تصوير- كامل أمين
المهندس محمود حمودة الرئيس التنفيذى لشركة “تكنوسيدز” لـ«عالم المال»
_ الذرة الحمراء “ياقوت 5” يتفوق على الصفراء في مجال الأعلاف.
_ كنت قلقًا من قبول المزارعين للسلالة الجديدة.. والأيام أثبتت نجاحها.
_ الشركة تسعي لتعزيز الاستدامة في الزراعة المصرية.
_ الأسعار تأثرت بجائحة “كوفيد-19 ” والحروب الروسية ـ الأوكرانية.
تأسست شركة تكنو سيدز لتكنولوجيا البذور والتنمية الزراعية في التسعينيات من خلال مركز بحثي، وتم تسجيلها ككيان قانوني عام 2006، ومن وقتها تسعى الشركة للتوسع في السوق المصري، وتمكنت من الاستحواذ على حصة تتراوح بين 9 ـ 10٪ من سوق بيع الذرة في مصر.
قال المهندس محمود حمودة، الرئيس التنفيذي لشركة ” تكنو سيدز”، إن الشركة تعمل في مجال الزراعة بالسوق المصري، و هي متخصصة بشكل رئيسي في زراعة الذرة الشامية بنسبة 80%، إذ تمتلك مجموعة متنوعة من أصناف الذرة مثل الذرة الصفراء والذرة البيضاء والذرة الحمراء.
أضاف حموده، أن محصول الذرة الحمراء يتميز بصنف فريد يسمى “الياقوت الأحمر الهجين الفردي”، وهو أول هجين فردي أحمر في مصر والشرق الأوسط يتم تسجيله.
و تتميز الذرة الحمراء أو الياقوت الأحمر بمحتوى أعلى من الفيتامينات، بسبب وجود نسبة عالية من صبغة «الأنثوسياثين».
على سبيل المثال، إذا تم استخدامها في الأعلاف، فإنها توفر نسبة أعلى من البروتين، حيث يصل محتوى البروتين في الذرة الحمراء إلى 10.5%، بينما يصل محتوى البروتين في الذرة الصفراء إلى 8٪ وهذا يجعلها خيارًا ممتازًا لتغذية الارج انيمال والدواجن وتحسين نسبة التحويل ونسبة اللحم، وبالنسبة للتغذية للماشية.
وأوضح حمودة، أن الشركة قامت بإجراء بحوث مشتركة مع الهيئة المصرية للطاقة الذرية وكليات الزراعة على مستوى الجمهورية، ومنها كلية الزراعة بجامعة الزقازيق، وكلية الزراعة بجامعة بنها، إذ تم تطوير الذرة الحمراء «ياقوت 5» ومقارنتها مع الذرة الصفراء فيما يتعلق بالتغذية والأعلاف، وعُقد مؤتمر كبيرة للإعلان عن نتائج هذه الأبحاث، وتبين أن الذرة الحمراء تتفوق على الذرة الصفراء في مجال الأعلاف.
أكد الرئيس التنفيذي لشركة تكنو سيدز، أنه من الصعب تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية، نتيجة ان مصر تستهلك تقريبًا من 18 ـ 20 مليون طن من الذرة سنويًاً، بينما الإنتاج المحلي من 8 ـ 9 ملايين طن، والعجز أو الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك تبلغ 50% تقريبا .. لذا ليست لدينا القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، إلا عبر توسيع الرقعة الزراعية، وهذا ماتعمل عليه الدولة الان، من خلال مشروع الدلتا الجديدة في المناطق المستصلحة بإجمالي مليون ونصف المليون فدان.
تنويع المناطق الزراعية في مصر
وتابع هذا المشروع الضخم يهدف إلى تنويع المناطق الزراعية في مصر، ويجب أن نسعى لعدم الاعتماد بشكل كامل على المناطق القديمة في الدلتا والمناطق المحيطة بنهر النيل للزراعة، لأن الحل يتطلب توسيع مساحة الرقعة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ويجب علينا أن نزيد من الإنتاجية الزراعية للمساهمة في هذا الأمر وتحقيق انخفاض في الأسعار.
قال حمودة، إن الشركة تسعي لتعزيز الاستدامة في الزراعة المصرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الذرة، بالإضافة إلى توفير منتجات ذرة عالية الجودة للمزارعين والعملاء المحليين والعالميين، من خلال التركيز على الأبحاث والتطوير واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، وتعمل أيضًا على تطوير شراكات استراتيجية مع الشركات والمزارعين المحليين لتعزيز إنتاجية الذرة وتحسين جودتها، مضيفًا أن الشركة هى المنتجة الوحيدة في مصر والشرق الأوسط لسلالة الذرة «ياقوت 5»، وهي أول سلالة هجينة مسجلة في مصر.
وتابع: “في البداية، كنت قلقًا من قبول المزارعين لهذه السلالة الجديدة، ولكن في السنة الأولى تم قبولها بسبب فضول المزارعين ورغبتهم في تجربة الزراعة بها، وفي السنة الثانية، لم تواجه الشركة صعوبة في تلبية الطلب على الذرة الحمراء، تم إثبات أن الذرة الحمراء آمنة وغير مضرة تمامًا من خلال شراكات بحثية علمية مع هيئة الطاقة الذرية وكليات الزراعة”.
تأثر الأسعار بالأزمات العالمية
وحول ارتفاع الأسعار، أكد حموده أن عدة عوامل، تقف وراء ذلك منها التغيرات المناخية وتأثيرها على منتجات الزراعة على مستوى العالم، كما تأثرت الأسعار بالأزمات العالمية مثل جائحة كوفيد-19 والحروب وإغلاق الموانئ والشلل الذي حدث في حركة التجارة عالمية، مما أثر على العالم وبالطبع مصر لأننا دولة مستوردة بنسبة كبيرة.
كما ان الحرب بين روسيا واوكرانيا وهما من أكبر مصدري الحبوب في العالم، وبالتالي تأثر حجم الصادرات والواردات.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه التجار صعوبات في استيراد السلع بسبب قلة المعروض والقيود التجارية، لأنهم مجبرون على شراء البضائع بأسعار مرتفعة وتحقيق أرباح لتعويض التكاليف العالية.. لذا فإن ارتفاع الأسعار شيء حتمي لابد منه، وبالتالي، ارتفاع الأسعار ليس مشكلة محلية فحسب، بل ظاهرة عالمية.
السوق المحلى يواجه مشكلة كبيرة يواجه هي “السوق السوداء
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة تكنوسيدز، إلى أن السوق المحلى يواجه مشكلة كبيرة يواجه هي “السوق السوداء”، فالحكومة يجب أن تواجه التجارة غير الشرعية وسرقة الأصول الوراثية وتحمي الشركات والمزارعين، يوجد سوق موازية للذرة والتقاوي، إذا غادرت شركات المالتى ناشيونال السوق، سيتأثر السوق المصري وسيكون ضعيفًا، لأن قوة السوق يتحدد بناءً على قوة الشركات الموجودة في السوق.
ولفت المهندس محمود حمودة، إلى أن الذرة الحمراء تحمل أهمية اقتصادية كبيرة في قطاع الأعلاف، والأهمية الاقتصادية الأكبر لها فيما يتعلق بالمزارع هي أنها تحقق عائدًا اقتصاديًا أعلى من الذرة الصفراء بسعر أعلى. كما أنها تحقق هامش ربح أعلى من الذرة الصفراء والبيضاء، بالإضافة إلى أنها تلبي نفس الاحتياجات التي يحتاجها مزارعو الذرة الصفراء في مصر.
وهناك العديد من الأصناف التي استُخدمت فترة طويلة، ثم انسحبت من السوق بسبب تأثير المناخ الذي يمر بعملية تصفية غير طبيعية، مشابهة لما حدث مع جائحة كوفيد-19، وتوجد أصناف من الذرة الشامية لا تتحمل درجات الحرارة مما أثر عليها، ومحاصيل أخرى مثل «الذرة الحمراء» تتحمل التغيرات المناخية ودرجات الحرارة العالية، وقد حدث انخفاض في إنتاج هذه الأصناف.
واختتم قائلًا أن إنتاج الشركة السابق والحالي من الذرة الحمراء لم يكن كبيرًا، ولكن خطتنا هي التوسع أكثر، ونتوقع أن نحصل خلال الفترة القادمة على حصة سوقية تبلغ 12% من سوق المحلي، تم توزيع المنتج إلى وجهات البيع والوكلاء في جميع أنحاء البلاد، بدءًا من الجيزة وصولاً إلى أسوان، بالأخص وجه قبلي، ويمتاز بقدرته على تحمل درجات حرارة عالية.