مع قرب وصول 100 سفينة تقريبا محملة بالحبوب إلى إسطنبول، يطلب مسؤول الأمم المتحدة المشرف على التصدير من أوكرانيا من روسيا وأطراف أخرى إنهاء عمليات التفتيش “الكاملة” للسفن المغادرة لتخفيف التزاحم.
وصدرت أوكرانيا أكثر من 6.8 مليون طن من الحبوب ومواد غذائية أخرى، أي حوالي ثلث مخزونها، منذ فتح ممر بحري في يوليو تموز من الدولة التي مزقتها الحرب.
وتقول الأمم المتحدة إن اتفاق العبور الآمن الذي وقعته موسكو وكييف خفف من أزمة غذاء عالمية. لكن مع انضمام المزيد من شركات الشحن، بدأت الفرق القليلة التي تُفتش البضائع وأطقم السفن العابرة للمياه التركية تعجز عن مواكبة الأعداد المتزايدة، تاركة عشرات الناقلات راسية في بحر مرمرة.
وقال أمير عبد الله، منسق الأمم المتحدة لمبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود، إنه اقترح عمليات تفتيش أسرع وموجهة للسفن القادمة من الموانئ الأوكرانية.
وتتفاوض الأطراف الأربعة في الاتفاق، وهي روسيا وأوكرانيا والوسيطان تركيا والأمم المتحدة، حاليا على تمديد وتوسيع محتمل للموعد النهائي المحدد في 19 نوفمبر تشرين الثاني.
وفي إطار تلك المحادثات، قال عبد الله في مقابلة مع رويترز بمركز التنسيق المشترك، الذي يُديره أربعة أطراف، في إسطنبول “ستكون هناك حاجة للتغيير وأتمنى أن نتمكن من التفاوض على القيام (بالتفتيش) بطريقة أفضل”.
ووجد تحليل أجرته رويترز لبيانات مركز التنسيق المشترك أن 96 سفينة مغادرة تحمل نحو 2.1 مليون طن من البضائع كانت تنتظر عمليات التفتيش يوم الاثنين، من بينها سفينة ظلت متوقفة لمدة 20 يوما. وقال مركز التنسيق المشترك إن عدد السفن المتراكمة بلغ 120 الأسبوع الماضي ويشمل السفن الفارغة العائدة إلى أوكرانيا.
وقال عبد الله “يجب أن يكون هناك تفتيش، لكن لا يجب أن يكون تفتيشا كاملا… لقد اقترحت… ربما تفتيشا جزئيا أو تفتيش سفن معينة”.
ووجد تحليل رويترز أن التأخير زاد من منتصف سبتمبر أيلول مع تضاعف أوقات انتظار عمليات التفتيش إلى نحو عشرة أيام بحلول 21 سبتمبر أيلول. ولا يزال 70 بالمئة من السفن التي غادرت أوكرانيا بعد ذلك التاريخ تنتظر عمليات التفتيش.
ولم يرد الكرملين أو وزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق على تعديل عمليات التفتيش.
قال وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي لرويترز الأسبوع الماضي إن المسؤولين في إسطنبول “لم يشرحوا بشكل كاف” سبب “تباطؤ” عمليات التفتيش في الأسبوعين الماضيين.
وقال عبد الله إن تراكم السفن يرجع إلى زيادة كمية الصادرات وعدم الجاهزية على متن بعض السفن مثل عدم توافر معدات الاختبار اللازمة والتطهير بالتبخير والوثائق.
ويضغط عبد الله للحصول على تصريح من روسيا وأوكرانيا وتركيا لمضاعفة عدد فرق التفتيش إلى ثمانية.
وقال “بمنتهى الصراحة، نحن بحاجة لفعل المزيد”.
وقال مركز التنسيق المشترك إنه أجرى أكثر من 500 عملية تفتيش بمعدل من 10 إلى 11 عملية تفتيش يوميا في سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول ارتفاعا من أربع في أغسطس آب. لكن عدم الجاهزية على متن السفن يعني أن المفتشين كانوا بحاجة إلى العودة مرة ثانية في 50 مناسبة.
وانتقدت روسيا اتفاق الحبوب واشتكت من أن عرقلة صادراتها ما زالت مستمرة وقد ترفض تمديد الاتفاق.
وتعمل الأمم المتحدة على تمديد الاتفاق لمدة عام وتوسيعه ليشمل تصدير الأسمدة الروسية مثل الأمونيا عبر أوكرانيا.
وعلى الرغم من أنه لم يشارك مباشرة في محادثات تمديد الاتفاق، قال عبد الله إنه يتوقع إضافة صادرات الأمونيا الروسية. وأشار إلى أن أوكرانيا قد تسعى لتوسيع الممر شرقا إلى ميناء ميكولايف.
وقال “بمجرد أن نبدأ في تصدير الأمونيا، حينها وليس إذا، سنحتاج إلى مراجعة نظام التفتيش بأكمله على أي حال… نحن في المراحل الأولى من مناقشة هذا الأمر”.