استمع للمقالقال الدكتور صالح عزب مستشار وزير البيئة الأسبق ، إن الدولة المصرية منذ عام 2000 تعانى من مشكلة السحابة السوداء وحرق مخلفات المحاصيل الزراعية ، مشيرا إلى أن المواطنين أنذاك كانوا يعانون من صعوبة التنفس سنويا مع دخول الشتاء .
وأضاف مستشار وزير البيئة الأسبق فى تصريح خاص لـ “عالم المال” أن سبب تكون السحابة السوداء ، حرق بقايا المحاصيل الزراعية التى أصبح لا يستفيد منها المزارع، وتحول الأمر لديه إلى سماد صناعى ضار للبيئة و الصحة.
وأشار إلى أن المحافظات جميعها بداية من إسكندرية إلى قنا ، كانت تعانى من السحابة السوداء فى وقت واحد نظرا لأن توقيت الزراعة موحد .
ولفت إلى أن كميات هائلة من الأدخنة تنتشر فى الهواء وتصل إلى العاصمة القاهرة وتصنع السحابة السوداء ، مما ساهم فى عدم قدرة المواطنين على التنفس بشكل واضح .
وكشف عزب ان من ساهم فى القضاء على هذا الأمر لأول مرة الدكتورة نادية مكرم عبيد وزير البيئة الأسبق ، كانت أول وزيرة إمرأة تتقلد الوزارة فى عام 1997 ، لكن هناك عوامل أخرى منعتها عن استكمال مسيرتها .
وتابع أن الحل يكمن فى منع الفلاح حرق مخلفات المحاصيل الزراعية ، وعلى الرغم من توفير وزارة الزراعة مبالغ للمزارعين فى مقابل شراء هذه المخلفات إلا أن الأمر قوبل بالرفض منهم .
وأوضح أن الدولة المصرية أرشدت المزارعين للتعامل مع التكنولوجيا والمعدات الحديثة التى تحول المخلفات الزراعية إلى سماد وتم الاتفاق مع شركات صينية لتولى الأمر ، كما أنه منذ هذا الوقت بدأت تقل السحابة وتقريبا اختفت إلى حد كبير هذه الفترة.
ونوه إلى أن بقايا مخلفات الزراعة تستخدم فى صناعة الطوب وكسماد طبيعى ، فضلا عن مساهمة منظومة المخلفات البلدية الجديدة فى القضاء على ظاهرة تلوث الهواء بالسحابة .
واجتمعت اليوم الإثنين الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي اجتماعا موسعا وذلك لمناقشة الاستعداد لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة (السحابة السوداء) لهذا العام 2021.
وأشادت بالنجاح الذى حققته منظومة السحابة السوداء خلال العام الماضى وذلك بفضل التكامل والتنسيق المشترك بين جميع الوزارات والجهات المعنية بشهادة المواطنين والمزارعين على أرض الواقع، مشيرة إلي ان الجهود نجحت في تحويل هذا التحدى الكبير إلى فرصة اقتصادية.