استمع للمقالنشاهد، اليوم، تمثال الفلاحة للنحات المصرى العظيم محمود مختار (1891- 1932) والذى يعد أبرز الفنانين المصريين فى القرن العشرين وحتى الآن، واستطاع أن يحقق شهرة عالمية تشهد بها المزادات العالمية.
وتمثال “الفلاحة على شاطئ النيل” للنحات الكبير محمود مختار يبلغ ارتفاعه 42سم، وأنتج من هذا التمثال ما يقرب من 23 عملا فى الفترة ما بين عام 1931 إلى عام 1948، وعثر النحات عصام درويش بالصدفة على إحداها فى حديقة سعد زغلول بحى العرب بمحافظة بورسعيد، خلال تواجده أثناء إجراء عمليه تطوير حديقة سعد زغلول بتوصية من قطاع الفنون التشكيلية، لمعاينة الحديقة وتطوير الميدان.
ولد مختار فى عام 1891 فى بلدة طنبارة إحدى قرى الدلتا المصرية ثم رحل إلى القاهرة مع أسرته فى عام 1902 حيث عاش ونشأ داخل أحياء القاهرة القديمة، ليلتحق فى شبابه بمدرسة الفنون الجميلة ويسافر فى بعثة إلى فرنسا لدراسة الفن فى عام، 1911 وكل هذه التحولات أحدثت أثراً إيجابياً فى تكوينه، فمعايشته منذ الطفولة لبيئات وفئات مختلفة فى قريته فى قلب الريف المصري، ثم انتقاله إلى أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة وسفره إلى باريس شحذ المؤشر البصرى لديه لملاحظة التغيرات والتحولات التى تطرأ على الملامح والسلوك والملبس من بيئة إلى أخرى، ولكن على ما يبدو، فإن فترة النشأة الأولى فى الريف كان لها النصيب الأكبر فى تكوين الذاكرة البصرية له.
ويعد تمثال نهضة مصر أحد أبرز أعمال محمود مختار، الذى رحل في سن مبكر من حياته، مما حرمنا أن نرى العديد من الأعمال النحتية العظيمة.