«ترامب» يفرض حصارًا على أمريكا..فهل تتأثر مصر؟

بـ«الرسوم الجمركية»..

alx adv

أثارت “الرسوم الجمركية” التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت الماضي، على كندا والمكسيك والصين، جدلا وغضبًا واسعًا في هذه البلدان التي تعد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقا لقرارترامب الذي أعلنه البيت الأبيض، فإن واشنطن ستفرض رسوماً بنسبة 25% على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، مع نسبة 10% على موارد الطاقة الكندية، إلى أن تعمل كلاهما مع الولايات المتحدة لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة، حسب القرارالمنشورعلى موقع البيت الأبيض.

ويشمل القرار فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على السلع الواردة من الصين إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.

من ناحيته يقول الدكتور أحمد خطاب عضو مجلس الأعمال المصرى الكندى والخبير الاقتصادى، فى تصريحات لـ”عالم المال “إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ويتخذ إجراءات وقرارات “عشوائية” تضر الولايات المتحدة فى المقام الأول  وتنعكس سلبيا عليها قبل الدول الأخرى والتى فرض عليها رسوم جمركية، مشيرًا إلى ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع العيش دون حلفائها “الاقتصاديين” “كندا، أوروبا، المكسيك.

حجم واردات الولايات المتحدة الأمريكيةمن السيارات

وأضاف “خطاب” أن 40% من حجم واردات الولايات المتحدة الأمريكية من السيارات  تأتى من المكسيك، و50% من كندا متسائلا :كيف يفرض رسوم جمركية على هذه الدول؟ مشيرًا إلى أن هذه الرسوم الجمركية ستسبب توتر وعداء بين الولايات المتحدة الأمريكة وهذه الدول بالإضافة إلى العداء الواضع بين أمريكا والصين والهند لافتا إلى أن الدولة الكبيرة لا تكون كبيرة وقوية إلا من خلال شركاء وتابعين لها فى كل مكان الشرق الأوسط، آسيا،”الصين، الهند” اوروبا وهكذا .

وتابع أن الصين لديها صناعات عديدة أجهزة كهربائية وسيارات وتجارة وصناعة فى كافة القطاعات والكل يتجه إليها الآن ، لافتا إلى أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالى”ترامب” يتخذ قرارات تجارية عدائية مع الدول والرئيس السابق “بايدن” كان يتخذ قرارات عسكرية عدائية ولكن كانت الأمور فى قطاع التجارة تسير دون ضغوط أورسوم جديدة.

تأثير قرارات الإدارة الأمريكية على الأسواق التجارية

وعن تأثير هذه القرارات والإجراءات على حجم التجارة والسوق التجارى فى منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة أكد عضو مجلس الأعمال الكندى المصرى، أن حجم التعاملات التجارية بين مصروأمريكا 6 مليارات دولار وهو حجم ضئيل، مشيرا إلى أنه بالنسبة لمصر وبعد انضمامها لتكتل بريكس تتجه إلى روسيا والصين  وبلاروسيا والهند  وهذه الدول لديها إجراءات بسيطة بالنسبة للرسوم الجمركية  كما أنها اختارت مصر أن تكون حليفا استراتيجيا فى منطقة الشرق الأوسط، متوقعا بعد هذه الإجراءات التى اتخذها “ترامب” أن تتجه مصر لروسيا وبلاروسيا والصين بالنسبة لاستيراد بعض المنتجات.

وتابع أن مصر دولة مستوردة وبعد إجراءات أمريكا ستكون بوصلة مصر على الصين الهند روسيا جنوب أفريقيا أعضاء البريكس قائلا: بدل العملة تذهب لأمريكا تذهب للصين أو بلاروسيا لان فى النهاية مصر بلد مستوردة ، مشيرا إلى أن أعلى مبيعات خلال 2024 المنتج الصينى حسب البيانات الرسمية، خاصة أن الصين  الآن لديها منتجات معمرة “أجهزة كهربائية، شاشات تليفزيونية، سيارات، هواتف، لمدة 5 سنوات، موضحا أن القوة الأمريكية حول العالم فى خلال 5سنوات الأخيرة انخفضت ولم يكن تأثيرها كما كان فى السابق من 10 سنوات على سبيل المثال.

وأشار إلى أن هناك بعض الدول والتكتلات تعزف عن الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال الاتحاد الأوروبى  بعد أن حاصرتها أمريكا فى قطاع الغاز وأدى ذلك إلى ركود اقتصادى وتضخم  وحرب روسيا وأوكرانيا وحالة التصادم التى حدثت خاصة أن كافة الدول تبحث عن مصالحها فى المقام الأول لان كافة الدول تعانى منذ أزمة جائحة كورونا.

حجم التبادل التجارى بين مصر وأمريكا

وأوضح أن  أن مثل هذه القرارات والإجراءات الأمريكية لن تؤثر على مصر لأن حجم التبادل التجارى ضئيل ومعظمه “عسكرى” أسلحة، ذخيرة، دبابات” ولا توجد منتجات استراتيجة امريكية فى السوق المحلية  ولكن السلع الموجودة معظمها من الصين ودول أخرى، لافتا إلى أن أفضل وأجود الآلات الزراعية والمعدات الزراعية  تأتى من بلاروسيا وتربط بلاروسيا علاقات وطيدة مع مصر والأجهزة الكهربائية من الصين وفى الفترة الأخيرة ارتفعت العلاقات بين مصر والصين إلى “استراتيجية”، متوةقعا خلال الفترة المقبلة أن يتحرك الكونجرس ويحد من تصريحات الرئيس الامريكى التى أعلن فيها عن إجراءات فرلاض الرسوم الجمركية على عدد من الدول.

مع حالة الغضب التي خلفها قرار ترامب، نفى الرئيس الأمريكي حسب وكالة رويترز أن تكون تهديداته بفرض رسوم جمركية جديدة مجرد أدوات للمساومة، مؤكداً في تصريحات صحفية: “لا، ليس الأمر كذلك، كما تعلمون، لدينا عجز (تجاري) كبير مع الدول الثلاث”.

في أول رد فعل لكندا والمكسيك أعلنت الدولتين أمس نيتهما فرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة، فيما عارضت الصين “بشدة” الرسوم الجمركية الأمريكية وتوعدت بالرد على التعريفات والقرارات الأميركية بإجراءات “مضادة”.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في خطاب شديد اللهجة، أن كندا ستفرض رسوما جمركية على المنتجات الأمريكية، موضحاً: “كندا ستفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على ما مجموعه 155 مليار دولار كندي (102 مليار يورو) من المنتجات الأمريكية”. واعتبارا من الثلاثاء، سيتم تطبيق هذه الرسوم الجمركية على بضائع بقيمة 30 مليار دولار أمريكي.

وقالت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم في تدوينة على موقع اكس أمس إنها وجهت وزير اقتصادها لتنفيذ رد يشمل فرض رسوم جمركية انتقامية على الولايات المتحدة وتدابير أخرى دفاعا عن مصالح المكسيك.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن “الصين غير راضية أبدا وتعارض ذلك بشدة”، مضيفة أنها سترفع دعوى ضد واشنطن في منظمة التجارة العالمية، وحثت الولايات المتحدة على “الانخراط في حوار صريح وتعزيز التعاون”.

في تدوينة على موقعه للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” اليوم أعلن ترامب أنه سيجري محادثات في وقت لاحق اليوم مع رئيس الوزراء الكندي المستقيل، جاستن ترودو، ومع الحكومة المكسيكية، بعد فرضه الأحد رسوما جمركية بنسبة 25% على منتجات من كلا البلدين.

وقال ترامب، للصحافة قبل مغادرته مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا: “سأتحدث مع رئيس الوزراء ترودو.. وسأتحدث أيضا مع المكسيك.. لقد فرضنا تعريفات جمركية لأنهم مدينون لنا بكثير من المال. أنا متأكد من أنهم سيدفعون”.

هذا وأقر الرئيس الأمريكي بأن مواطنيه قد يشعرون “بألم” اقتصادي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها على شركائه التجاريين الرئيسيين، لكنه اعتبر أن تأمين المصالح الأميركية “يستحق هذا الثمن”.

ورغم الغضب في كندا إلا أنها لا تزال منفتحة على الجوار حيث قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، الجمعة الماضية، إن كندا لم تطّلع بعد على تفاصيل التعرفات الجمركية الأمريكية، وتواصل التعاون مع إدارة ترامب.

وفقاً لتقارير رسمية ودولية فإن الصين وكندا والمكسيك هم أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة، حيث شكلت السلع التي تستوردها منها 40 في المئة من إجمالي السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

إذ يتوقع المراقبون لتداعيات قرار الرسوم الجمركية بأنه قد يؤدي إلى اندلاع حرب تجارية كبرى فضلاً عن دفع الأسعار إلى الارتفاع في الولايات المتحدة.

وفقاً لمكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأمريكية، اشترت كندا والمكسيك سلعاً وخدمات أمريكية بقيمة 808 مليارات دولار خلال عام 2023، في المقابل، أرسلت كندا والمكسيك سلعاً بقيمة 1.01 تريليون دولار إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعبر عن عجز كبير في الميزان التجاري لصالح كندا والمكسيك.

من الناحية النظرية، فإن فرض الضرائب على السلع القادمة إلى بلد ما، يعني عزوف الناس عنها إلى حد ما، لأنها تصبح أكثر تكلفة. ويهدف إجراء كهذا إلى تشجيع المواطنين على شراء منتجات محلية أرخص، ما يعزز اقتصاد البلاد، لكن من الناحية العملية، فيعتقد الكثير من خبراء الاقتصاد أن التعرفات الجمركية على كندا والمكسيك ستشكل عبئاً على المستهلك الأمريكي مع زيادة أسعار تلك البضائع.

وتزداد المخاوف من دخول واردات النفط من كندا في قرار الرسوم الجمركية حيث تتمحور المخاوف حول الطاقة المستوردة التي تؤثر على الشركات والمستهلكين، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار أغلب المنتجات من الوقود إلى المواد الغذائية.

 

 

أحمد خطاب
أحمد خطاب

 

 

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار