استمع للمقالشهدت أسعار السكر ارتفاعا ملحوظا في الأسواق المحلية خلال الأيام الماضية، حيث سجل سعر كيلو السكر للمستهلك ما بين 9.5 – 10 جنيهات، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار البترول والغاز، حيث كلما ارتفعت أسعار الطاقة ارتفع معها سعر السكر بالتوازي وذلك وفقا لتصريحات بعض الخبراء لموقع عالم المال.
وبدوره قال الدكتور أحمد أبو اليزيد، رئيس شركة سكر الدلتا للسكر، إن هناك تضخم عالمي في أسعار السلع، مشيراً إلى تضاعف الأسعار في مجال الطاقة أيضاً سواء البترول أو الغاز، لافتا إلى أن غلاء أسعار البترول أو الغاز يؤثر على سعر السكر، حيث إن الدول التي تقوم بإنتاج السكر بكميات كبيرة تقوم بتحويل جزء منه إلى الوقود الحيوي أو الإيثانول أو الكحول، لاستخدامه في الطاقة.
وأضاف رئيس شركة سكر الدلتا، أن ذلك يؤثر على انخفاض كميات السكر على المستوى المحلي، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السكر في البورصة، فكلما ارتفعت أسعار الطاقة ارتفع معها سعر السكر بالتوازي.
تثبيت سعر السكر التموينى
ونوه أبو اليزيد، إلي أن مصر اتخذت إجراءات غير مسبوقة لضمان عدم زيادة سعر كيس السكر للمواطن، حيث قامت بتثبيت سعر السكر التمويني وهو 8.5 جنيهات كما هو، بالإضافة إلى أن أي منفذ بيع تابع لوزارة التموين متاح به السكر نفس السعر التمويني، متوقعاً انخفاض أسعار السكر في الأسواق منتصف يناير المقبل.
ومن خلاله أكد الدكتور أيمن حسني رئيس مدير معهد المحاصيل السكرية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار منتج السكر هو ارتفاع تكلفة الإنتاج الخاصة بالمصانع عقب ارتفاع مدخلات الإنتاج وارتفاع تكلفة الطاقة، مشيرًا إلى أن سعر المنتج مرتفع عالميًا وليس في مصر فقط.
حيث بلغ سعر طن السكر الأبيض 10.600 جنيه، كما استقرت سعر الجلوكوز ليسجل سعر الطن 9.200 جنيه، كما سجلت أيضًا أسعار النشا الغذائي استقرارًا لتبلغ 9.400 جنيه للطن.
وقال حسني ، إن مصر لديها فجوة إنتاجية بحيث تستورد ما يقرب من 500 ألف طن سنويًا، مشيرًا إلى أن الطلب على السكر يزيد كل عام بواقع 50 ألف طن، موضحا أن إنتاجية مصر من محصول البنجر والقصب يبلغ 2.5 مليون طن سكر، حيث يبلغ استهلاكنا 3.5 مليون طن، مشيرًا إلى أن إنتاجية السكر فيها شقين الأول الاحتياطي الاستراتيجي، والثاني تحقيق الاكتفاء الذاتي وهذا ما نعمل عليه.
ارتفاع انتاجية بنجر السكر
وأشار حسني، إلي أن مساحة القصب بلغت 350 ألف فدان منهم 240 ألف يدخلوا في صناعة منتج السكر، بينما تبلغ مساحة محصول البنجر 600 ألف فدان، مضيفاً أن إنتاجية محصول البنجر ارتفعت من 18 طن إلي 20 طن في الفدان، مضيفاً أن المشروع القومي لتطوير زراعة القصب بالشتلات سوف يضاعف الإنتاجية 3 أضعاف علي الأقل.
ويبلغ حجم استهلاك مصر من السكر بين 3 و3.2 مليون طن سنويًا منها 2.4 مليون طن إنتاج محلي، وتعوض الفارق من الاستيراد.
وفى السياق قال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن رفع سعر قصب السكر بات أمرًا ضروريًا بعد ارتفاع سعر السكر عالميًا ومحليًا، حيث وصل سعر طن السكر الأبيض إلى 10500 جنيه مقابل 8200 جنيه خلال منتصف سبتمبر الماضي، مع ارتفاع تكلفة زراعة القصب، مشيرا إلى أن سعر طن قصب السكر جامد لا يتحرك منذ 2018 عند 720جنيها بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحكومة برفع سعر توريد طن قصب السكر من 700 جنيه إلى 720 جنيها.
وتابع “ابوصدام” أن جمود سعر قصب السكر يتسبب في غضب مزارعي القصب الذين ينتظرون حصاد المحصول عاما كاملا في الوقت الذي ينتج طن قصب السكر نحو 120 كيلو من السكر، ويباع الكيلو حاليا من11 الي 12 جنيها.
ارتفاع سعر قصب السكر
وطالب أبو صدام، برفع سعر طن قصب السكر إلى 1000 جنيه علي الأقل، تجنبًا لتدهور معيشة مزارعي القصب وتحقيقا لمبدأ العدل والمساواة، خاصة أن كل مزارعي القصب يعيشون بمحافظات الصعيد الأكثر فقرًا والأولى بالدعم والرعاية.
واوضح أن موسم حصاد القصب سيكون مع بداية العام الجديد، وأن مزارعي القصب ينتظرون على أحر من الجمر النظر اليهم ومساواتهم بباقي المحاصيل التي ارتفعت أسعارها تماشيًَا مع الارتفاع العالمي لكل المنتجات الزراعية.