حوار : جمال الهواري
قال أيمن فودة، رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي العربي الأفريقي، إنه على الرغم من أن الوقت غير مناسب لاستقبال الطروحات خاصة أن البورصة ليست في أفضل حالاتها، إلا أن طرح المصرف المتحد في حد ذاته جيد ومنتظر منذ سنوات، وسعر السهم أقل من السعر العادل بنحو 13%، وهو ما يتماشى مع الظروف التي تمر بها معظم أسهم البورصة .
وأضاف فودة، في حواره مع “عالم المال”، أن الطرح سيدعم القطاع المصرفي بالبورصة، وسيقلل من سيطرة البنك التجاري الدولي على القطاع والذي يسيطر على أكثر من ثلث المؤشر الرئيسي للبورصة ويؤدي إلى أن المؤشر لا يعكس الأداء الحقيقي والتداول الحقيقي للأسهم، وبالتالي ما يهمنا في نجاح الطرح هو المصداقية والوفاء بالوعود .
وإلى نص الحوار..
ما دلالة نجاح تغطية طرح المصرف المتحد في الوقت الحالي؟
على الرغم من أن الوقت غير مناسب خاصة أن البورصة ليست في أفضل حالاتها إلا أن الطرح في حد ذاته جيد ومنتظر منذ سنوات، وسعر السهم أقل من السعر العادل بنحو 13%، وهو يتماشى مع الظروف التى تمر بها معظم أسهم البورصة حيث تم تغطيته بـ 6 مرات في الطرح الخاص و59 مرة في الطرح العام ، وأرى أن نسبة التغطية للمصرف المتحد بحوالي 59 مرة ترجع إلى أن 95% من الطرح للشركات والأشخاص الاعتباريين، ونسبة 5% للأفراد، وبالتالي سيدعم القطاع المصرفي بالبورصة، وسيقلل من سيطرة البنك التجاري الدولي على القطاع والذي يسيطر على أكثر من ثلث المؤشر الرئيسي للبورصة ويؤدي إلى أن المؤشر لا يعكس الأداء الحقيقي والتداول الحقيقي للأسهم، وبالتالي ما يهمنا في نجاح الطرح هو المصداقية والوفاء بالوعود في تنفيذ ما وعدت به الحكومة وإن تأخر ذلك .
وأعتقد أن ذلك سيدعم قرار الحكومة ببدء طرح نحو 15 شركة ومطارا ومؤسسة خلال شهر أو خلال الربع الأول من عام 2025، وبالتالي فإن الأهم في كل ذلك ضرورة أن تكون الطروحات أولية، وضرورة أن تتم إتاحة المجال للقاعدة العريضة من المستثمرين الأفراد بزيادة النسبة فى الطرح العام لزيادة القاعدة الاستثمارية في هذا المجال لتتراوح بين 25% إلى 30%، وتكون النسبة الباقية ولتكن 70% للمؤسسات والشركات.
ما السبب الرئيس لنجاح طرح المصرف المتحد في البورصة في الوقت الحالي؟
أعتقد أن السبب الرئيس هو أن المستثمرين الأفراد وجدوا أنه فرصة استثمار خالية من المخاطر، بمعنى أن السعر جيد فى وجود صندوق يضمن ألا ينخفض السعر عن سعر الصرف لمدة شهر، وبالتالي لا توجد مخاطرة كبيرة ولدى المستثمرين فرصة لتحقيق ربح دون مخاطر، ونحن الآن في مرحلة عرضية المكاسب فيها ضئيلة وبالتالي فإن العائد على الاكتتاب سيكون بالمليارات والتى سيتم ضخها في السوق وتزيد بالتالي من قيم التداول التى كامت ضئيلة للغاية طوال فترة الاكتتاب .
هل سيغير طرح المصرف المتحد شكل الأسهم القيادية وترتيب القطاعات الأكثر قوة بالبورصة خلال الفترة المقبلة؟
من المؤكد أن شكل الأسهم سيتغير، ولنا أن نتذكر فترة طرح المصرية للاتصالات والتي أدخلت ثقافة الاستثمار في البورصة للبيت المصري وتم تكويد مستثمرين جدد في البورصة وكذلك المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي وكذلك مجموعة طلعت مصطفى وهي فترة رواج استمرت من 2006 إلى 2008، والشرائح الجديدة التي دخلت السوق وتم تكويدها لم تخرج حتى الآن.
ولذلك لا بد من مراعاة أن تكون الطروحات أولية حتى تزيد من قاعدة المشاركة، ولا بد من ضخ كيانات اقتصادية كبيرة وضخمة تزيد من الزخم في السوق المصرية وتنعش سوق الأوراق المالية وقيم التداول التى تراجعت بشدة الفترة الماضية ووصلت إلى 2.5 مليار جنيه، ولكن مع انتهاء إجراءات الطرح عادت لتصل إلى 4.5 مليار جنيه.
ما الأزمة التى تسببت في انحصار المؤشر الرئيسي للبورصة بين 29 ألفا و31 ألف نقطة على مدار الأشهر الماضية؟
هناك مشكلات داخلية وخارجية أدت إلى تأثر البورصة بشكل كبير، من بينها الأحداث الجيوسياسية بالمنطقة والمشكلات السياسية بالدول المحيطة وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما أدى إلى ارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى، وكذلك الأزمات الاقتصادية الداخلية، وهى جميعها مشكلات أثرت على يقين المستثمرين، وهى قضية عدم اليقين والتى تدفع المستثمرين إلى اتباع سياسة تنفيذ العملية والخروج مباشرة من السوق ما أدى إلى استمرار المؤشر بين 29 ألفا و31 ألف نقطة، وذلك على الرغم من توافر السيولة بشكل كبير، كذلك فإن سهم التجاري الدولي كان يقود المؤشر ويؤثر على الشكل العام للمؤشر الثلاثيني لفترات طويلة .