قال حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري ورئيس مجلس محافظي مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، إنه على الرغم من مشاركة قارة أفريقيا بأقل النسب الخاصة بالانبعاثات الكربونية والبيئية، إلا أنها تتحمل أعباءً كبيرة ناتجة من التغيرات المناخية، حيث يعاني عدد كبير من سكان أفريقيا من نقص المياه على سبيل المثال بسبب التغيرات المناخية والتي تهدد بانخفاض حجم الناتج الزراعي بمقدار النصف.
وأشار خلال فعاليات الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الأفريقي، بمدينة شرم الشيخ في الفتـرة مـن 22 إلى 26 مايو 2023، حول موضوع “تعبئة تمويل القطاع الخاص للمناخ والنمو الأخضر في أفريقيا”، أنه خلال عام 2020 بلغ حجم التدفقات المالية المحلية والدولية المخصصة للمناخ بأفريقيا 30 مليار دولار فقط وهو 12% فقط من حجم التمويل المطلوب، مما يعكس حجم الفجوة التمويلية التي تواجهها دول القارة.
وأضاف عبدالله، أن إتاحة الموارد المالية اللازمة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية يأتي من خلال إشراك القطاع الخاص وتفعيل دوره الحيوي في هذا المجال، مشيرا إلى أن انعقاد اجتماعات البنك الافريقي هذا العام يتزامن مع ظهور العديد من المستجدات والتحديات على جميع الأصعدة ومن أبرزها اضطراب أداء القطاعات المالية واستمرار ارتفاع الضغوط التضخمية وتزايد حدة الاضطرابات الجيوسياسية فضلا عن تداعيات أزمة وباء كوفيد.
وأكد محافظ البنك المركزي، خلال كلمته في افتتاح اعمال الاجتماعات السنوية للنبك الافريقي للتنمية، بحضور الرئيس السيسي، ان القارة الأفريقية لم تكن بمنأى عن تلك التحديات التي أدت إلى تزايد الضغوط على اقتصاديات دول القارة لتزداد فجوات التمويل اتساعا مع تراجع حجم المساعدات الدولية واضطراد أعباء الديون وتزايد تكاليف برامج الحماية الاجتماعية، وهو الأمر الذى نتج عنه انحسار قدرة حكومات تلك الدول على تنفيذ خططها التنموية التي تأخذ في عين الاعتبار البعد البيئي وصولا الى بلوغ هدف الاستدامة البيئة والاجتماعية.
وشدد “عبدالله” على أن مصر جزء لا يتجزأ من تلك التفاعلات الإقليمية والدولية وبالتالي تلك التطورات والتغيرات كان لها بالغ الأثر على الكثير من المعطيات المالية والاقتصادية المحلية، مؤكدا أن جميع المسؤولين تتكاتف جهودهم الرامية الى اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الكفيلة للحد من تك الآثار السلبية لتلك التغيرات وهو الأمر الذى يتسق مع توجيهات الرئيس السيسي.
وأوضح أن تحقيق الطموحات التنموية يؤكد على دور التمويل الإقليمية والدولية المعنية بقضايا التنمية داخل القارة وعلى رأسها مجموعة بنك التنمية الأفريقي الذى يلعب دورا محوريا لتعزيز ثقة مستثمري القطاع الخاص.