
“مرشدى” يطالب بمستثمر أجنبي لصناعة البتروكيماويات
لضمان استقرار الصناعات النسيجية
أكد محمد مرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، فى تصريحات خاصة لـ”عالم المال” أن استقرار قطاع الغزل والنسيج في مصر يتطلب البحث عن مستثمر أجنبي لتكوين تحالف يهدف إلى إقامة مصنع متخصص في صناعة البتروكيماويات، خاصة تلك المتعلقة بالألياف الصناعية والبوليستر.
وأشار مرشدي إلى أن العالم في صناعة الغزل والنسيج يتجه نحو استخدام خامات الألياف الصناعية والبوليستر، حيث تمثل هذه الخامات نحو 55% من مكونات التصنيع متفوقة على الأقطان.
وأوضح أن الاقتراح بإنشاء مصنع بتروكيماويات متخصص في الألياف الصناعية والبوليستر، من شأنه أن يسهم في تخفيض تكلفة الإنتاج بشكل كبير، نظرًا لاعتماد المصانع المصرية حاليًا على استيراد تلك الخامات بالكامل من الخارج، مما يشكل عبئًا على العملة الأجنبية.
زراعة القطن قصيرة التيلة ضرورة لتحقيق الاكتفاء الذاتي
أوضح مرشدي أن على مصر أيضًا العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من زراعة القطن قصير التيلة بدلًا من طويل التيلة، إذ أن الأخير لا يمثل سوى 2% فقط من خامات الإنتاج، بحسب الاتحاد الدولي لصناعة الغزل والنسيج.
وقال رئيس غرفة الصناعات النسيجية: “لكي نروج لتلك الاستثمارات، لابد من تنشيط البعثات التجارية المتخصصة، مؤكدًا أن وزارة التجارة الخارجية والاستثمار عليها دور كبير في جذب المستثمرين الأوروبيين المتخصصين في تلك الصناعة”.
كما شدد مرشدي على ضرورة إقناع الشركات العالمية بافتتاح مكاتب لها في القاهرة، وإنشاء مراكز توزيع تابعة لها ضمن منظومة المناطق الحرة العامة والخاصة، بما يتوافق مع احتياجات القطاع، مشيرًا إلى أهمية تقديم امتيازات ومحفزات للاستثمار، لا سيما بعد التطور الهائل في البنية التحتية، والانخفاض الملحوظ في مدة الإجراءات الحكومية، خاصةً في ما يتعلق بالمناطق الحرة والمنافذ الجمركية، وهو ما يسهم في تسهيل وتسريع عمليات الاستيراد وإعادة التصدير.
“كريستال مارتن” تعلن عن مشروع استثماري ضخم في مصر يوفر 4000 فرصة عمل
من جانب آخر، أعلنت الهيئة العامة للاستثمار أن مجموعة كريستال مارتن، ومقرها هونج كونج، قررت إنشاء مصنع خاص بها في مصر بنظام المناطق الحرة، على مساحة تبلغ 1.5 مليون متر مربع، سيوفر نحو 4 آلاف فرصة عمل.
وسيتم توطين التقنية الخاصة بالشركة داخل مصر، وإنشاء سلسلة قيمة مضافة ذات كفاءة عالية تعتمد على المكون المحلي بنسبة تتراوح ما بين 60% إلى 70%.
جاء ذلك خلال اجتماع بين حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، والمهندس هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للغزل والمنسوجات، مع دانيال ستوكديل، نائب رئيس شركة كريستال مارتن العالمية، بحضور جيه كيه أنج، المدير العام للإنشاءات والمرافق بالشركة، ورشا فهيم، المديرة التنفيذية للمجلس التصديري.
بدوره أكد حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن مصر تمتلك حاليًا كل المقومات للتحول إلى مركز عالمي لصناعة وتداول الملابس الجاهزة، خاصةً في ظل الطلب المتزايد على تصنيع المنسوجات والملابس في مصر خلال السنوات الأخيرة.
وأشار إلى التحسن الكبير في شبكة الطرق والموانئ المصرية التي تربط مراكز التصنيع بالأسواق الخارجية بتكلفة تنافسية، ما يدعم فرص التصدير والتوسع.
دراسات وتجارب دولية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للتصدير
وكشف هيبة عن أن الهيئة قامت خلال السنوات الماضية بـدراسة تجارب الدول الرائدة في قطاع إعادة تصدير المنسوجات والملابس الجاهزة، واحتياجات كبرى العلامات التجارية العالمية، متوقعًا أن تتحول مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع وتداول الملابس الجاهزة في منطقة البحر المتوسط خلال عامين.
وأضاف أن ذلك سيتزامن مع إنشاء مكاتب إقليمية للعلامات التجارية العالمية، وبدء إنتاج عدد من المصانع الجديدة في المناطق الحرة العامة والخاصة بعد ضخ استثمارات جديدة، وخاصة في مدن المنيا، العلمين الجديدة، العاشر من رمضان، السادات، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأوضح أن العمليات الإنتاجية في مصر تتمتع بكفاءة عالية وتنافسية سعرية مقارنةً بأسواق المنطقة.
من جانبه، صرح دانيال ستوكديل، نائب رئيس شركة كريستال مارتن، بأن شركته تخطط لنقل جزء كبير من إنتاجها إلى مصر بفضل الحوافز الضريبية وغير الضريبية، وسهولة إجراءات التأسيس والتشغيل، إضافة إلى توافر العمالة المُدربة.
وأوضح أن الإنتاج الفعلي في المصانع الجديدة سيبدأ خلال عامين، بهدف التصدير للأسواق التي تربطها اتفاقيات تجارية مع مصر، خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وتبلغ حجم أعمال مجموعة كريستال مارتن السنوي نحو 2.5 مليار دولار أمريكي، وتنتج لصالح العديد من العلامات التجارية العالمية مثل: ليفايس، أديداس، ونايكي في مصانعها المنتشرة في الصين وجنوب شرق آسيا.
فرصة ذهبية من الصين بسبب الرسوم الجمركية
أضاف محمد مرشدي أن المرحلة القادمة ستشهد تدفقات استثمارية من الصين وأوروبا، وذلك نتيجة الرسوم الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين بنسبة 30%.
وأشار إلى أن الصين ترى أن السوق الأمريكي أصبح أقل جدوى بالنسبة لها، لكنها مصرة على الاستمرار في عجلة الإنتاج والتصدير والتواجد في الأسواق العالمية.
واختتم مرشدي بالإشارة إلى أن مصر تمثل فرصة ذهبية للصين، من خلال تشجيع عدد من المنتجين لضخ استثماراتهم داخل مصر، خصوصًا أن مصر تمتلك العديد من اتفاقيات التجارة الحرة، والرسوم المفروضة على صادراتها للأسواق الأمريكية منخفضة مقارنة بالصين.