استمع للمقالرصد خبراء أسواق المال، عوامل صعود البورصة والمستويات القياسية التي شهدتها المؤشرات وكان من بينها تحرير سعر الصرف، نتائج أعمال الشركات، تنفيذ صفقات الاستحواذ، ارتفاع معدلات التضخم.
وأشاروا إلى أن البورصة على موعد مع تحقيق المزيد من الارتفاعات خلال عام 2024، على الرغم من كونها في حاجة إلى مزيدا من المحفزات لجذب المزيد من المستثمرين.
محمود عطا: تنفيذ صفقات الاستحواذ عزز من صعود البورصة
وفي هذا الصدد قال محمود عطا، خبير أسواق المال، إن البورصة المصرية، شهدت خلال عام 2023 أداءً إيجابيًا على مستوي جميع مؤشراتها، ولاسيما المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية egx30 الذي صعد بنسب قاربت من 90% من مستويات 13700 نقطة، وصولا للمستوى التاريخي 26000 نقطة وتحقيق أحجام تداول إيجابية للغاية اقتربت يومياً من حاجز 3 مليارات جنيه.
وأرجع “عطا” هذا الأداء الإيجابي يعود لعدة عوامل أبرزها تحرير صرف صرف الجنيه المصري أمام الدولار والذي أثر بشكل كبير في الأداء الإيجابي للبورصة المصرية، خاصة أنه كان حتمياً أن تحدث إعادة لتقييم أصول غالبية الشركات المقيدة بالبورصة المصرية، مضيفاً أنه في ظل إرتفاع معدلات التضخم عالمياً وبالتبعية محلياً جعل أسواق الأسهم أحد أدوات التحوط التي جذبت العديد من المستثمرين داخل البورصة المصرية للحفاظ علي مدخراتهم والتي يبرهن علي ذلك زيادة عدد الأكواد الحديثة بالبورصة المصرية خلال عام 2023 لتقترب من 300 ألف مستثمر جديد مقارنة بي 130 ألف عن عام 2022.
وتابع “عطا” أن هذا الأداء اقترن بنتائج أعمال الشركات داخل قطاعات قيادية والتي أظهرت معدلات نمو إيجابية للغاية عن التسعة أشهر المنقضية من عام 2023، متوقعاً أن تستمر خلال الربع الأخير من العام وبالأخص داخل عدة قطاعات قيادية واعدة بالبورصة المصرية، مثل قطاع البتروكيماويات والأسمدة والقطاع المصرفي وقطاعات الأغذية والمشروبات والأدوية والخدمات المالية الغير مصرفية.
ويرى “عطا” أن من أهم العوامل التي عززت الأداء الإيجابي للبورصة المصرية خلال العام ونصف المنقضية هي تنفيذ بعض صفقات الاستحواذ على حصص داخل بعض الشركات من قبل عدة صناديق سيادية عربية الأمر الذي بدورة خلق حالة من التوازن بالنسبة لأداء البورصة المصرية، وساهم في تحقيق العمق بأداء البورصة المصرية، بعد أن كانت المؤسسات المصرية هى اللاعب الرئيسي طيلة الفترات الماضية.
وتوقع خبير أسواق المال، أنه مع بداية عام 2024 يعاود الأداء الإيجابي للمؤشر الرئيسي للبورصة المصرية egx30 وأن يستطيع أن يحقق مستويات تاريخية جديدة قد تقترب خلال الربع الأول من العام الجديد من مستوى 30000 نقطة، بدعم استمرار تنفيذ بعض صفقات الاستحواذ في ظل صعوبة تكلفة تأسيس كيانات كبيرة مثل الكيانات المدرجة بالبورصة المصرية، خاصة في ظل المشهد الصعب للاقتصاد العالمي والذي يعزز من توجه كثير من الاستثمارات الأجنبية والعربية إلي الاقتصاد المصري ولا سيما مع قرب انتهاء سياسية التشديد النقدي والتي تجعل الأنظار تتجه نحو أسواق الأسهم.
وأشار “محمود عطا” إلى أن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة egx70 والذي شهد خلال عام 2023 أداءًا إيجابيًا بارتفاعات قاربت من 130% والوصول لمستوي 5500 نقطة، متوقعا أن يحقق المؤشر السبعيني خلال الربع الأول من عام 2024 مستويات تاريخية جديدة بدعم من حركة الأسهم الصغيرة والمتوسطة القوية مالياً والتي لم تندفع خلال الفترات الماضية ليحقق مستويات تاريخية جديدة خلال الربع الأول من عام 2024 قد تقترب من مستوي 6500 نقطة.
إسلام لاشين: البورصة مازالت تعاني من عدم وجود محفزات
وصف إسلام لاشين، العضو المنتدب لشركة كيوتل كابيتال، أن أداء البورصة المصرية خلال عام 2023 مقبولاً، رغم وصول المؤشر لمستويات 25 ألف نقطة، وارتفاع نسبي لأحجام التداول إلا أننا نستطيع أن نطلق على هذا رد فعل فقط تتزامن وارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي.
وأشار إسلام لاشين، إلى أن السوق مازال يعاني من عدم وجود محفزات قوية تجذب مستثمرين جدد رغم أن هناك حالة قوية ورغبة شديدة عند المصريين للبحث عن فرص ومجالات للاستثمار بديلة للبنوك خاصة في ظل تغول التضخم.
ويرى “لاشين” أن قطاع الأدوية والقطاع الطبي بشكل عام سوف يكون الحصان الأسود في بورصة الأوراق المالية المصرية يليه قطاع البنوك، ثم قطاع الأسمدة بقيادة موبكو، والقطاع العقاري الذي يمثل العمود الفقري للبورصة المصرية ثم يأتي قطاع البتروكيماويات، وأخيراً قطاع الخدمات المالية غير المصرفية.
