استمع للمقالقال الدكتور حاتم الرومي، رئيس مجموعة تربل إم، أن مصر من أكبر مستورد للقمح، على الرغم من أنه يعتبر من المحاصيل الأكثر سهولة في الزراعة واستهلاكًا للمياه، لافتًا أنه يجب أن نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح والأعلاف، حيث استيراد القمح والأعلاف والزيوت يؤثر سلبًا على ميزانية الدولة لذا يجب تجنبه، وذلك من خلال الاستثمار في الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح والأعلاف، وبالتالي يمكننا تخفيف الضغط على الميزانية وتحقيق استقلالية أكبر.
وأضاف «الرومي» في تصريح خاص لموقع «عالم المال» أن زراعة القمح لها أهمية كبيرة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر زراعة الأعلاف أمرًا حيويًا في قطاع الزراعة، فعند توفر الأعلاف، يمكن تقليل الاعتماد على وارداتها التي تشكل ما يقرب من 80 – 90٪ من احتياجاتنا، وعند توفر الأعلاف، يمكن تخفيض أسعار اللحوم والألبان والدواجن والبيض، هناك أيضًا عناصر أخرى مرتبطة بهذا الأمر، مثل استخدام زيت بذور القمح وبقايا الفول السوداني في صناعة الأعلاف.
وأوضح رئيس مجموعة تربل إم، أنه يجب التركيز على زراعة القمح بدلاً من استيراد الفراولة أو الكنتالوب، كما يجب أن نستغل الأماكن التي تشهد زيادة في هطول الأمطار ونزرع القمح بها، القمح ليس مستهلكًا للماء بنفس القدر الذي يستهلكه البرسيم الحجازي، وهو سبب رئيسي للتوسع في زراعة القمح، يجب أن نجنب استيراد البرسيم الحجازي الذي يستهلك كميات كبيرة من الماء، يجب أن نستثمر في زراعة القمح كمحصول استراتيجي ومصدر للأعلاف، كما يجب أن نركز على دعم الزراعة وتوجيه جميع الجهود الهندسية والعلمية نحو خدمتها، يمكن لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح والأعلاف أن يساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وأشار الدكتور حاتم الرومي، إلى أنه ينبغي أن تعتمد المناطق الصحراوية أو الأراضي الجديدة المستصلحة، وخاصة تلك التي تحتوي على آبار ومياه عميقة، على الطاقة الشمسية لضمان جدوى الزراعة، فعلى سبيل المثال، يتم استعادة تكلفة إنشاء محطة طاقة شمسية في أرض زراعية بالصحراء من توفير الديزل خلال فترة تقدر بنحو سنتين، على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود في الوقت الحالي، وبالتالي، فإنه من الضروري تشغيل الزراعة في هذه المناطق بالكامل بواسطة الطاقة الشمسية باستخدام مضخات تعمل بالطاقة الشمسية لاستخدام مياه الآبار في الصحراء.