كتبت – مي أبو المجد
أكد المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات بوزارة الزراعة إنه نظرا للاتجاه العالمي والقومي نحو الاهتمام بصحة الإنسان ومع ظهور العديد من الأمراض الغريبة والمزمنة، قام المعمل بإصدر بعض العوامل التى تثبت أن الاستخدام السيئ للمبيدات ليس هو المتهم الوحيد فى وجود تلك الأمراض.
واستعرض المعمل في تقرير نشره على صفحته الرسمية فيس بوك بعض الهرمونات النباتية ومشابهاتها وتأثيرها على الإنسان.
قالت الدكتورة سناء الصاوي، الباحثة بمركز البحوث الزراعية: إن الهرمونات النباتية هى مواد كيميائية تساعد في نمو النباتات وتطورها وعملها، نظرا لأنها كائنات حية تعمل كوحدة واحدة، تقوم بتنفيذ التفاعلات الحيوية الكيميائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، لافته أن هذه التفاعلات تتطلب هرمونات تعرف أيضا باسم “مواد نمو النبات”، حيث تساعد هذه الهرمونات في تكوين الأوراق، الزهور، السيقان، الثمار، كما أنها تساعد في تحديد جنس الزهور ولون الفواكه والأوراق وتكوين الأنسجة والتنفس وإنتاج الطاقة، وحتى طول العمر للنبات وموتها .
وأضافت أن الهرمونات ضرورية، حيث تساعد الكائنات الحية الخضراء على البقاء بشكل طبيعي، حيث ينتجها النبات بصورة طبيعية بنسبة معينة يتم عن طريقها تنظيم النمو وإتمام مراحل النضج من زهرة لثمرة غير ناضجة إلى ثمرة كاملة النضج موضحة أن هناك خمس فئات عامة من الهرمونات وهم “الأكسينات والسيتوكينين والجبرلين والإيثيلين وحمض الأبسيسيك”.
وأوضحت الدكتورة سناء الصاوى، أن كثيرا من الأحيان عند تدخل الإنسان فى الطبيعة باستخدام المواد الكيماوية الصناعية فإنه يتسبب فى الضرر له وللكائنات التى حوله، مشيراً أنه عندما قام الإنسان بإنتاج مواد كيماوية للإسراع من نمو و تطور الثمار وذلك لتصديرها أو لطرحها فى الأسواق مبكرا للحصول على أكبر عائد مادى دون النظر لما قد تسببه هذه المركبات من أضرار فكل هذه المنتجات الزراعية التي أنتجت قبل أوانها لا تتمتع بالخصائص المميزة لكل نوع من حيث الحجم واللون والطعم الطبيعي نتيجة إضافة الهرمونات .
وتابعت الصاوى، أنه من أمثلة هذه المركبات كربيد الكالسيوم وهو مركّب كيميائي على شكل بلّورات (رمادية إلى سوداء)، يتفكّك لدى احتكاكه بالماء حيث ينطلق منه غاز الأسيتيلين الذي يستعمل في لحام المعادن وقد وجد أن قسما كبيرا من المزارعين والتجّار في لبنان يلجئون إلى استعمال كربيد الكالسيوم في إنضاج ثمار الفاكهة بسبب انخفاض كلفته وسهولة استخدامه.
وأضافت الباحثة بمركز البحوث الزراعية أنه كريبد الكالسيوم يستخدم كثيرًا في إنضاج ثمار الموز والمانجو والتفّاح والمشمش والبرتقال وغيرها وتعتبر مادة كربيد الكالسيوم التي تستعمل في محلات لحام الصلب خطرة للغاية إذا ما وجدت على المنتجات الغذائية لأنها تحتوي على متبقيات من العناصر الثقيلة كالزرنيخ والفوسفور اللذين يشكّلان خطرًا على الصحة. وكربيد الكالسيوم يتفاعل مع رطوبة الهواء لإنتاج غاز الأسيتيلين الذي يعتقد أنه يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي.
أكدت أنّ رش بعض الثمار وخصوصًا الموز بمادة كربيد الكالسيوم لتسريع عملية الإنضاج، يؤدي إلى تراكم هذه المادة داخل الجسم ويسبّب تغيّرات في الخلايا الحية التي قد تتحوّل إلى خلايا سرطانية، لذا ينصح بغسل الموز والتفاح (خاصة المستورد منها) جيدًا بالماء قبل تقشيره وبغسل اليدين عند ملامسته.
وأيضا كأحد الأمثلة على هذه المركبات مركب الأثيفون وطبقا للدراسة التي أجرتها هيئة سلامة الغذاء الأوربية على هذا المركب فقد تم تعريفه على أنه مركب جهازى يمتصه النبات ويخترق أنسجته و يتحلل داخل النبات إلى غاز الإيثلين الذي يساعد الثمار على سرعة النضج وحمض الهيدروكسى إثيل فوسفونك.
وتابعت: أن هنا تكمن خطورة المعاملة الغير رشيدة لهذا المركب حيث تراكم هذا المركب ونواتج تحليله فى الأنسجة النباتية وبالتبعية الحيوانية ويؤدى الى حدوث نوع من التسمم العصبي حيث انه يؤثر على إنزيمات نقل الإشارة العصبية و لذلك قامت هيئة سلامة الغذاء الأوروبية(EFSA) بوضع حدود قصوى لهذا المركب تختلف من نبات لآخر تبعا لطبيعة النبات و خصائصه.
ومما سبق يتضح أنه كل مركب يتم تصنيعه على يد الإنسان لابد عند تطبيقه مراعاة وضع القواعد اللازمة للإستفادة منه دون حدوث أضرار جسيمة على صحة الإنسان، ولذلك لابد من نشر التوعية الكاملة لمستخدمى مثل هذه المركبات وذلك بإجراء دورات تدريبية وإرشادية عن طريق الجمعيات الزراعية تنشر خطورة الاستخدام العشوائي لمثل هذه المركبات الخطيرة ومع التطور ونشر الوعى سوف نصل فى النهاية الى التخلص من هذه الأمراض التي أصبحت تهدد كل فرد فى المجتمع.