ارتفاع أسعار خامات الأعلاف لمستويات قياسية.. وخبراء «الدولار» كلمة السر

تعتبر الأعلاف مجموعة من المواد الغذائية التي تستخدم في تغذية الدواجن والماشية والأسماك، تعتمد أسعار الأعلاف على عدة عوامل، بما في ذلك تكلفة المكونات الأساسية مثل إضافات الأعلاف، وكذلك تكاليف الإنتاج والتوزيع.

 

ارتفعت أسعار خامات الأعلاف المستودرة خلال الأسبوع الحالي، وهذا الارتفاع تسبب فى ارتفاع أسعار الأعلاف، حيث يؤثر ارتفاع أسعار الأعلاف على القطاع الزراعي، وبخاصة قطاع تربية الدواجن، بشكل كبير، فعندما يحدث ارتفاع في أسعار الأعلاف، يتزايد عبء تكاليف الإنتاج على المزارعين ومربي الدواجن، حيث تعتبر الأعلاف نفقات التغذية الرئيسية في صناعة تربية الدواجن، وتمثل حوالي 70% من تكاليف الإنتاج، هذا يضع ضغوطًا إضافية على مربي الدواجن ويؤثر على ربحيتهم واستدامة الصناعة بشكل عام.

 

في نهاية عام 2022، تعرض سوق الدواجن لأزمة كبيرة بسبب نقص خامات الأعلاف وعدم توافر العملة الدولارية، هذا النقص تسبب في زيادة تكاليف الإنتاج وأدى إلى إغلاق نصف مصانع الأعلاف وندرة المربين، وتتكرر الأزمة مره ثانية خلال الفترة الحالية.

 

حيث زاد سعر طن الذرة البرازيلي اليوم 26-10-2023، عند 14,500 جنيه، بدلًا من 14,000 جنيه، بارتفاع 500 جنيه للطن عن سعره أمس، وصعد سعر طن الذرة الأرجنتيني، بمقدار 500 جنيه، ليسجل 14,500 جنيه، سجل سعر طن «الذرة الأوكراني»، زيادة اليوم، بنحو 700 جنيه، ليسجل سعر الطن 13,700 جنيه.

 

فى هذا السياق، صرح الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، بأن أسعار الأعلاف تشهد ارتفاعًا كبيرًا في الوقت الحالي، حيث ارتفعت أسعار الذرة بنسبة 35% وفول الصويا بنسبة 30%، على الرغم من الإفراجات المستمرة التي تقوم بها وزارة الزراعة بالتعاون مع البنك المركزي المصري.

 

وأوضح الزيني، أن سبب ارتفاع أسعار العلف يعود إلى ارتفاع قيمة العملات الأجنبية، مؤكدًا أن الاتحاد مستمر في مبادرة الدولة لتخفيض الأسعار وملتزم بالسعر المتفق عليه.

 

 

وأشار الزيني إلى أن أسعار الأعلاف شهدت تراجعًا كبيرًا في الفترة الماضية، وبدأت السوق في التعافي بعد الأزمة التي واجهتها في أكتوبر 2022، لكن السوق ما زال يعاني من تبعاتها لعدة أشهر، مما أدى إلى خروج بعض المربين من السوق بسبب ارتفاع التكلفة عليهم.

 

وطالب الزيني بمواصلة الإفراجات والالتزام بها، مشددًا على أن الدواجن هي مادة حية وتتطلب استمرارية الإفراج عن الأعلاف بشكل منتظم، حيث تتكرر دورات الإنتاج الدواجن 6 مرات في السنة.

 

وفى نفس السياق، أشار المهندس مصطفى قنديل، مربي دواجن، إلى أن نقص توافر الدولار أدى إلى ارتفاع سعره في السوق السوداء خلال الأسبوع الحالي، حيث وصل إلى 46 جنيهًا، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار المواد المستوردة مثل خامات أعلاف الدواجن والأخشاب والأجهزة الكهربائية بشكل كبير.

 

زيادة الأسعار مبررة بسب قلة المعروض

 

وأضاف قنديل، في تصريح خاص لموقع “عالم المال”، أنه بالنسبة لأسعار الدواجن، فإن زيادة الأسعار مبررة بسبب قلة المعروض، على الرغم من أنه من المفترض أن يزداد المعروض في هذا الوقت من العام نظرًا لتحسن إنتاج المزارع بسبب الظروف الجوية المواتية، هذه الظروف تساعد المربين على توفير ظروف مثالية لتربية الدواجن، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الوفيات وتوحيد الأوزان وزيادة متوسط الأوزان مقارنة بدورات التربية السابقة خلال العام.

 

وأوضح مصطفى قنديل، أن استقرار الأسعار لم يكن بسبب زيادة المعروض، وإنما بسبب مبادرة رئيس الوزراء والاتحاد العام للدواجن في تثبيت سعر الدواجن عند 65 جنيهًا للمزرعة و75 جنيهًا للمستهلك، ومع دخول فصل الشتاء وتدهور الأحوال الجوية، من المتوقع أن يقل العرض من الدواجن ويزداد الطلب عليها في بداية العام الجديد، وبالتالي، من المحتمل أن ترتفع الأسعار مرة أخرى وقد تتجاوز الحد الأعلى المتوقع لأسعار اللحوم.

خفض أسعار الدواجن ضمن مبادرة رئيس الوزراء لتخفيض أسعار السلع الغذائية

 

وقرر الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أنه بدءاً من 15 أكتوبر الماضي تبدأ المزارع في خفض أسعار بيع الفراخ البيضاء لتسجل 65 جنيها كما تم خفض سعر كرتونة البيض لتسجل 115 جنيها تسليم المزرعة.

