
بين 500 و1000 جنيه.. هل ترفع الحكومة قيمة الإيجار القديم؟
مازال الجدل حول إيجاد مخرج لتعديل قانون الإيجار القديم مشتعلا، وسط تبادل للآراء، ودعوات لسرعة إنجاز التعديلات المطروحة على مجلس النواب.
وأثارت التصريحات الأخيرة بشأن تعديل القيمة الإيجارية للوحدات الخاضعة لقانون الإيجار القديم خلافا واسعا بين الملاك والمستأجرين في مصر، خاصة بعد ترويج بعض التقارير غير الرسمية لتوجه حكومي نحو رفع الإيجارات الشهرية لتتراوح بين 500 جنيه إلى 1000 جنيه كحد أدنى.
وبينما تزداد وتيرة المناقشات، يبقى المواطن البسيط في حالة ترقب وتساؤل: هل نحن أمام تعديل حقيقي للقانون أم أن ما يطرح مجرد مقترحات لم ترق بعد إلى مستوى التنفيذ؟

الإيجار القديم.. الخلفية التاريخية
يعد قانون الإيجار القديم واحدا من أكثر القوانين المثيرة للجدل في مصر، حيث يعود إلى عقود مضت، عندما تم تثبيت القيمة الإيجارية للوحدات السكنية بشكل غير قابل للزيادة، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة تماما عن الحاضر. ورغم التغير الكبير في الأسعار ومستوى المعيشة، ما زال بعض المستأجرين يدفعون إيجارات لا تتجاوز 10 أو 20 جنيها شهريا، في حين أن القيمة السوقية لتلك الوحدات قد تصل إلى آلاف الجنيهات.
ما حقيقة الزيادة بين 500 و1000 جنيه؟
خلال الشهور الماضية، تداولت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بوجود اتجاه لدى الحكومة لرفع القيمة الإيجارية بشكل تدريجي، بحيث تبدأ من 500 جنيه وتصل إلى 1000 جنيه كحد أدنى، في محاولة لتحقيق نوع من “العدالة العقارية” بين الطرفين.
إلا أن مصادر برلمانية وحكومية نفت صدور أي قرار رسمي حتى الآن بشأن هذه الزيادات، مؤكدة أن ما يتم تداوله لا يعدو كونه تصورات أو مقترحات طرحت للنقاش داخل بعض اللجان النوعية في مجلس النواب، دون أن تتحول إلى مشاريع قوانين أو قرارات تنفيذية ملزمة.
حوار مجتمعي أولا
وأكدت الحكومة المصرية، على لسان عدد من مسؤولي وزارتي الإسكان والعدل، أن أي تعديل للقانون سيتم من خلال حوار مجتمعي واسع يراعي مصالح الطرفين، مع إعطاء مهلة كافية للتطبيق التدريجي حتى لا يتضرر المستأجرون، خاصة من محدودي الدخل وكبار السن.
كما أشارت لجنة الإسكان في البرلمان إلى أن أي تحرك تشريعي في هذا الملف سيتم وفقا لمبادئ التوازن والعدالة، ولن يكون بشكل مفاجئ أو تعسفي، وأن الدولة لن تسمح بأن يتحول المواطن المستأجر إلى ضحية لتغيرات تشريعية غير مدروسة.

الملاك: الحل تأخر كثيرا
من جهة أخرى، يرى عدد كبير من الملاك أن القانون الحالي تسبب في ظلم تاريخي لهم، حيث لا تتناسب الإيجارات القديمة مع تكاليف المعيشة أو القيمة الحقيقية للعقارات، مؤكدين أن رفع القيمة الإيجارية إلى ما بين 500 و1000 جنيه يعد خطوة متأخرة ولكنها ضرورية، حتى يتمكنوا من صيانة ممتلكاتهم أو الاستفادة منها بشكل عادل.
مستأجرون: أين نذهب؟
في المقابل، يخشى المستأجرون، خصوصا من الفئات المتقاعدة أو ذات الدخل المحدود، أن يؤدي أي تعديل غير مدروس إلى طردهم من مساكنهم أو تحميلهم أعباء مالية لا طاقة لهم بها، مطالبين بأن تشمل التعديلات ضمانات قوية تضمن بقاءهم، أو تقديم بدائل مدعومة في حال تجاوز الإيجار قدراتهم المادية.
توقعات المستقبل
حتى الآن، لا توجد أي زيادات فعلية في القيمة الإيجارية، ولم يتم إصدار أي قانون جديد، لكن من الواضح أن الملف على مائدة النقاش الجاد. ومن المتوقع أن تتبلور خلال عام 2025 رؤية أكثر وضوحا لدى الدولة، إما عبر تعديلات تشريعية تدريجية، أو من خلال إصدار قانون جديد ينهي هذا الملف الممتد منذ أكثر من خمسين عاما.