استمع للمقالأجمع خبراء أسواق المال على ضرورة وضع خطة زمنية محددة لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية والعمل على الالتزام بها وعدم تأجيل أي طرح بعد الإعلان عن تنفيذه مشيرين إلى ضرورة مراعاة التسعير لضمان جذب شريحة كبيرة من المستثمرين.
محمد جاب الله: لابد من الترويج الجيد قبل بدء برنامج الطروحات
وفي هذا الصدد ذكر محمد جاب الله، الخبير بأسواق المال ورئيس قطاع تنمية الأعمال والاستراتيجيات لدى بايونيرز لتداول الأوراق المالية، أن تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية أصبح أمر حتمي نظرا للإصرار على قرض صندوق النقد الدولي فلا حيلة هذه المرة من التنفيذ.
وتوقع أن تكون بداية برنامج الطروحات من قطاع الإسكان وقطاع البتروكيماويات، مؤكدا على ضرورة وجود خطه زمنية واضحة للتنفيذ وإلا أصبح الوضع عبثي.
وكشف عن أن أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند تنفيذ برنامج الطروحات هى الوضوح والشفافية وملائمة الأسعار إضافة الى ضرورة حملة للترويج الجيد قبل البدء فى الطروحات.
أحمد عبد الفتاح: برنامج الطروحات يجب أن يرتبط بجدول زمنى
وبدوره رأى أحمد عبد الفتاح، الخبير بأسواق المال، أنه مع التغير الأخير لقيادات الاقتصاد المصري، حيث أصبح مشروع الطروحات ضمن أولويات التنفيذ، خاصة لحاجة كل من الاقتصاد الكلي والبورصة للسيولة والاستثمار المباشر، مما يدعم تدفق العملات الأجنبية مرة أخرى إلى شرايين الاقتصاد المتعطشة لتلك التدفقات.
وأكد أن تنفيذ برنامج الطروحات أمر في غاية الأهمية للبورصة والتي فقدت الكثير خلال السنوات القليلة الماضية من أسهم تم الاستحواذ عليها وتخارجت وأثرت على رأس المال السوقي والسيولة التى تدور به.
الشركات المتوقع طرحها بالبورصة
وأشار إلى ضرورة ارتباط برنامج الطروحات بجدول زمنى ينفذ بدقة مما سيدعم ثقة المتعاملين وخاصة الأجانب، وهناك بعض الشركات القوية والمرجح أن تكون جاهزة للطرح مثل بنك القاهرة وإنبي ومجموعة شركات الوطنية التابعه للقوات المسلحة وتلك الشركات لها شعبية محلية وإقليمية ستساعد على انتعاش السوق والسيولة مرة أخرى وقد توقف نزيف التخارج الأجنبى المستمر.
عوامل نجاح الطروحات
ولفت إلى ضرورة تنفيذ برنامج الطروحات بكل حزم طبقا لجدول زمنى واضح حتى يزيد من مصداقية البرنامج ودعم ثقة المتعاملين، ومن أهم العوامل لضمان نجاح الطروحات البضاعة الجيدة والتى تعلن عن نفسها، ويكون البدء بشركات قوية تعلن عن نفسها لجذب أنظار المستثمرين للسوق المصري وتساهم في رفع وزنه النسبي بمؤشر الأسواق الناشئة والذى سينعكس على تصنيف الاقتصاد مستقبلا، وتنفيذ البرامج بكل دقة وحزم دون المبالغة بمضاعفات الربحية للطروحات لتزيد من جاذبية السيولة الجديدة، وتهيئة البيئة والمناخ (السوق) اللازم للشركات التي تبحث عن القيد بالبورصة وكذلك رفع العبء عن المستثمرين على سبيل المثال لا الحصر (ملف الضرائب).
أيمن الزيات: تنفيذ الطروحات يجذب سيولة جديدة للبورصة
ومن جانبه قال أيمن الزيات، خبير أسواق المال، أن الحكومة تستعد لطرح حصص لشركات مملوكة للدولة، وذلك لالتزامها بزيادة الملكية الخاصة فى الشركات المملوكة لها، ويكون طرح أولي أو طرح لحصص شركات مقيدة في البورصة، متوقعا أن يكون الطرح الأولي لشركة العاصمة الإدارية الجديدة أو شركتين تابعتين لجهاز الخدمات الوطنية وهى شركة صافي والشركة الوطنية للبترول، ويعد أيضا بنك القاهرة من ضمن أبرز الطروحات المتوقع تنفيذها.
وأشار “الزيات” إلى أن الدولة تتجه إلى ذلك لتعزيز فرص الشراكة مع القطاع الخاص وتنفيذا لوثيقة ملكية الدولة، وتحقيق المستهدفات من تعظيم الاستثمار الخاص المحلي، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتتعاون الدولة مع الصندوق السيادي المصري في عملية الطرح.
وتابع: أن الدولة تتجه إلى طرح حصص لمستثمرين استراتيجيين مثلما فعلت مع الصندوق السعودي والإماراتي كي تعمل على جذب مزيد من التدفقات النقدية خاصه بالدولار.
وأكد على أن طرح حصص في البورصة يعطى أهمية باعتبارها منصة للتمويل وتساهم فى النمو الاقتصادي ومصدر من مصادر زيادة الإحتياطي للنقد الأجنبي، وتعمل الطروحات على جذب شريحة جديدة من المستثمرين الأجانب والعرب، وتعمل على جذب سيولة جديدة من الخارج والداخل.
وأوضح أنه لكي تضمن الحكومات نجاح برنامج الطرح يجب أن تكون شركات كبيرة ذات أصول مرتفعة وتحقق أرباح كبيرة، وتسعيرها مقبول للسوق ولا يكون مبالغ فيه حتى تكون أداة تجذب المستثمرين للاستثمار في البورصة.
ولفت إلى أن الحكومة المصرية إذا ألغت ضريبة الأرباح الرأسمالية قد يدفع ذلك لعودة المستثمرين للبورصة مرة أخرى، وسيكون ذلك دافع لنجاح برنامج الطروحات.
سيد خضر: الطروحات الحكومية تفتح آفاق استثمارية جديدة بالبورصة
أوضح الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي أن الطروحات الجديدة في البورصة تأخرت كثيراً، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية العالمية وكذلك تداعيات أزمة جائحة كورونا التى عصفت بالعالم أجمع، واستمرار الصراعات والتوترات التجاريه التى أدت إلى خلق أزمات الإشاعات والمخاوف لدى المستثمرين.
وأكد على أن البورصة المصرية الآن في حاجة تامة إلى ضخ مزيد من الطروحات الحكومية الجديدة من أجل زياده كفاءة الشركات ومدى تحسين أعمالها، كما أن البورصة فى حاجة إلى زيادة حركة السيولة المتداولة، لأنها كانت تعانى من قلة الطروحات الجديدة خلال الفترة الماضية وشح السيولة وتخارج الأجانب منها.
ويرى أن الطروحات المقدمة من الحكومة المصرية المتمثلة في شركات وطنية وكذلك صافي التابعة للقوات المسلحة سيكون لها انعكاس في عملية إنعاش البورصة المصرية وتحقيق التوازن فى أداءها وجذب مزيد من الاستثمارات الضخمة، وبالتالي تلك المحفزات تساهم فى جذب القطاع الخاص الذى يعتبر أحد أهم الاستثمارات فى البورصة المصرية حتى يساهم ذلك فى دعم الشركات المطروحة فى البورصة المصرية.
وتابع: أن الطروحات الجديدة سيكون لها أبعاد اقتصادية وفوائد عديدة منها إنعاش البورصة المصرية التي تضررت بشدة من خروج الأموال الساخنة خلال الفترة الماضيه بسبب زيادة حدة الحرب والصراعات الأوكرانية الروسية وعدم وضوح الرؤية فى الاستثمارات الغير مباشرة، وضخ استثمارات حقيقية في سوق المال المصري، خاصة وأن السوق المصرية لديها القدرة على استقبال تلك الطروحات الجديدة.
ضرورة الترويج الجيد لتلك الطروحات حتى ينعكس ذلك على مدى أداء وقوة الشركات المطروحة
ولفت إلى ضرورة الترويج الجيد لتلك الطروحات حتى ينعكس ذلك على مدى أداء وقوة الشركات المطروحة وخلق فرص وعوائد استثمارية جديده مما تنعكس على أداء البورصه المصرية بشكل كامل خلال الفترة القادمة وحتى تستطيع البورصة المصرية مواجهة التحديات والأزمات وتحقيق مكاسب وجذب مزيد من الاستثمارات لديها، مشيرا إلى أن تلك الطروحات ستفتح أفاق استثماريه جديده وخلق فرص واعدة.
وذكر أن الحكومة المصرية تسعى إلى تحسين أداء البورصة ومدى زيادة الإقبال على الاستثمارات بها وتنشيط سوق الأوراق المالية بها من خلال تفعيل برامج طروحات الشركات الجديدة وكذلك تفعيل دور الصندوق السيادي من أجل تنشيط الاستثمارات الأجنبية بها وخاصه العربية لديها، حتى تكون تلك الطروحات طوق نجاة للبورصة المصرية للخروج من عنق تلك الصدمات والصراعات.
إيهاب شلبي: لابد من اتباع سياسة تسعير جيدة لضمان نجاح الطروحات
توقع إيهاب شلبي المحلل الفني بالشركة العربية لتداول الأوراق المالية، نجاح الحكومة في طرح معظم الشركات التي تستهدف طرحها في البورصة خلال الفتره المقبلة، مطالبا الحكومة ببدء الطروحات بشركات جيدة لأن هذا يؤدي إلى نجاح الطروحات.
وأشار إلى أن الطروحات الجيدة هى التي لا تحتاج إلى أن يكون السوق جيدا وقت الطرح لأنها ستخلق الطلب عليها، مثلما حدث مع طرح شركتي فوري واي فاينانس رغم الظروف التي تعرض لها السوق وقت تنفيذ هذه الطروحات.
وأوضح أن أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند تنفيذ الطروحات هى إعلان خطة زمنية من الحكومة للطروحات، وعدم تأجيل إتمام أي طرح بعد الإعلان عنه لتأكيد الثقة لدى المتعاملين لأن التأجيل يؤدي لفقدان الثقه إلى جانب سياسة تسعير جيدة.
وذكر أن نجاح برنامج الطروحات سينعكس إيجابا على السوق من حيث زيادة عدد الشركات المتداولة، وجذب مستثمرين جدد، وتعميق السوق، وارتفاع أحجام التداول، و تعزيز الاستثمارات الأجنبية في الاقتصاد المصري.