 

 

وأعلن الاتحاد العام لمنتجى الدواجن تفاصيل مشاركته فى مبادرة الحكومة التى تم الإعلان عنها لخفض أسعار السلع الغذائية من خلال توفير الدواجن والبيض بأسعار مخفضة وفى متناول المستهلك، وذلك فى إطار جهود الحكومة لضبط الأسعار فى الأسواق وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.

 

رئيس إكسترا للأعلاف: الاحتكار طبيعى للحفاظ على حصص الشركات ومكانتها فى السوق

 

وفى نفس السياق أكد الدكتور إبراهيم طامع، رئيس مجلس إدارة شركة إكسترا للأعلاف، بأن هناك احتكارًا طبيعيًا في سوق الأعلاف، كما هو الحال في أي سلعة، يتمثل في الحفاظ على حصص الشركات ومكانتها في السوق، ولكن ارتفاع أسعار الأعلاف ومكوناتها يعود إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء.

 

 

 

وأضاف رئيس شركة إكسترا للأعلاف، فى تصريح خاص لموقع «عالم المال» أن سعر فول الصويا كان مستقرًا عند 11 ألف جنيه عندما كان سعر الدولار مستقرًا عند 15.80 جنيه، واستمرت هذه الحالة من عام 2016 حتى 20 مارس 2022، ومنذ ذلك الحين ارتفع سعر الدولار بمعدل أربعة أضعاف، وبالتالي، ارتفعت أسعار فول الصويا في نفس الاتجاه.

 

وأوضح «طامع» أن نصف المربين قد انسحبوا من نظام تربية الدواجن خلال الأزمة التي واجهتها في نهاية عام 2022، ومن المتوقع أن ينسحب الجزء الثاني وأن تزداد الأزمة أكثر من الأزمة السابقة، مؤكدًا أن بيع الأمهات لن يحدث لأن السلعة متوفرة الآن، طالما أن الدولار متوفر حتى لو بلغ 67 جنيهًا، ستظل أى سلعة متاحة حتى ولو بأسعار مرتفعة، ومع ذلك، سيخرج كل من لا يستطيع تحمل السوق، وبالفعل، أغلقت نصف مصانع الأعلاف خلال الأزمة التى حدثت فى أواخر 2022، بسبب عدم وجود مربين، وأصبح عددهم محدودًا جدًا.

 

وبالنسبة لتوقعاته لسوق الأعلاف، أكد الدكتور إبراهيم طامع أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الأعلاف لتصل إلى 30 ألف جنيه على الأقل، وهناك فرصة لتحقيق أرباح من الذرة بقيمة تصل إلى 20 ألف جنيه مقابل 15 ألف جنيه في الوقت الحالي، مضيفًا أن سعر اللحم الأبيض لن يتجاوز 85 جنيهًا للكيلو من المزرعة، بينما سيزيد سعر اللحم البقري عن 400 جنيه وسعر اللحم الضأني عن 500 جنيه.

 

وفى سياق متصل، صرح المهندس يحيى زمزم، صاحب شركة رخاء للأعلاف والإنتاج الداجني، بأن أزمة الأعلاف قد تتكرر مرة أخرى نتيجة لجشع التجار وغياب المراقبة على الأسواق، وخصوصاً ندرة الدولارات.

 

 

وأضاف في تصريحاته لموقع “عالم المال” أنه لا يوجد حد للأسعار في الزيادة المتواصلة للعلف والخامات، ولكن أسعار الدواجن لن تتجاوز 80 جنيهًا بأي حال.

 شعبة بيض المائدة تحذر من كارثة قادمة.. وتطالب الدولة لإنقاذ الصناعة

 

طالب أحمد نبيل نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد الدواجن، من المسئولين التدخل لإنقاذ القطاع، الذي وصفته الشعبة في بيانها بانها “صناعة استراتيجية”.

 

وأشارت فى بيان له، إلي أنها المطالبة تأتي وفق التزام الشعبة الوطني وشعور أعضائها بدقة الموقف الراهن في المنطقة والعالم وتداعياته علي مستوي مصر.

وكشف أحمد نبيل نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد الدواجن ، عن أن الخامات المستخدمة في صناعة الأعلاف “الذرة والصويا”، في تزايد مستمر، حيث قد ارتفع سعر طن الذرة من 10200 جنيهاً في أقل من أسبوع إلي 14800 جنيهاً، وهو ما يجدد مخاوف الحقيقية علي صناعة “بيض المائدة”، والتي تعرضت لضربات قاتلة العامين الماضيين، وتتعرض إلي الأن إلي خطر حقيقي يهدد الصناعة ويزيد أعباء المستهلكين.

وأشار أحمد نبيل نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد الدواجن ، إلي أن سعر فول الصويا فد ارتفع من 23000 جنيهاً إلي 31500، في ظل تناقص سعرة في البورصات العالمية، علي العكس في المحصول المحلي والذي تخطت سعرة سعر الذرة والصويا المستوردة، حيث تخوفت الشعبة في تكرار كارثة الخامات التي حدثت نهاية عام 2022 من أن تتكرر مرة آخري.

 

وطالب أحمد نبيل نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد الدواجن في البيان، علي ضرورة تدخل الدولة والمسئولين بأقصى سرعة لإيجاد حل جذري وأخير قبل أنهيار الصناعة الاستراتيجية والتي تمس بشكل مباشر المواطن والمستهلك المصري.