الإسهال البقرى الفيروسي المعدي BVD

«الإسهال البقرى الفيروسي المعدي BVD» هو مرض فيروسي يصيب الحيوانات المجترة ويسبب خسائر اقتصادية فادحة لحيوانات المزرعة، حيث أنه يسبب نقص الإنتاج وانخفاض الخصوبة وتقليل معدلات نمو العجول الصغيرة كما يسبب الإجهاض في المراحل المختلفة أو يسبب ولادة عجول مخلقه تخليق غير طبيعي خاصة الجهاز العصبي و العيون كما يتسبب في نقص المناعة ويسهل الإصابة بأمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي.

المسبب:

فيروس BVD ذو العترات المختلفة، ولم يسمى هذا الفيروس باسم معين و لكن وجد أن كل عترات هذا الفيروس تتأثر باللقاحات التي تحتوى على عتره واحدة منها كما أن الأجسام المضادة الناتجة من التحصين بأحد تلك العترات تستطيع أن تقاوم الإصابة باى من العترات الأخرى.

 

التقسيم:

تم تقسيم فيروس BVD حديثا إلى نوعين أساسيين هما:

«BVD type 1-BVD type 2» وكل نوع من نوعى BVD type 1&2 قد تم تقسيمه حيويا حسب سلوكه داخل المزرعة النسيجية إلى قسمين:

القسم الأول: فيروس يمر داخل سيتو بلازم الخلايا و يدمرها (CytoPathic).

القسم الثاني: فيروس لا يمر داخل سيتوبلازم الخلايا و لا يدمرها(Non-CytoPathic).

هذا وقد وجد أن BVD type 2 بنوعيه الخلويين (CP&NCP) هو الأكثر ضراوة في قطعان الأبقار حيث أنه يتسبب في إحداث مرض الإسهال البقرى الفيروسي بشكل أكثر وبائية من BVD type 1 بنوعيه الخلويين CP &NCP.

الحيوانات المعرضة للإصابة بهذا المرض:

1. العجول من عمر 8-12 شهر و العجول الرضيعة التي لم تحصل على سرسوب يحتوى على أجسام مضادة.
2. العجلات قبل تطبيق البرنامج التناسلي و العجلات العشار.
3. الأبقار البالغة و العشار.
4. الأغنام.
5. الماعز.
6. الجمال.

فضلا عن العجول التي تولد مصابة بهذا المرض عن طريق أمهاتها أثناء الحمل.

طرق العدوى:

– تنتقل العدوى فىهذا المرض بين الحيوانات عن طريق إفرازات الفم والأنف حيث أن الفيروس غالبا ما يتواجد في اللعاب والإفرازات الأنفية كما أنه ينتقل أيضا عن طريق الروث و البول.
– الأدوات والمعدات الملوثة المستخدمة في الرضاعة أو الحقن هي من أهم وسائل انتقال العدوى بين الحيوانات.
– الحشرات العاضة والماصة هي من وسائل نقل العدوى بين الحيوانات داخل المزرعة.
– عن طريق السائل المنوي من الحيوانات المصابة إلى الأبقار السليمة.
– من الأم العشار المصابة إلى الجنين عن طريق المشيمة.

مصادر العدوى:

أهم مصدر للعدوى بهذا المرض هو الحيوانات دائمة الإصابة PI)), أي الحيوانات التي أصيبت إصابة مزمنة, ولم تؤدي تلك الإصابة إلي نفوق تلك الحيوانات.

فأن هذه الحيوانات تعيش في المزرعة و تبدو سليمة و قد كانت قد أصيبت فيما مضى إما أثناء فترة رضاعتها حيث أنها ولدت من أمهات غير محصنة ضد ذلك المرض و بالتالي حصلت علي سرسوب لا يحمل أجسام مناعية ضد ذلك المرض، أو أنها أصيبت أثناء المرحلة الجنينية حيث أن أمهاتها كانت مصابة بهذا المرض أثناء الفترة الأخيرة من الحمل فانتقل المرض إلي تلك الأجنة عن طريق المشيمة و لم يؤدي إلي إجهاض تلك الأجنة أو حدوث تشوهات خلقية بها، فولدت تلك العجول بإصابة دائمة، ينتشر من خلالها المرض للحيوانات المخالطة لها والمحيطة بها طوال حياتها, بل وأنها إن كانت إناثا, تنقل المرض لأجنتها و تعيد الكرة, و أما إن كانت ذكورا فإنها تنقل المرض عن طريق السائل المنوي إلي الأبقار التي تلقح بها طبيعيا و بالتالي ربما ينتقل المرض عن طريق تلك الأبقار إلي أجنتها, فيؤدي ذلك إلي الإجهاض أو التشوهات الخلقية…….. و هكذا.

هذا و قد وجد في إحدى الدراسات بجامعة فلوريدا الأمريكية أن حيوان واحد مصاب بالعدوى الدائمة (PI) يمكن أن ينقل العدوي إلي 30% من الحيوانات الموجودة معه في نفس الحظيرة التي يعيش بها و 20% من الحيوانات التي تعيش في الحظائر المجاورة لحضيرته.

