يذكر أن بعوض الأنوفيلة الحامل للملاريا، يتوفى نتيجة الإصابة به أكثر من 600 ألف شخص كل عام. وتعد فعالية اللقاحات الموجودة ضد الملاريا منخفضة إلى درجة ما.
أما الطرق الأكثر شيوعا للسيطرة على ناقلات المرض مثل تجفيف المستنقعات ومعالجة المناطق بالمواد الكيميائية فإنها تلحق أضرارا بالبيئة.
وقال المكتب الصحفي للمعهد الروسي إن “طريقة Hi-C التي استخدمناها سمحت لنا بفك شيفرة تسلسل الجينوم لخمسة أنواع من بعوض الأنوفيلة. وتعد هذه معلومات مهمة للغاية لأولئك الذين يعملون على تطوير طرق مكافحة ناقلات الأمراض”.
وقال د. فينيامين فيشمان، الباحث الرائد في معهد علم الوراثة:” من الممكن تطوير طرق وأساليب جديدة لمكافحة الحشرات وسبل تحرير الجينوم باستخدام تفاعل متسلسل مطفر(عملية يمكن من خلالها أن يتكاثر نظام اصطناعي ويُحدث تغييرات في الجينوم). ومن أجل التأثير على جين معين من البعوض، من الضروري فهم مكونات جينومه.
ومن خلال الدراسة استطاع العلماء الاطلاع على بنية جينوم بعوض الأنوفيلة. وتوقع العلماء أن تحتوي ثنية من الحمض النووي على العديد من الحلقات. لكن بخلاف ذلك لا يمكن تعبئة جزيء طويل في نواة صغيرة. وهناك شيء آخر مثير للاهتمام وهو أن هذه الحلقات، كما اتضح، تقع في أماكن غير عشوائية وليست ثابتة، بل دينامية.
وقال فيشمان: تبيّن أن موقع الحلقات يؤثر بشكل مباشر على كيفية “عمل” الحمض النووي، أما اختراق بنية الجزيء فإن سببه يكمن في وجود عدد من الأمراض الوراثية.
وأشار المكتب الصحفي إلى إنه من خلال بناء خارطة ثلاثية الأبعاد لجينوم البعوض، استطاع العلماء رؤية سمات غيرعادية لبنيته.
وقال فيشمان:”تشهد خلايا بعوض الملاريا تكوين حلقات ضخمة، وتلتقي في قاعدتها أقسام الجينوم البعيدة، ولا يمكن أن “يعقد مثل هذا الاجتماع” صدفة بأي شكل من الأشكال، وإنه مثل لقاء زميل في المدرسة يعيش في منطقة أخرى من موسكو في شارع واحد عن طريق الصدفة كل صباح. وربما وجدنا آلية جديدة لتشكيل الحلقات في الحمض النووي، لأن أيا من الحلقات المعروفة سابقا لا تعمل”.
ومضى قائلا:” نخطط لتحقيق المزيد من الأرصاد كي نفهم ما تفعله هذه الآلية للبعوض، وما إذا كانت فريدة من نوعها للحشرات، أو تحدث في كائنات حية أخرى أيضا”.