• logo ads 2

هل تؤثر «حمى الثلاث أيام» على الثروة الحيوانية بمصر؟

استمع للمقال

أبدى عدد من المربين قلقهم من انتشار مرض «حمى الثلاث أيام» الذى يؤثر على الثروة الحيوانية فى مصر، مما يصيب الأبقار والجاموس، بعد غياب دام لـ 9 سنوات لترتفع على إثره معدلات نفوق الحيوانات بنفس الوتيرة التى كان عليها فى عام 2014، مما دفع شعبة القصابين لتقديم مذكرة رسمية إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لسرعة تحصين الثروة الحيوانية للسيطرة على الأمراض المنتشرة حاليًا.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

وفى هذا السياق قال الدكتور محمد عثمان، استشارى تطوير مزارع الحلاب، إن الإصابة بالحمي العابرة «حمي الثلاث أيام» تعد من أكثر الأمراض ذات التأثير الاقتصادي السلبي بالثروة الحيوانية فهو مرض فيروسي يصيب الأبقار والجاموس ينتقل عن طريق الناموس والحشرات التى تتكاثر فى فترة الصيف، ويتراوح متوسط فترة حضانة المرض من ثلاثة إلى أربعة أيام.

 

ماهى أعراض مرض حمى الثلاث أيام؟

 

وأضاف الدكتور محمد عثمان، خلال تصريحات خاصة لموقع «عالم المال» أن مرض حمى الثلاث أيام يتسبب في ارتفاع مفاجئ بدرجة الحرارة مؤثرا على الحالة العامة للحيوان يتبعها انخفاض مفاجئ مماثل في درجة الحرارة، وخلال الارتفاع الأول (ذروة الحمى)، عادة ما تكون العلامات المرضية خفية ويصعب كشفها الا أننا نجد في الحيوانات الأكثر تضررا أعراض مثل فقدان الشهية وتيبس الحركة مع تزايد إفراز اللعاب والإفرازات الأنفية وقد نجد التهاب بالمفاصل وتزايد معدل النبض والتنفس، ورجفة وارتعاش بالعضلات وأحيانًا يرقد الحيوان ومع تقدم المرض تقل القدرة على البلع ويكون ذلك ملاحظ عند شد اللسان ويقل معدل الاجترار وقد يحدث نفوق في هذه المرحلة ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه العلامات السريرية قد تختفي أيضًا فجأة كما ظهرت.

 

وأكد استشارى تطوير مزارع الحلاب، أن الأعراض يتبعها الارتفاع الثاني للحمي بفترة من 12 إلى 24 ساعة من الارتفاع الأول ويستمر ارتفاع الحرارة من يومين إلى 4 أيام وفي هذه المرحلة يكون التأثير ملحوظا على الرئتين وتشمل المضاعفات الثانوية علامات الالتهاب الرئوي وانتفاخ الرئة (امفزيما)، وتصلب من الأطراف، والتهاب المفاصل واستمرار رقود الحيوان لفترة طويلة، ومن أهم العلامات الأخرى في هذه الفترة.

  •  زيادة معدلات التهاب الضرع تحت الإكلينيكي.
  •  انخفاض في إنتاج الحليب.
  •  ارتفاع معدل الإجهاض الي ما يقارب ٥٪

 

وعن آثار ذلك المرض فهي تتركز في ظهور خطوط بيضاء بالعضلات نتيجة للتحلل والالتهاب كذلك انتشار الاوديما بالرئتين والغدد الليمفاوية والتهاب واحتقان الرئتين والكبد والكلي وصولا لانتفاخ الرئة (الامفزيما).

 

كيف يتم مقاومة المرض؟

 

يوجد محورين رئيسيين للمقاومة والتحكم فى هذا المرض، «المحور الأول» إجراء عملية التحصين للأبقار، وهناك لقاحات متوفرة منها ينتج محلى، وأخر يتم استيراده، ولكن يراعى في عملية التحصين أن تكون في الفترة ما قبل الصيف منذ بداية شهر إبريل حتى انتهاء شهر يونيو،  حتى تكون مناعة الحيوان مرتفعة خلال فترة الصيف الذى يكثر فيها الأمراض، مع أخذ جرعة تنشيطية للتحصين للرفع من مناعة الحيوان ضد همرض حمى الثلاث أيام.

 

وتابع «المحور التاني» من المقاومة او التحكم في المرض، «مقاومة الحشرات والناموس» نتيجة أن المرض بيتهيأ بالحشرات أو بالناموس بشكل أخض، عند استخدام ماكينات الفوجر«الرش» التى تقضى على الناموس عن طريق التعامل مع الحيوانات بما يسمى بتوارد الحشرات، وهى عبارة عن مواد زائدة ذو رائحة نفاذة توضع على الحيوان.

 

قال أحمد سعد، مربى ماشية، بمحافظة كفر الشيخ، إن فيروس حمى الثلاثة أيام المنتشر حاليًا جاء بنفس الوتيرة التى كان عليها فى عام 2014، والذى حصد حينها الآلاف من الماشية، لافتًا إلى أن إصابة أى مزرعة إنتاج حيوانى بالفيروس قد يؤدى إلى نفوق نحو 50% من رؤس الماشية، والباقى يستجيب للعلاج وهو عباره عن مضادات حيوية وخافض حرارة، وحتى الآن لا توجد أمصال تعالج هذا الفيروس توفرها الحكومة.

 

أشار أحمد سعد، إلى أن فيروس حمى الثلاثة أيام يختلف عن الحمى القلاعية والجلد العقدى الذى يصيب الماشية بشكل سنوى، وذلك فى أن مدة حضانة الفيروس فى الماشية 3 أيام على الأكثر وفى اليوم الرابع إما أن تبدأ مرحلة التعافى أو تموت، مشيرًا إلى أن تحصينات الحمى القلاعية متداولة فى الأسواق ويصل سعر العبوة 100 سم 6 آلاف جنيه حاليًا وتكفى 50 جرعة.

حقيقة انتشار المرض

 

ومن ناحيته أخرى نفى سعيد زغلول عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية بمحافظة الجيزة، إن ماتردد خلال الأيام الأخيرة بشأن فيروس يصيب الحيوانا، قائلًا « اللحوم سليمة ولا يوجد فيروسات»، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات او الاخبار تهدف لإثارة البلبلة وتخوف المواطنين من شراء اللحوم غير موجودة بالأساس فى ظل ارتفاع الأسعار وزيادة أسعار الأعلاف وقلة المعروض، مضيفًا أن معظم القصابين فى محافظة الجيزة لم “يفتحوا محلاتهم” بعد إجازة عيد الأضحى المبارك والذى كان موسما غير المواسم السابقة من ناحية البيع والشراء وعدد الأضاحى وشراء اللحوم بعد جنون الأسعار الذى شهدها سوق المواشى هذا العام ، لافتا إلى أن منظومة اللحوم غير مستقرة والقائمين عليها ليس لديهم خطة أو رؤية.

 

وأوضح عضو شعبة القصابين بغرفة الجيزة التجارية، خلال تصريحاته، أن اللحوم المستوردة والاعتماد عليها فى السوق المحلى أثر بشكل كبير على مستقبل الثروة الحيوانية، مناشدا الحكومة والقائمين على منظومة الزراعة بالاهتمام بالزراعة والتوسع فى المساحات المنزرعة ومنع المزارعين وأصحاب المزارع حوافز وإمكانيات تتيح لهم الزراعة والتربية لزيادة رؤوس المواشى، مضيفًا أن المستورد قضى على الثروة الحيوانية ولابد من أن نبدأ من جديد وإجراءات جديدة وخطط جريئة لعودة الإنتاج المحلى وزيادة الثروة الحيوانية، خاصة أن 99% من اللحوم الموجودة فى مصر مستوردة وهو ما يؤدي ويؤثر على الثروة الحيوانية، لافتا أنه لا يعقل أن تكون اللحوم العام الماضى بـ 180،200جنيه للكيلو، وترتفع ارتفاعا جنونيا هذا العام 400،420 جنيه زادت الضعف من السبب، المستورد هو سبب المشكلة على حد قوله.

 

وحسب تصريحات صحفية نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، هيثم عبد الباسط ، أن الشعبة تقدمت بمذكرة رسمية إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لسرعة تحصين الثروة الحيوانية ضد مرض حمى الثلاثة أيام والحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع، للسيطرة على الأمراض المنتشرة حاليًا.

 

ودعا الحكومة إلى تطبيق إجراءات احترازية بين المحافظات بدلا من غلق أسواق الماشية منع تداول الماشية الحية بين المحافظات وبالتحديد المحافظات التى يتفشى فيها الفيروس، مضيفًا أن استمرار تفشى المرض سيؤثر على حركة السحب والشراء بالأسواق، الأمر الذى يساهم فى مضاعفة حالات الركود وبالتالى سيتكبد المربين خسائر كبيرة فى حال انخفضت الأسعار عن المستويات الحالية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار