حالة من التذبذب تسيطر على أسواق صناعة الدواجن خلال الآونة الآخيرة فما بين الارتفاع الجنوني والانخفاض الصادم تسير حركة البيع والتجارة بالأسواق، ومن جانبهم أرجع عدد من الخبراء أسباب انهيار الصناعة إلى تقلبات الأسعار خاصًة أسعار الأعلاف التي أثرت سلبًا على الصناعة، بالاضافة إلى المشاكل والأزمات التي تصاحب تربية الدواجن.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن هناك العديد من المنشآت الداجنة فى مصر تتجه إلى تنفيذ توصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، للحصول على الموافقة من أجل تصدير منتجاتها.
وأوضح «السيد»، أن صناعة الدواجن صناعة استراتيجية هامة، تبلغ استثماراتها حوالى 80 مليار جنيه، كما تستوعب الصناعة حوالي 3 ملايين عامل، مطالبًا بتطبيق قانون 70 لعام 2009 الخاص بحظر بيع الطيور الحية بالمحال التجارية، للحفاظ على الصحة العامة و البيئة، خاصة أن المستهلك بدأ يقبل على شراء الدواجن المجمدة، موضحًا أن عملية ذبح الدواجن داخل مجازر مخصصة وتحويلها إلى دواجن مبردة، كما يتم تحت إشراف بيطري كامل ويتم نقلها إلى المحال من أجل بيعها بطرق صحية.
تكثيف الصناعة
ومن جانبه قال الدكتور مجدى القاضي، استشاري أمراض الدواجن، إن الصناعة شهدت تطورات عديدة، كما يوجد تكثيف في الصناعة خاصة في «قطاع التسمين» نتيجة لدخول العديد من المستثمرين خلال الآونة الأخيرة، فضلًا عن تغيير نظام التربية من الأرضية إلى نظم البطاريات، مما يقلل من تكلفة الإنتاج، والمشاكل المعوية، وارتفاع هامش الربح.
وأوضح القاضى فى تصريح خاص لبوابة «عالم المال» أنه يوجد مشاكل معوية مرتبطة بالأرضيات الخاصة بالعنابر، ومشاكل تنفسية تحدث أيضًا نتيجة الرطوبة والأمونيا، لذا التحول من الصناعة فى التربية الأرضية لتربية البطاريات يفيد الصناعة بشكل كبير.
وأكد استشاري أمراض الدواجن، أن مشكلة الأعلاف مرتبطة بالتجارة العالمية، بالإضافة إلى أزمة كورونا التى حدثت على مستوي العالم، مؤكدا أنه حتي الآن لم يتم طرح حلول لأزمة الأعلاف وهو ما يؤكد أن الأزمة مستمرة لفترة طويلة، حيث ارتفعت أسعار الدواجن بنفس نسبة الأعلاف وأصبحت المعادلة واحدة.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الزراعة، فقد بلغ إجمالى المساحات المنزرعة النهائية من محصول فول الصويا 33 ألف فدان وتتركز فى البحيرة وأسيوط.
كما أن مساحة الذرة الشامية العام الماضى بلغت ما يقرب من 2.7 مليون فدان، منها 830 ألف فدان ذرة صفراء، ومن المستهدف الوصول بمساحات النوعين إلى 3 ملايين فدان خلال العام الحالى خاصة مع تدنى أسعار المحاصيل الزراعية الأخرى.
ارتفاع التكلفة
وعلي الجانب الاخر أكد الدكتور هشام سلطان، استشاري أمراض الدواجن، أن صناعة الدواجن تمر بحالة من التقلبات بين ارتفاع وانخفاض فى الأسعار في البيض التجاري، وأسعار كتاكيت التسمين والبياض عمر يوم، بالإضافة للارتفاع المستمر فى الأعلاف مما كان له أثرًا سلبيًا على الصناعة، وأدى لارتفاع التكلفة، وهو ما ترتب عليه عدم استقرار الصناعة.
وأضاف «سلطان» في تصريحات خاصة لبوابة «عالم المال»، أن الفترة الماضية شهدت انتشارًا في الأمراض الفيروسية، مما أدي إلى خسائر كبيرة للمربين وقطاع التسمين، فضلًا عن المشاكل التسويقية، وعدم وصول المنتج بسعر مناسب إلى المستهلك، نظرًا للحلقات الوسيطة بين المنتج النهائي والمستهلك، موضحًا أن الصناعة تعمل بشكل عشوائي دون تنظيم من أى جهة، مؤكدًا أنه لابد من تشكيل كيانات مسؤولة عن تنظيم ومعالجة الوضع الوبائي في مصر، وعن تسويق الدواجن والبيض التجاري، فضلًا عن تشكيل كيان ينظم عشوائية بيع الطيور الحية من خلال الحلقات التسويقية المعقدة، لاتخاذ جميع القرارات وتنفيذها.
وأوضح استشارى الدواجن، أن الأعلاف تمثل من 60 إلى 70% من تكلفة صناعة الدواجن، لذا كلما ارتفعت أسعار الأعلاف كلما ارتفعت تكلفة الإنتاج بشكل كبير، خاصة اذا لم يغطي سعر المنتج النهائي التكلفة مع هامش ربح للمربي، مطالبًا بتوفير مساحة من الأراضي الزراعية والمياه، لزراعة «الفول الصويا والذرة الصفراء» لمواكبة التعرض لتقلبات السعر العالمي في صناعة الأعلاف.
وللقضاء على الأدوية المغشوشة، أكد “سلطان” أنه لابد من وجود رقابة صارمة من الجهات المختصة على معارض بيع وتداول الأدوية في السوق المصري، فضلًا عن وجود عقوبات رادعة وتغليظ العقوبة لعدم انتشار تجارة الأدوية المغشوشة في السوق.
ارتفاع الأعلاف
على الجانب الآخر، رصدت «عالم المال» العديد من الأزمات التي تواجه أصحاب مزارع الدواجن خلال الفترة الاخيرة خاصًة ارتفاع أسعار الأعلاف، كما أن هناك عدد كبير منهم بدأ يفكر فى إغلاق المزارع والتوقف عن التربية بشكل نهائي؛ نظرًا لأن تربية الدواجن تختلف كثيرا عن الماشية، حيث تحتاج الدواجن إلى ظروف مناخية وبيئية خاصة جدًا، ومن الممكن نفوق الدواجن فى المزرعة بسبب أخطاء بسيطة، ويتكبد المربى خسائر فادحة نتيجة لذلك، وقد زاد عليه الأمر بارتفاع طن العلف إلى 7 آلاف جنيه فأكثر مقارنة بـ5 آلاف جنيه خلال الشهرين الماضيين.
يذكر أن وكالة بلومبرج تناولت أسباب ارتفاع أسعار فول الصويا والذرة من خلال احدي التقارير الصادرة عنها، حيث ارتفعت الاسعار إلى مستويات عالية لم يشهدها العالم منذ ثمانى سنوات بعد مكاسب حققتها، معللة السبب فى ارتفاع الأسعار بالتغييرات المناخية والطقس السيئ الذى تسبب فى الجفاف فى عدد من البلدان المنتجة لفول الصويا خاصة كندا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وفرنسا.