والحيوان المصاب بالعدوى الدائمة يكون معدل نموه بطئ و يبدو أقل حجما ووزنا من الحيوانات التي ولدت معه في نفس العمر, و يستمر هكذا ضعيف و بطئ النمو حتى ينفق أو يصل إلي عمر النضج الجنسي, فأن كان أنثى ورث ذلك المرض لأجنته, و إن كان ذكرا فانه ينقل العدوى عن طريق السائل المنوي إلي الأبقار التي تلقح منه كما ذكرت أنفا، فضلا عن أنه ينشر العدوى خلال الحيوانات المخالطة له و المجاورة له طيلة حياته، فمثل تلك الحيوانات يجب أن نتخلص منها ولا تعيش في القطيع، ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض منفردا لا يؤدي إلى نفوق العجول قبل بلوغها أكثر من أربعة اشهر من العمر و لكن ان حدث النفوق في العجول الصغيرة و المصابة بهذا المرض فغالبا يكون السبب الرئيسي هو العدوي الثانوية بأمراض أخري.

 

الأعراض:

 

أولا: الإصابة الغير ظاهرة Sub-clinical

 

نسبة كبيرة من الحيوانات التي تصاب بمرض الإسهال البقري الفيروسي المعدي لا تظهر عليها أعراض سريرية، ولكن مجرد إصابة تلك الحيوانات و وجود الفيروس داخل أجسامها فانه يثبط مناعتها مما يسهل حدوث العدوى الثانوية بأمراض أخري مثل, الالتهاب الرئوي حيث أن البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي Mannheimia haemolytica و التي تعيش بشكل طبيعي في النسيج المبطن للقصبة الهوائية و الشعب بصورة ساكنة كنتيجة للمناعة الطبيعية لتلك الحيوانات، فعند الإصابة بفيروس BVD تجد تلك البكتيريا فرصتها إلي التكاثر السريع نتيجة لتثبيط المناعة فتهاجم الرئة بشراسة مسببة الإلتهاب الرئوي.

 

ثانيا: الإصابة فوق الحادة Per-acute

 

غالبا ما تحدث الإصابة فوق الحادة بمرض الإسهال البقرى الفيروسي المعدي بالعترة(NCP) BVDtype.2-وتتلخص الأعراض في الآتي:

1- ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة (41.5-42ْ م).
2- إسهال مستمر.
3- أعراض تنفسية (كحة خفيفة – تسييل مخاط أنفى – افرازات صفراء من العين).
4- فقدان الشهية.
ويمكن أن تظهر تلك الأعراض علي الأبقار في جميع الأعمار.
ويحدث النفوق في هذه الحالة في خلال 48 ساعة من بداية ظهور الأعراض.

ثالثا: الإصابة الحادة Acute

تتسبب كل أنواع, و عترات الفيروس Type 1 &Type 2 – CP &NCP في إحداث الإصابة بمرض الإسهال البقري الفيروسي المعدي الحاد وتتلخص الأعراض الحادة في الآتي:

1- ارتفاع درجة الحرارة (40-41ْ م ).
2- افرازات صفراء اللون من الأنف و العينين.
3- تقرحات في المخطم و الفم.
4- إسهال يحتوى على مخاط أو دم حسب ضراوة الإصابة أو حسب
امتداد التقرحات داخل القناة الهضمية.

ولا تؤدى الإصابة الحادة بالضرورة إلى النفوق. ولكن يتفاوت حدوث النفوق بتفاوت احتمالات حدوث عدوى ثانوية و حسب نوع و ضراوة تلك العدوى الثانوية خاصة الالتهابات الرئوية.

 

 

ترتبط الإصابة المزمنة في مرض الإسهال البقرى الفيروسي المعدي, بطول مدة الإصابة – ونقص الأجسام المناعية في جسم الحيوان, خاصة في العجول الرضيعة التي ولدت لأمهات غير محصنة ضد المرض, وبالتالي فأن تلك العجول لم تحصل على أجسام مناعية ضد المرض من خلال رضاعتها المنتج من أمهاتها.

وتتلخص أعراض الإصابة المزمنة في الآتي:

1. خمول عام.
2. فقد للشهية.
3. إسهال يدوم لمدة طويلة.
4. افرازات صفراء اللون من الأنف و العينين.
5. تحرشف في المخطم.
6.  تقرحات في الفم.
7. عرج, نتيجة لالتهاب الأنسجة اللحمية للحافر.
8.  بطء و تأخر في النمو و هزال.

لا تؤدى الإصابة المزمنة إلى النفوق, ولكنها تخلف وراءها حيوانات بطيئة النمو, ضعيفة, متقزمة, حاملة للعدوى دائما لتنشرها خلال الحيوانات المخالطة, و المجاورة لها، فهي مصدرا دائما للعدوى ويجب التخلص منها.

