استمع للمقالقال الدكتور أشرف سنجر أستاذ السياسة الدولية بجامعة بورسعيد ، إن زيارات وزيرة الخارجية الألمانية بدأت بإسرائيل والأردن وانتهت اليوم بمصر ، كأول زيارة لها بمنطقة الشرق الأوسط وجمهورية مصر العربية .
وأضاف أستاذ السياسة الدولية في تصريحات خاصة لـ “عالم المال” أن أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة لها علاقات كبيرة مع مصر من تبادل تجاري وصولا للصناعات والإستثمارات ، ودفع شركة سيمينز للمجال الكهربائي في مصر .
وأشار إلى انه منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في 2014 ، وحدث تلاحم وتقوية لإدارة شأن السياسة الخارجية بين مصر وألمانيا ، ودليل ذلك أن أنجيلا ميركل فتحت أبوابها لمصر وكانت قريبة للغاية من الرئيس السيسي وذلك على الرغم من ان المشهد السياسي في مصر لم يكن مفهوما لدى كثير من الدول آنذاك على عكس ما قرأته ألمانيا وفرنسا وإيطاليا .
ولفت إلى أنه في الدول الأوروبية السياسات الخارجية تبدو مختلفة ، ويحكم أمر ألمانيا شئ مهم وهو ماذا تفعل فرنسا في الشرق الأوسط وكذلك ألمانيا تنظر إلي فرنسا من ذات المنظور ، كما ان التحدي الذى يواجه ألمانيا الآن هو عدم ترك الشرق الأوسط بعيدا عن المجال الحيوي لألمانيا لأنه محور مهم للسياسات الدولية والحكومية ومصر دولة محورية ومركزية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وفي شمال أفريقيا .
وتابع بأن منطقة الشرق الأوسط عادت تشغل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا كدول كبيرة في الإتحاد الاوروبي ، من أجل ملئ الفراغ الأمريكي ، وعاد الصراع أيضا بين الصين وروسيا على الاستحواذ مرة أخرى .
وأستكمل قائلا :” العلاقات الألمانية المصرية منذ أنجيلا ميركل واستكمالا لسياستها المستشار الألماني الجديد لن يضيع ما حققته أنجيلا في بناء سياسة قوية مع مصر والاهتمام بالقضايا التقليدية كقمة المناخ كوب 27 وعودة بحيرة المنزلة كرئة مهمة للمخرجات البحرية في مصر ، اما القضايا الغير تقليدية كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
واستقبل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم أنالينا بيربوك وزيرة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية، بالإضافة إلى السفير فرانك هارتمان السفير الألماني بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس طلب نقل تحياته إلى المستشار الألماني «أولاف شولتز»، مؤكدًا سيادته ما توليه مصر من أهمية خاصة لعلاقاتها الوثيقة مع ألمانيا، وتعزيز التعاون والمصالح المتبادلة بين البلدين في مختلف المجالات، حيث تعتبر مصر علاقات الشراكة مع ألمانيا بمثابة محور أساسي للعلاقات المصرية مع أوروبا، بالنظر لمكانة ألمانيا وثقلها كدولة أوروبية كبرى.
وهو ما ظهر في الانخراط الألماني القوي وغير المسبوق من خلال شركاتها الكبرى في خطط التنمية الطموحة التي نفذتها مصر في السنوات الماضية.
معربًا سيادته عن التطلع لاستمرار هذا التعاون القائم بين البلدين مع الحكومة الألمانية الجديدة على أساس من الاحترام المتبادل والشراكة المتوازنة، وذلك ارتكازاً على مكانة كلٍ من مصر وألمانيا وثقلهما الكبير ودورهما المحوري، كلٌ في دائرته الإقليمية وعلى الساحة الدولية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر وألمانيا في هذا الصدد من أجل مواجهة التحديات القائمة في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.