استمع للمقالكان من المتوقع أن يكون لصفقات الدمج والاستحواذ، التي تمت في عام 2019، انعكاسات إيجابية على البورصة المصرية خلال 2020، خصوصا مع التوقعات التى كانت سائدة أواخر العام الماضى بقرب تنفيذ جزء من برنامج طروحات الشركات والبنوك العامة في البورصة المصرية مع بداية العام 2020، وفي مقدمة ذلك طرح نحو 40% من أسهم بنك القاهرة ثالث أكبر البنوك التجارية في مصر، بعد زيادة رأس ماله بقيمة قدرها 3 مليار جنيه في أواخر العام 2019 ليصل إلى 5.25 مليار جنيه، مما يؤدي إلى انتعاش البورصة المصرية بشكل كبير فضلًا عن توقعات بتنامي قطاع الغاز والبترول، وطرح شركة إنبي للاكتتاب العام في البورصة خلال عام 2020، لكن ما حدث أوائل العام الجارى من تفشى فيروس كورونا وتأثيراته على الاقتصاد العالمى والمحلى أدى إلى انكماش الاقتصادات العالمية، نتج عن ذلك تراجع فى أداء الاقتصاد والبورصة بشكل عام.
عروض الاستحواذ
وأكد خبراء أسواق المال أن السوق المصرى شهد العديد من عروض الاستحواذ من شركات على أخرى بنفس القطاع أو قطاعات أخرى؛ لتوسيع و تنوع نشاط تلك الشركات من خلال الاستحواذ على كيانات أخرى لخلق كيان كبير مكتمل النشاط وقادر على المنافسة داخل قطاعه، والذى يعد مردودًا جيدًا و شهادة ثقة بعد نجاح خطة الإصلاح الاقتصادى علاوة على جاذبية أسعار أسهم تلك الشركات ومضاعفات ربحيتها القابلة للنمو خلال فترة وجيزة.
الخطط الاقتصادية وملامحها
وأضاف الخبراء أنه من المتعارف عليه أن عمليات الاندماج والاستحواذ تعد مؤشرا على نجاح الخطط الاقتصادية، خاصة في الدول النامية التي تواجه عوائق أمام الانفتاح الاقتصادي والتكتلات الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية، لتأتي فكرة الاندماج سواء رأسي أو أفقي أو استحواذ كلي، أو مبادلة للأسهم في مشروع ما.
كما أكد الخبراء على ضرورة تبني حزمة من التعديلات التشريعية والتنظيمية والمؤسسية في شأن سوق الأوراق المالية من قبل الحكومة، بالشكل الذي يَضمن تَحرر البورصة من كثير من القيود التنظيمية التي تعوق تطورها، وتأجيل فرض أي رسوم أو ضرائب لحين إحراز تقدم ملموس في صناعة سوق أوراق مالية قوي وواعد، وقادر على مواجهة التحديات والعقبات التي تعوق انطلاقه بشكل أسرع.
عروض الاستحواذ
وقال أيمن فودة، خبير أسواق المال، فى تصريحات لـ”عالم المال”، إن السوق المصرى شهد العديد من عروض الاستحواذ من شركات على أخرى بنفس القطاع أو قطاعات أخرى؛ لتوسيع وتنوع نشاط تلك الشركات من خلال الاستحواذ على كيانات أخرى؛ ولخلق كيان كبير مكتمل النشاط وقادر على المنافسة داخل قطاعه، والذى يعد مردودًا جيدًا و شهادة ثقة بعد نجاح خطة الإصلاح الاقتصادى، علاوة على جاذبية أسعار أسهم تلك الشركات ومضاعفات ربحيتها القابلة للنمو خلال فترة وجيزة، وفى هذا الصدد فقد شهدت قطاعات السوق العديد من عروض الاستحواذ التى تم بعضها ولازال البعض قيد الدراسة و التنفيذ.
