• logo ads 2

خالد جاد يكتب: الاستزراع السمكي ما بين التقدم والتدهور

استمع للمقال

بينما تزداد أسعار المنتجات الغذائية، إلا أن الأسماك تظل المصدر البروتيني الأقل سعرا للمستهلك، علاوة على ارتفاع قيمتها الغذائية، وللعلم فإن المصدر الأكبر للأسماك في مصر، هى المزارع السمكية التي تمثل قرابة ٨٠٪ من الإنتاج، وهو ما يقارب ١.٦ مليون طن، طبقاً للإحصائيات، لذلك فإن الاهتمام بالمزارع السمكية وإنتاجها واجب علينا جميعاً كل حسب دوره.

فالدور الأول هو الدور التوعوي الذي يأتي من المتخصصين سواء أفراد أصحاب أعمال حرة في القطاع أو شركات صاحبة منتجات أو جهات بحثية منوطة بالعمل في المجال، تأتي التوعية باحثة عن الحلول التي تساعد على التغلب على المشاكل التي تعطل حركة الإنتاج ومن أهمها وأبرزها وأكثرها خطورة في السنوات السبعة السابقة هي مشكلة النفوق الصيفي المتكرر التي تضر بجزء كبير من الإنتاج، وبالتالي تؤثر أولًا على استثمار المزارع ثم تؤثر على حركة السوق من حيث الكميات المعروضة، وبالتالي تؤثر على المستهلك.

اعلان البريد 19نوفمبر

وعند النظر إلى هذه المشكلة وبحثها نجد أسبابها عدة وأهمها التغيرات المناخية التي تؤثر على تغير درجة الحرارة وتفاوت مواقيت فصول السنة عاماً تلو الآخر، وأيضًا ارتفاع الحرارة بشهور الصيف أكثر من ارتفاعها من ذي قبل، وهذا يؤثر على حياة الكائنات الدقيقة في المياه فينشط كثير من الأنواع الضارة التي تؤثر على حياة الأسماك وتصيبها بالعديد من الأمراض (وسيتم ذكرها لاحقاً).

أما المشكلة الثانية فهي مشكلة تلوث المياه حسب المصادر المختلفة، والتي تؤثر بدور كبير على حياة السمك، فالمياه قبل كل شيء هي بيئة الحياة الأساسية للأسماك، وتلوثها يعني المخاطرة بحياة الأسماك فيها، إضافة إلى ما سبق فإن بعض الممارسات الخاطئة التي تحدث من بعض المربين عمدًا أو غير عمد قد تسبب أضرارًا أخرى وتنشط ضرر الأخطار الأولى، وبالتالي لا تستطيع الأسماك مقاومة الضغوطات المختلفة فتزداد المشكلات سوءًا بالمزرعة السمكية وتحدث حالات النفوق الجماعي لعدد من الأحواض وأحيانًا عدد من المزارع، وتمثل الخسائر لبعض المزارعين نقطة توقف عن العمل.

فإذا جاءت التوعية في التوقيتات المناسبة التي يحتاجها المربي من كل من له دور توعوي والتزام صاحب المزرعة السمكية بالإرشادات والنصائح التي تمثل مبدأ “الوقاية خير من العلاج” وطبقها بما يتناسب مع المزرعة السمكية من استخدام للمطهرات بشكل دوري منتظم من بداية الدورة وحتى نهايتها واستخدام الأساليب الصحيحة والمواعيد المناسبة للري والصرف وضخ الأكسجين إن تطلب الأمر واستخدام البروبيوتك اللازم للتغلب على المشاكل البيئية للمياه وللأسماك وتقديم بيئة حياة مناسبة للأسماك والالتزام بجداول التغذية الملائمة وعدم الإفراط فيها، لاتجه إنتاجنا للنمو أكثر وحافظنا على تقدمنا وتقديمنا للقيمة المهمة للمزارع السمكية التي سبق ذكرها ألا وهي المصدر البروتيني الآمن والأقل سعراً.

 

م/ خالد جاد المدير التنفيذي لشركة أكوا إكسبريس

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار