات وجدول التطعيم
وفقًا للتوصيات الحالية، يتطلب لقاح JYNNEOS جرعتين، يتم إعطاؤهما بفاصل زمني يتراوح بين 28 يومًا.
ويُظهر اللقاح فعالية جيدة بعد الجرعة الأولى، لكن الجرعة الثانية تعزز المناعة وتوفر حماية طويلة الأمد.
أما بالنسبة للقاح ACAM2000، فهو يتطلب جرعة واحدة فقط، لكنه يتطلب مراقبة دقيقة للأشخاص الذين يتلقونه بسبب مخاطره الصحية المحتملة.
ورغم توفر اللقاحات، تواجه الدول تحديات عدة في توزيعها. منها القيود المتعلقة بالإمدادات، والتردد بين السكان بشأن تلقي اللقاح بسبب مخاوف الآثار الجانبية.
كما أن توزيع اللقاح بشكل عادل بين الدول النامية والمتقدمة يمثل تحديًا كبيرًا.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية: مثل، النظافة الشخصية، وتجنب الاتصال المباشر مع المصابين أو الحيوانات التي قد تكون حاملة للفيروس. كما تشدد على أهمية التبليغ السريع عن حالات الإصابة والمخالطة لاحتواء انتشار المرض.
ويبقى لقاح جدري القرود أداة حيوية في مكافحة هذا الفيروس، ومع استمرار التحديثات والتوصيات من منظمة الصحة العالمية