تشهد أسعار الدواجن وبيض المائدة ارتفاعا غير مسبوق فى الأسعار، حيث سجل سعر كرتونة البيض 55 جنيها، بينما ارتفع كيلو الدواجن إلى 35 جنيه للمستهلك، وذلك نظرا لارتفاع سعر الخامات، فضلاً عن قيام مزارع أمهات كتاكيت التسمين بتخفيض الإنتاج، وذلك عن طريق بيع القطعان قبل نهاية حياتها الانتاجية بخسائر غير مسبوقة، وذلك يأتي وفقا لتصريحات بعض الخبراء لبوابة عالم المال.
وفى الصدد قال الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن الوزارة تتواصل مع اتحاد منتجي الدواجن للوقوف على الأسباب الحقيقية لغلاء الأسعار وموعد انخفاضها، موضحًا أن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي قام بلقاء رئيس الاتحاد وأعضائه لحل المشكلة.
وأضاف سليمان، أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بالإضافة إلى الوسطاء هو أحد أهم أسباب قفزة الأسعار، لافتًا إلى أن الوزارة دورها هو توفير منتج آمن وهو ما يتحقق.
وأوضح رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن متوسط نصيب الفرد من الإنتاج الداجني حوالي 14 كيلو في العام.
مؤكدًا أنها أحد المصادر البديلة التي يلجأ إليها المواطنون في حالة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، مضيفا أن مصر تنتج نحو 1.6 مليار طائر سنويًا، وهذا الإنتاج يحقق اكتفاءً ذاتيًا بنحو 97%، ولا تتعدى الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك نسبة 5%، وزاد إنتاج مصر من البيض إلى 13 مليار بيضة سنويًا.
ارتفاع أسعار الخامات
ومن جانبه أكد الدكتور محمد الشافعي رئيس مجلس إدارة الإسماعيلية للدواجن، أن أى سلعة قائمة على العرض والطلب، وارتفاع أسعار الدواجن أمر طبيعي، مؤكدًا أن الارتفاع غير مستمر وسينخفض خلال شهر مع انتهاء دورات التسمين.
وأضاف الشافعي في تصريحات خاصة لبوابة عالم المال، أن ارتفاع أسعار الخامات كانت سبب رئيسي فى ارتفاع أسعار الدواجن، مؤكدًا أن أسعار الذرة تسجل 5300 جنيه للطن مقابل 3200 قبل ذلك بزيادة 50%، بينما يقترب سعر فول الصويا إلى 9 الآف جنيه بزيادة قدرها 2000 جنيه فى الطن، مما أدى ذلك إلى خروج العديد من صغار المربين من الصناعة، حيث 70% من صناعة الدواجن تعتمد على صغار المربين، مضيفًا أن سعر الكتكوت كان يتعرض لخسارة من 3 إلى 4 جنيهات خلال الـ 8 أشهر الأخيرة من 2021.
وتابع: أن ذلك أدى إلى قيام مزارع أمهات كتاكيت التسمين بتخفيض الانتاج، وذلك عن طريق بيع القطعان قبل نهاية حياتها الانتاجية بخسائر غير مسبوقة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة الإسماعيلية للدواجن، أن كيلو التسمين قائم يسجل 24 جنيه داخل المزرعة مقابل من 17 لـ 22 جنيه خلال الفترة الماضية، مما أدى إلى عزوف العديد عن التربية، وعند ارتفاع الأسعار بدأ المربين فى الدخول مرة أخرى مع انخفاض الانتاج، مما أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الكتاكيت نتيجة زيادة الأقبال، مؤكدًا أن هذه الزيادة طبيعية وترجع إلى ثلاث أسباب وهما، «ارتفاع سعر الخامات من 40 إلى 55% وتحقيق خسائر طويلة المدى، مع خروج بعض صغار المربين من الصناعة التى يمثلوا 70%، مما أدى ذلك لانخفاض المعروض وزيادة الطلب.
خسائر شركات الدواجن
وأكد الشافعي، أن خسائر شركات الدواجن مستمرة حتى نهاية العام، نظرًا للخسائر التي تعرضت لها الصناعة خلال الـ 8 شهور الأخيرة، منوها أن صناعة الدواجن مبنية على منظومة كبيرة وعند التعرض للخسائر تأثر على الجميع، مؤكدًا أن أى سلعة فى العالم تخضع لعملية العرض والطلب، لذا التذبذب في الأسعار أمر طبيعى.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة الإسماعيلية للدواجن، إلى أن كرتونة البيض تباع على باب المزرعة بـ 45 جنيه، وتصل للمستهلك بـ 55 جنيه، وذلك نظرًا إلى تعدد حلقات التداول مع وجود فقد خلال عمليات النقل والتخزين المحدود بزيادة قدرها 10 جنيهات، مؤكدًا أن أسعار البيض خلال الأربع أشهر الماضية كانت تسجل 22 جنيه حتى وصلت لـ23 جنيه للكرتونة بتكلفة 42 جنيه، مما أدى ذلك لخسائر كبيرة نتيجة ارتفاع تكلفة الانتاج.
«وعن ارتفاع التكلفة».. أكد «الشافعى» أن الارتفاع يرجع إلى عدة أسباب منها، أسعار الأعلاف التى تمثل من 55 إلى 60% من التكلفة، مع زيادة ارتفاع تكلفة الخامات بنسبة 45%، و 10% أمراض، فضلًا عن 12% أدوية ومطهرات، فضلًا عن سعر الكتكوت الذى يمثل 15% من تكلفة الكيلو اللحم بـ 8%، ومصاريف مباشرة وغير مباشرة بنسبة 3%، بينما الطاقة والوقود تمثل من 8 إلى 10%، نقوم باستيراد 90% من العلف والصويا.
ارتفاع الذرة
وأكد أن السبب فى ارتفاع الذرة، هو قيام الصين بشراء كميات كبيرة من البرازيل وبعض الدول المنتجة، مما أدى ذلك لارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى تكلفة انتاج كيلو اللحم فى مصر مقارنةً بالبرازيل خلال 2017 بـ 175 سنتى دولار مقارنةًا بـ 117 فى البرازيل، وهذه الفرق ينحصر فى ثمن العلف التى تستهلكه الدجاجة، لافتًا أن ضخ 30% جمارك على الدواجن المستوردة يساعد على المنافسة كمنتج محلي.