كشفت مصادر رفيعة المستوي أن استقالة طارق عامر كانت شرطًا رئيسيًا من شروط الحصول على قرض صندوق النقد الدولي الذي تتفاوض الحكومة عليه منذ فترة وتعثرت المفاوضات حينا من الوقت، ثم عاودت الاستكمال مرة أخرى، وعارض البعض هذا الرأي حيث يرون أن استقالة محافظ البنك المركزي كانت بسبب الضغوط والأزمات التي واجهها خلال الفترة الماضية، من صعود الجنيه أمام الدولار وانخفاض الاحتياطي النقدي الأجنبي وارتفاع الدين الخارجي وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ، التي أثرت بشكل كبير على مكتسبات الإصلاح الاقتصادي وانخفاض النمو الاقتصادي.
وتفاوض مصر صندوق النقد الدولي للحصول على قرض تبلغ قيمته 15 مليار دولار، وتوقع بنك جولدمان ساكس أن تلجأ مصر لاقتراض 15 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وفي تقريره الشهري حول الاقتصاد المصري، قال البنك إن مصر تحتاج إلى تأمين هذا المبلغ لتلبية متطلبات التمويل على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وتعتبر مصر واحدة من أكبر المقترضين من صندوق النقد خلال السنوات الأخيرة، حيث حصلت على قرض مدته ثلاث سنوات بقيمة 12 مليار دولار في 2016.
كما حصلت على قرض بقيمة 5.2 مليار دولار في 2020، بالإضافة إلى تمويل سريع بقيمة 2.8 مليار دولار لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.
استقالة محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر عن منصبه
بعد استقالة محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر عن منصبه ، يواجه المحافظ المرتقب العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها ومن أهمها، خفض معدلات التضخم التي ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، وتحقيق التوازن في سعر الصرف الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، وبناء احتياطي نقدي أجنبي قوي قادر على سد الفجوة التمويلية، تنظيم وإدارة سوق الصرف الأجنبي، خفض الدين الخارجي الذي تخطى 157 مليار دولار .
وتقدم طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري باستقالته اليوم، وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بتعيين طارق عامر مستشارا لرئيس الجمهورية بعد اعتذاره عن الاستمرار في منصب محافظ البنك المركزي المصري .
طلب الاعتذار عن منصبه لضخ دماء جديدة
من جهته وجه طارق عامر الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية على مساندته له خلال فترة توليه منصبه، مؤكدا أنه طلب الاعتذار عن منصبه لضخ دماء جديدة ولاستكمال المسيرة التنموية الناجحة تحت قيادة رئيس الجمهورية.
من يخلف طارق عامر؟
وبرزت أسماء عديدة مرشحة خلفا لطارق عامر محافظ البنك المركزي المصري ومن أهم هذه الأسماء الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، كما ظهر اسم الدكتورة رانيا المشارط وزيرة التعاون الدولي، وتوقعت بعض المصادر أن يكون هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي خلفا لطارق عامر، ويعد رامي نجم نائب محافظ البنك المركزي المصري أحد الأسماء المطروحة بقوة على الساحة المصرفية.
وكانت قد اختارت مؤخراً مجلة جلوبال فاينانس العالمية طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، ضمن قائمة أفضل محافظي بنوك مركزية على مستوى العالم لعام 2022.
وقالت المجلة، إن أفضل 20 محافظ بنك مركزي، ومن بينهم طارق عامر، حصلوا على تقييم “A” و”-A”، وهو ما يمثّل أداءً ممتازًا.
وأوضحت أن الدرجات تعتمد على مقياس من “A” إلى “F” للنجاح في مجالات، مثل التحكم في التضخم، وأهداف النمو الاقتصادي، واستقرار العملة، وإدارة أسعار الفائدة.
يذكر أن جلوبال فاينانس تصدّر تصنيفها لمحافظي البنوك المركزية في 101 دولة ومنطقة رئيسية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، والبنك المركزي لشرق الكاريبي، وبنك دول وسط أفريقيا، والبنك المركزي لدول غرب أفريقيا، منذ عام 1994.
وجدير بالذكر أن الاجتماعات السنوية لمجلسي محافظي مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تشهد حضوراً كثيفا لمحافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية، وكبار المسؤولين من القطاع الخاص، وممثلي منظمات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام العالمي، ومنها الآفاق الاقتصادية العالمية، واستئصال الفقر، والتنمية الاقتصادية، وفعالية المعونات، بالإضافة إلى عقد أيضا ندوات وجلسات إعلامية إقليمية ومؤتمرات صحفية وفعاليات أخرى عن الاقتصاد العالمي والتنمية الدولية والنظام المالي في العالم.