قطاع البنوك
وأضاف خبير أسواق المال أنه فى قطاع البنوك نجد عروض استحواذ على بنكى بلوم و عوده اللبنانيات لنية التخارج لأسباب تخص الشركة الأم والظروف السياسية للدولة، فيما تتقدم المجوعة المالية هيرمس ومعها الصندوق السيادى المصرى نحو إنهاء إجراءات الاستحواذ على نسبة 91.4% المملوكة لبنك الاستثمار القومى فى بنك الاستثمار العربى، وهو الاتجاه الذى تحولت له أنظار الشركات المالية نحو اكتمال منظومتها بامتلاك بنوك لتقدبم خدمات مصرفية وغير مصرفية، كما سبقتها معظم البنوك فى الاستحواذ على شركات مالية غير مصرفية لتكون الذراع الاستثمارية لها داخل السوق، وكذلك الحال فى قطاع التكنولوجيا المالية، لما أبداه هذا القطاع من نجاحات خلال جائحة كورونا، علاوة على التحول الرقمى والدفع الإلكترونى، فيما تجرى مفاوضات لشركة الأهلى كابيتال الذراع الاستثمارية للبنك الأهلى المصرى للاستحواذ على 100% من شركة الدفع الإلكترونى المملوكة لشركة “أى فينانس”،كما كان لشركة بايونيرز القابضة عدة استحواذات على شركات عقارية وصناعية، من أجل إثراء وتنوع استثماراتها داخل السوق المصرى وخارجه، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر، ويعد ذلك شهادة نجاح للاقتصاد المصرى ومدى جاذبيته للاستثمار محليا وعربيا وأجنبيًا.
مردود الاستحواذات
وأكد “فودة” أن مردود تلك الاستحواذات يتوقف على مدى استمرارها بالسوق المالى وقيدها بالبورصة، والذى سيكون له انعكاس إيجابى لإثراء القطاعات المختلفة ببيانات كبيرة وواعدة مع ارتفاع رأس المال السوقى للشركات المقيدة، ودعم المؤشرات الرئيسية بشركات ذات وزن نسبي كبير للوصول إلى توزيع عادل الأوزان النسبية للأسهم داخل المؤشر.
المحفزات
وتابع “فودة” أنه حتى لا تتكرر نماذج من استحواذات نالت من السوق المالى بالشطب الأجبارى أو الاختيارى مثل فودافون وأورانج وجلوبال تليكوم وآخرها النيل لحليج الأقطان، والذى يستوجب الحذر من فقد المزيد من الشركات الكبرى بالسوق، عن طريق الاستحواذ للاستفادة من تدنى أسعار الأسهم ووجود فجوة كبيرة بين أسعارها السوقية والأسعار العادلة حتى لا تفقد بضاعتنا الجيدة بالشطب، والعمل على إيجاد محفزات تدعم الإبقاء على تلك الشركات بالتحكم فى نسب الاستحواذ حتى تتيح للشركة البقاء كشركة مساهمة ومقيدة بالسوق مع السير قدما فى تنفيذ برنامج الطروحات المنتظر منذ 4 سنوات و الترويج أطروحات أخرى كبيرة حكومية و غير حكومية لدعم القطاعات، وتنوع السلع داخل السوق لزيادة قيم التداولات ودخول شركات جديدة بمؤشر مورجان ستانلى MSCI للأسواق الناشئة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية التى يتم ضخها بالأسواق الناشئة بنفس نسب وزن تلك الأسواق فى هذا المؤشر.
شركات السمسرة
فيما قال وليد هلال، خبير سوق المال، إن هناك معاناة كبيرة وخسائر فادحة يتكبدها قطاع شركات السمسرة وتداول الأوراق المالية بالبورصة، وخصوصا مؤخرا مع أزمة كورونا وتقلص عدد المستثمرين بشكل كبير، وأيضًا تخارج العديد من الشركات من البورصة.
وأوضح أن الحل يكمن في الاندماج والاستحواذ، حيث تعد أهم الحلول وأنسبها لإنقاذ العديد من شركات السمسرة المعرضة للإفلاس، ومن ثم الإغلاق وتسريح الموظفين وهو بالفعل ما بدأته شركة برايم لتداول الاوراق المالية والتى قدمت عرض استحواذ على شركة فاروس، لافتا إلى أنه يتم بموجبه قيام شركة برايم القابضة للاستثمارات المالية بالاستحواذ بنسبة 100% على مساهمتها في كل من شركة فاروس لتداول الأوراق المالية، وتأتي تلك الخطوة بالتزامن مع ما أعلنته برايم عن خطة استراتيجية تهدف إلى النمو السريع عن طريق الاستحواذ، فضلا عن رفع معدلات النمو والتوسع الداخلي لمجموعة الشركات.
مستقبل الانداماجات والاستحواذات
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة اندماجات واستحواذات أخرى حال استمرار السوق على حالته، حيث لن تستطيع الشركات الصغرى ذات الملاءة المالية المحدودة أن تستمر وتنفق على كياناتها، فربما تستطيع الشركات الكبرى العالمية التابعة لبنوك فعل ذلك وبالتالى فهى من الأجدر بها والافضل لها ان تستحوذ على الشركات الصغيرة وتندمج معها لحل أزمتها وبنفس الوقت تفسح الطريق لها وتحد من المنافسة القوية بالمجال.