استمع للمقالأعلن الدكتور علي عبد العزيز سليمان عن صدور كتابه مذكرات موظف عام فى 3 قارات.
قليل ما هو متاح من مذكرات المسئولين عن العمل التنفيذي في العالم العربي فنحن تقريبا لا نعرف شيئا عن الرجال الذين كانوا وراء ادارة قناة السويس بعد التأميم، أو وراء انشاء مجمع صناعي كبير، او تنسيق العلاقات بين الدول العربية، أو عمل مبادرات في مجال السياسة العامة.
ولهذا فإن كتاب “مذكرات موظف عام في ثلاث قارات” الذي صدر حديثتا للكاتب الدكتور علي عبد العزيز سليمان، الذي شغل مناصب قيادية في البنوك والادارة المصرية وفي بنك التنمية الاسلامي مثل نسمة من الهواء التي ترفع الغبار عن عملية صنع القرار ليس فقط في الادارة المصرية، ولكن ايضا في الدول العربية التي تعامل معها. ويحكي بأسلوب سلس وطريف عن معاناته في اللجان المشتركة مع الدول العربية حيث كانت المبالغات والمزايدات تفوق الرغبة في الانجاز، وكان عليه ايضا ان يتعامل مع رخاوة الادارة اللبنانية، ومضايقات جلسات القات في اليمن من ناحية، ومع كفاءة الادارة الاردنية والتونسية، والاعيب المفاوض السوري.. وهو يحكي مع ذلك عن نجاحات مع هذه الدول جميعا!
ولقد تعددت خبرات المؤلف منذ حصوله على الدكتوراة في الولايات المتحدة، وعمله في المجال الاستشاري والبنك الدولي في واشنطن. وهو يقدم امثلة طريفة عن كفاح شاب عربي يحاول ان يجد بعلمه وإخلاصه موضع قدم في مجال تنافسي تملؤه التحيزات، والمصالح، وفرص الإنجاز، والمطبات. وينتقل د. سليمان الى طرح خبرته المتميزة في مجال آخر الا وهو وضع السياسات الاقتصادية والتنموية في المالديف التي تعد واحدة من أصغر دول العالم واكثرها نجاحا.
تشغل خبرة الدكتور علي سليمان في الادارة الحكومية المصرية خلال اهم فترات الاصلاح الاقتصادي اثناء وزارتي الدكتور عاطف عبيد وكمال الجنزوري حيزا كبيرا من هذا الكتاب. وهو يسرد بعض الضغوط التي يتعرض لها صاحب القرار وتقلبات السياسة في فترة من أكثر فترات نجاح الادارة الحكومية.
وينهي المؤلف مسيرته بالحديث عن تجربته في انشاء وتشغيل أحد المؤسسات الفريدة في العمل العربي والاسلامي المشترك، وهي مؤسسة تنمية القطاع الخاص التابعة للبنك الاسلامي للتنمية التي كانت تعمل على تقديم التمويل والمشاركة في مشروعات القطاع الخاص في دول العالم الإسلامي التراكمية والمتعددة اللغات والأنظمة الاقتصادية. ويسجل د. سليمان نجاحه في قيادة هذه المؤسسة الوليدة في اوائل الالفية الجديدة لتصل اعمالها الى ما يربو على مائة مشروع في عشرين دولة في ست سنوات فقط.
نرشح هذا الكتاب الجديد ليس فقط للمهتمين بالاقتصاد وسياسات التنمية ومجالات العمل العربي والاسلامي، ولكن ايضا للشباب الطامحين للعمل في المجال العام والباحثين عن صور من النجاح والتفوق في العالم.