بعد ارتفاع أسعار بيض المائدة، انتشرت عدة تقاليع في عدد من الدول حول العالم، فهناك حكومات بدأت في سن تشريعات تجرم جلب البيض من الخارج، وبلدان أخرى عملت على تقنين أوضاع بيع البيض، بحيث أن يكون لكل شخص “6 بيضات” فقط.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت تطبق غرامة مالية كبيرة على كل شخص يثبت جلبه للبيض من الخارج، وبالفعل تمكنت سلطات الحدود، من توقيف مهربين للبيض، يتم جلبه من الحدود الأمريكية المكسيكية.
هذه التقاليد، الغير متعارف عليها بشأن شراء البيض، بدأت في الظهور نتيجة ارتفاع أسعار بيض المائدة، حتى أصبحت هذه السلعة الغذائية اليومية، محرمة على الفقراء، في عدد كبير من دول العالم، مثل فلسطين، وتحديداً قطاع غزة.
وتعود أزمة ارتفاع أسعار بيض المائدة، بشكل مباشر، إلى شح في مدخلات صناعة الدواجن التي تعتمد على توافر الدولار، إضافة إلى استمرار ظاهرة الاحتكار سواء في الأعلاف التي تعد المكون الأساسي في صناعة الدواجن، أو أسعار الكتاكيت التي تعتمد عليها المزارع، وهي أيضاً مستوردة وتعتمد على توافر العملة الصعبة.
مطاعم بريطانيا تقنن أوضاع البيض وتمنع تناوله على الفطار
ففي المملكة المتحدة، فوجئ المستهلكون البريطانيون خلال زيارتهم متاجر بغية شراء البيض، برؤية الرفوف فارغة، وطُلب منهم تقنين الكمية التي يشترونها من تلك بيض المائدة.
وتم إخطار المتسوقين بأنه لا يمكنهم شراء سوى 3 علب بيض في كل مرة، كما بدأت المطاعم في تقديم وجبات إفطار كاملة، ولكن من دون بيض، لأنها تواجه مشكلات في الإمدادات.
عصابات لتهريب البيض من المكسيك لـ أمريكا
بيض المائدة، من الممنوعات والمحرمات، بالفعل أصبح كذلك، بل وهناك عصابات بدأت تسلك “تهريب” البيض، على الحدود الامريكية المكسيكية.
وأوقفت سلطات الحدود الأميركية مع المكسيك، مواطنين عاديين يعبرون وبحوزتهم كميات كبيرة من البيض بسبب ارتفاع أسعاره بوتيرة متزايدة.
وحذر مسؤولو الحدود الأميركية خلال الأيام الماضية، من عمليات تهريب البيض من الخارج، وتم تسنين العقوبة، بغرامة مالية تصل إلى 10 آلاف دولار لمن يتم ضبطه في عملية تهريب البيض.
وأصبح البيض، وحدة قياس التضخم الذي ضرب الولايات المتحدة في العامين الماضيين، إذ ارتفع سعر البيض بنسبة 150 %، وفق مكتب إحصاءات العمل الأميركي.
وكان البيض الأمريكي الأكثر تأثراً بالتضخم من أي سلعة غذائية أخرى، خاصة انه سلعة رئيسة في وجبة الفطار لبلاد العم سام، وهنا، اقترحت بعض “كوميكس” السوشيال ميديا، أن تكون هدية عروض الزواج عبوة من البيض بدلاً من الخاتم، وآخر يدعو حبيبته لعشاء في مكان فخم محاطين بصفوف من عبوات البيض.
بيض المائدة “محرم” على الفقراء في فلسطين
وشهدت فلسطين، وتحديداً قطاع غزة، ظاهرة معيشية قاسية، حيث اصبح بيض المائدة، من طبق الفقراء المفضل هناك، إلى أن اقتصر وجوده على موائد أثرياء غزة، أو على الأقل لفئة أصحاب الدخل المرتفع من قاطني الدولة الشقيقة، إذ قفز سعر العبوة الكرتونية من 4.5 دولار إلى مايزيد عن 10 دولارات، خلال أيام قليلة.
ويبلغ تعداد سكان غزة نحو 2.3 مليون نسمة، أغلبهم من محدودي الدخل والأقل دخلاً بواقع نحو 1.2 مليون فرد، وبالتالي فان ارتفاع لأسعار لبيض المائدة حرم غالبية المستهلكين من شرائه والاستغناء عنه تماماً.
أسعار بيض المائدة ترتفع بشكل جنوني، ولم تشهد في أي يوم استقراراً، مع العلم ان البيض من أكثر السلع الغذائية تسجيلاً لارتفاعات قياسية في غزة.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة في البلد الشقيق، فإن سكان غزة يأكلون سنوياً نحو 200 مليون بيضة، ويبلغ نصيب الفرد في العام الواحد نحو 100 بيضة.
ومع ارتفاع سعر بيض المائدة، بادر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وعدد من الجمعيات الأخرى، بتوزيع أطباق البيض مجاناً على الأسر الأشد فقراً.
من جهتهم يرجع أصحاب مزارع الدجاج البياض الارتفاع المتواصل لسعر بيض المائدة إلى أسباب عدة، أولها ارتفاع أسعار الأعلاف والصوص وتكاليف التربية.
وقالت نقابة مربي الدواجن والثروة الحيوانية في غزة، إنه من المستحيل انخفاض أسعار البيض خلال الفترة الراهنة، نتيجة ارتفاع تكلفة الأعلاف عالمياً.
فالأعلاف التي تعد غذاء الدجاج البياض، ارتفع ثمن الطن منها من 700 دولار إلى 1000، ويوجد في غزة نحو 300 مزرعة دواجن لإنتاج البيض، فيها قرابة 800 ألف دجاجة مخصصة لإنتاج بيض المائدة.
إنتاج مصر من بيض المائدة
ووفق شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، يبلغ حجم إنتاج مصر من الدواجن ما يقرب من 1.5 مليار طائر سنوياً، وهذا يغطي الاستهلاك بالكامل، وتشير تقديرات وزارة الزراعة إلى أن استثمارات قطاع الدواجن في مصر تبلغ نحو 100 مليار جنيه (3.267 مليار دولار)، ويبلغ حجم الإنتاج من بيض المائدة حوالى 13 مليار بيضة، ويستوعب القطاع أكثر من ثلاثة ملايين عامل، ويبلغ إجمالي المنشآت العاملة به 38 ألف منشأة.