صراع ترامب باول.. هل يصمد رئيس الفيدرالي أمام عاصفة البيت الأبيض
ما بين لحظة وأخرى يتصاعد الصراع بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ـ البنك المركزي ـ جيروم باول، الذي لا يسمح دستور الولايات المتحدة للرئيس بإقالته.
صراع ترامب باول.. جدل تحكمه السياسة
ويرجع المراقبون الخلاف بين ترامب وباول إلى الجدل السياسي وليس الاقتصادي، على أثر التصريحات العنيفة التي أدلى بها ترامب، ضد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، واتهمه فيها صراحة بإعاقة النمو الاقتصادي، من خلال سياسات نقدية غير مسؤولة، على حد وصفه.
كواليس الخلاف بين الرئيسين
بدأ التوتر بين الرئيس القابع في البيت الأبيض، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي، منذ فترة رئاسة الأولى لترامب، حين انتقد مرارًا رفع قرارات باوب برفع أسعار الفائدة.
ترامب اعتبر قرارات باول بأنها كبح للإنفاق الاستهلاكي، والاستثمار، وبالتالي إبطاء للاقتصاد.
ومع ارتفاع معدلات التضخم في السنوات الأخيرة، تبنى الفيدرالي الأمريكي، سياسة نقدية أكثر تشددا، ما أعاد الخلاف إلى الواجهة.
ويرى ترامب يرى أن باول يستجيب لضغوط سياسية وإعلامية أكثر من استجابته لواقع السوق.
هل يملك ترامب صلاحية إقالة باول؟
من الناحية القانونية، لا يملك الرئيس الأمريكي صلاحية إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لمجرد خلاف في الرأي أو الرؤية الاقتصادية، فرئيس الفيدرالي يعين لفترة 4 سنوات، و14 سنة كعضو في المجلس، ولا يُعفى من منصبه إلا لـ”سبب وجيه”، مثل: سوء السلوك، أو ارتكاب مخالفات جسيمة.
في الوقت ذاته أكد باول في تصريحات سابقة، أنه لن يستقيل تحت الضغط السياسي، مما يعزز من استقلالية البنك المركزي الأمريكي.
تداعيات صراع ترامب باول على الأسواق
صراع ترامب باول أثار مخاوف الأسواق المالية، حيث شهدت مؤشرات “وول ستريت” تراجعات حادة، عقب تصريحات ترامب، وهبط الدولار مقابل الين إلى أدنى مستوياته منذ أشهر.
ورأى بعض المحللين أن مجرد التلميح بإقالة باول يمثل تهديدًا لاستقلالية السياسة النقدية الأمريكية، وهو ما قد يزعزع ثقة المستثمرين.
حرب تصريحات مشتعلة
في الوقت نفسه ارتفعت حدة التصريحات بين ترامب وباول، حيث قال الأول في 17 أبريل الحالي، وخلال لقاء في البيت الأبيض، مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: “إذا أردت باول خارج المنصب، فسيكون خارجًا بسرعة، صدقوني”، معبرًا عن عدم رضاه عن أدائه.
كما كتب ترامب على حسابه بمنصته الاجتماعية: “إنهاء خدمة باول لا يمكن أن يأتي بسرعة كافية”، في إشارة إلى رغبته في إقالته بسبب عدم خفض أسعار الفائدة .
بدوره قال جيروم باول إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتمتع باستقلالية قانونية، ولا يمكن للرئيس أن يقيله من منصبه إلا “لسبب وجيه”، كما صرح في وقت سابق بأنه لن يستقيل إذا طُلب منه ذلك، وأنه “ليس من المسموح قانونًا للرئيس إقالته بسبب خلاف في السياسات”.
السيناريوهات القادمة
ومن غير المرجح أن ينجح ترامب في إقالة باول، بسبب حماية القانون الأمريكي للأخير، وهو ما عبر عنه ترامب، بقوله إنه يتمنى أن يرى باول مستقيلا.
ويعني هذا أن الصراع قد يستمر لفترة، مع ما يحمله من تداعيات على الأسواق وملف التضخم وسعر الفائدة.
وفي ظل الأسلوب السلطوي الذي اعتاد عليه ترامب، سيبقى سؤال معلق لفترة وهو: هل يصمد باول أمام العاصفة القادمة إليه من البيت الأبيض؟