 

ربما يحدث أن تزداد ضراوة الإصابة بمرض الإسهال البقرى الفيروسي المعدي, فتزداد أعراضه شدة و يحدث ما يسمى بالإسهال البقرى الفيروسي المعوي المعدي Mucosal BVD وتكون أعراضه كالاتى:

1. ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة.
2. تقرحات شديدة في المخطم, و الفم, و اللثة.
3. تمتد تلك التقرحات إلي القناة الهضمية لتحدث تقرحات للنسيج الميوكوزى للقناه الهضمية Gut Mucosa.
4.  إسهال مائي لمدة طويلة يحتوى على مخاط أو دم.
5.  زيادة واضحة في إفراز اللعاب.
6. زيادة إفراز الدموع مع حدوث تورم لحدقة العين.
7.  حدوث عرج واضح.

غالبا يحدث النفوق في هذه الحالة فى خلال 5-7 أيام من بداية ظهور الأعراض.

 

التأثير علي الأجنة خلال الإصابة أثناء فترة الحمل:

 

بداية يجب أن نعلم أن الجهاز المناعي لاجنة الأبقار لا يكون قد بدأ أن يصل إلى مستوى نمو كافي أثناء فترة الحمل إلا بعد مرور 180 يوم من بداية الحمل، لذلك فأن تأثير مرض الإسهال البقرى الفيروسي المعدي على أجنة الأبقار يختلف باختلاف مدة الحمل كما يلي:

•  إذا حدثت العدوى للجنين في الفترة من 42 – 125 يوم من الحمل فأنه غالبا يحدث إجهاض لتلك العجول.
• إذا حدثت العدوى للجنين في المدة من 125 -180يوم من الحمل, فان مدة الحمل غالبا تتم ولكن تولد العجول ذات تشوهات خلقية، خاصة في المخ, فتسبب تأخر النمو والتقزم,
  أو في العيون فتسبب ولادة عجول فاقدة البصر.
•  إذا حدثت العدوى للجنين في الثلث الأخير من الحمل- أي بعد 180 يوم- فربما تكون قد تكونت أجسام مناعية داخل جسم الجنين كنتيجة للعدوى, فتولد العجول غير مريضة ظاهريا, ولكنها تحمل الفيروس, وتكون بذلك حيوانات دائمة العدوى, وتنشرها خلال الحيوانات المخالطة والمجاورة لها.

التشخيص:

الأعراض- كما سبق شرحها أنفا.

التشخيص المعملي عن طريق:

الزرع النسيجي.
اختبارات الدم.
اختبارات الايليزا.

و ذلك بأخذ عينات عن طريق خدش الأذن (Ear notch) أو عن طريق أخذ عينات دم كامل.

العلاج:

كسائر الأمراض الفيروسية فأنه لا يوجد علاج متخصص لهذا المرض، ولكن يمكن في الحالات المزمنة استخدام علاج للأعراض, ويمكن حقن محاليل تعويضية كمحاولة لتعويض ما فقده الجسم أثناء الإسهال الممتد، كذلك يمكن حقن مضادات حيوية كمحاولة لتقليل التعرض للعدوى الثانوية.

و لكن و كما سبق ذكره فأن تلك الحيوانات المصابة إصابة مزمنة، أو تلك المصابة اصابه دائمة PI تكون مصدر دائم لعدوى الحيوانات المخالطة, و المجاورة لها، لذلك فانه يجب التخلص منه.

الوقاية:

 

1.  يجب إتباع برامج التحصين الخاصة بهذا المرض بكل دقة، فيجب تحصين العجول الصغيرة عند عمر 4 – 8 شهور، وذلك عند بداية تدنى المناعة المكتسبة من الأم و الناتجة عن تناول سرسوب منتج من أمهات سبق تحصينها.
2. يجب تحصين الأمهات, و العجلات العشار و ذلك باستعمال اللقاحات الميتة قبل الولادة بشهر أو شهرين في فترة الجفاف مرة واحدة أو مرتين حسب تعليمات الشركة المنتجة للقاح.

 

استعمال اللقاحات الحية ربما يتسبب في إحداث العدوى، خاصة وقد وجد أنه عند استعمال اللقاحات الحية للأبقار و العجلات العشار في الثلث الأول من الحمل, فأن الأجنة تحدث لها العدوى باللقاح ويحدث الإجهاض, أو تتم مدة الحمل, و لكن تولد العجول تبدو صحيا سليمة, ولكنها تكون ذات عدوى دائمة PI.

في الختام أحب أن أوضح أن مرض الإسهال البقرى الفيروسي المعدي, هو مرض خبيث وخطير من الجهة الاقتصادية، لأنه يمكن أن يمكث في المزرعة لفترات طويلة ويسبب خسائر مادية فادحة دون أن ينتبه لوجوده أحد، وذلك بسبب وجود ما يسمى بالحيوانات دائمة الإصابة، كما أنه يتسبب في الاجهاضات عند إصابته للأبقار و العجلات العشار،  أوانه يتسبب في  ولادة عجول ذات تشوهات خلقية.