هبطت مستويات الأرصدة بخزانات النفط في مركز رئيسي في الولايات المتحدة إلى مستويات متدنية للغاية، وذلك بسبب تحويل التدفقات عبر خط أنابيب جديد وضخم في كندا لمكان آخر، ما يسبب ارتباكاً في إشارات السوق التي يعتمد عليها المتداولون منذ فترة طويلة.
وتضاءلت المخزونات في كوشينغ، أوكلاهوما، تضاءلت على مدار الأشهر الأربعة الماضية وتقترب الآن من أدنى مستوى لها خلال عقد في هذا الوقت من العام. يرى المتعاملون في السوق أن هذا الانخفاض، الذي يحدث عادةً مع ارتفاع الطلب على الوقود خلال موسم القيادة، تفاقم هذا العام بسبب تحويل إمدادات النفط من كندا إلى ساحل المحيط الهادئ وبعيداً عن ساحل الخليج الأميركي نتيجة توسعة خط أنابيب “ترانس ماونتن”.
ومنذ بدء العمليات في مايو، نقلت خطوط الأنابيب الموسعة حوالي 400 ألف برميل من الخام يومياً، وفقدت خزانات كوشينغ ما يقرب من 13 مليون برميل من النفط خلال هذه الفترة. تراجعت تدفقات الخام الكندي إلى ساحل الخليج الأميركي إلى حد أن نظام خطوط الأنابيب المنافس المملوك لشركة “إنبريدج” (Enbridge) عمل في الغالب بدون الضغط الذي عادة ما يواجهه خلال موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة.
الاضطرابات في ليبيا
رأى التجار أن الطلب الأوروبي على النفط الأميركي يسحب أيضاً النفط من المخزون في كوشينغ، خاصة في ظل تحول المشترون للبحث عن درجات مماثلة بعد الاضطرابات في ليبيا.
“بالنظر إلى المخاطر في ليبيا، أعتقد أن المخزون سيبقى عند مستويات متدنية في المدى القريب، وأن السوق سيجعل كلفة تصدير خام غرب تكساس مرتفعة”، بحسب سكوت شيلتون، الأخصائي في شؤون الطاقة لدى “تي بي آي كاب” (TP ICAP).
وواصلت صادرات ليبيا من النفط التراجع، بعدما أخفقت المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في حل أزمة السيطرة على المصرف المركزي للبلاد، التي امتدت إلى قطاع النفط.
دعم استمرار الانخفاضات في كوشينغ فرق الأسعار بين أقرب عقدين آجلين لخام غرب تكساس الوسيط. ويستقر الفارق قرب دولار واحد للبرميل بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوياته خلال نحو شهر.
تعتبر تحركات فروقات أسعار النفط مؤشراً مهماً لتوازن العرض والطلب. حالياً، تشير هذه التحركات إلى نقص في البراميل المتاحة للتسليم الفوري، رغم المخاوف من حدوث فائض في الإمدادات على المدى الطويل.
المخزونات الحالية في كوشينغ، التي تبلغ حوالي 22.7 مليون برميل، تمثل أقل من ثلث القدرة التشغيلية الفعلية للمركز البالغة 78 مليون برميل. هذا الانخفاض السريع يثير المخاوف من أن قدرة المركز على العمل بشكل طبيعي قد تكون مهددة. لم يردمشغلو خطوط الأنابيب في مركز التخزين فوراً على طلبات التعليق.