«قيثارة السماء والمعجزة» هكذا عرف القارئ الشيخ محمد رفعت، فكان صوته عذبًا يطرب الآذان، واعتبر صوته سيمفونية عذبه طافت بلاد العالم الإسلامي أجمع، ولد بحى المغربلين، وكان والده هو محمود رفعت، ضابط البوليس، وهو أول من تلي القرآن الكريم في الإذاعة المصرية والتى تعاقدت معه مقابل 3 جنيهات في الشهر.
تردد «رفعت» ثم استفتى مشايخ الأزهر فأفتوه بمشروعية العمل وجوازه ، كما اعتاد المصلون في درب الجماميز في بداية الأربعينيات على سماعه في مسجد فاضل باشا.
سن الستين
وكان رفعت مبصرًا حتى سن الستين ، فأصيب بمرض أفقده بصره ، وكان أبوه قد ألحقه بكُتّاب مسجد فاضل ، وفيه أتم حفظ القرآن ، وتولّى القراءة وإقامة الشعائر يوم الجمعة بذات المسجد ، وهو في الخامسة عشرة من عمره وذاع صيته فكان المسجد يضيق بالمصلين.
وافتتح الإذاعة المصرية بصوته في ١٩٣٤ بآيات من سورة الفتح، وكانت تلاوته تعكس قدرته على تجسيد معنى الآيات بطرق التلاوة المختلفة والفنية، ويروى عن الشيخ رفعت أنه كان عطوفا على الفقراء والمحتاجين، وحين أقعده المرض وأصاب حنجرته في ١٩٤٣ أراد كثير من الملوك والأمراء والوجهاء مساعدته، ولكنه رفض الأمر، وقال قولته الشهيرة “قارئ القرآن لا يُهان”.
التجويد الفرقاني
وكان الشيخ محمد رفعت من أول من أقام مدرسة للتجويد الفرقاني في مصر، وكانت طريقته تتسم بالتجسيد للمعاني الظاهرة القرآن الكريم وإمكانية تجلي بواطن الأمور للمتفهم المستمع بكل جوارحه لا بأذانه فقط، والتأثر والتأثير في الغير بالرسالة التي نزلت على محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يبدأ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والبسملة والترتيل بهدوء وتحقيق وبعدها يعلو صوته فهو خفيض في بدايته، ويصبح بعد وقت ليس بالطويل غالبا عاليا لكن رشيدا يمس القلب ويتملكه ويسرد الآيات بسلاسة، وحرص منه واستشعار لآيات الذكر الحكيم.