• logo ads 2

مدرس فقه مقارن بجامعة الأزهر توضح حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 

alx adv
استمع للمقال

أكدت الدكتورة فاطمة جابر السيد يوسف، المدرس بقسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بني سويف جامعة الأزهر، إن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يقصد به: ما يقيمه الناس في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام إظهارا للسرور بمولده (صلى الله عليه وسلم)، وتذكيراً بأهمية صاحب الذكرى الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وأمر الجميع باتباعه.

اعلان البريد 19نوفمبر

وأضافت المدرس بكلية الدراسات الاسلامية، أن العهد بين زمنهم وزمنه (صلى الله عليه وسلم) بعيد، فإنهم يتخذون من هذا الاحتفال تذكيرًا به وبما جاء به من الحق والخير الذي سعدت به البشرية، حيث أخرجها من ظلمات الشرك والجهل إلى نور التوحيد والعدل، ودفعًا للصبية الصغار وغيرهم من العامة إلى استشعار محبة صاحب هذه الرسالة، والالتفاف حول دعوته؛ ولتذكير الجميع بها إعمالاً لقوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة الذاريات آية رقم 55).

تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

يرجع تاريخ ظهور هذا الأمر إلى الدولة الفاطمية، حيث أحدثت ذلك لجذب قلوب الناس إليها، والظهور بمظهر من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحدثوا بعض الموالد مثل:

المولد النبوي، مولد علي رضي الله عنه، مولد فاطمة رضي الله عنها، مولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، مولد الخليفة الحاضر في ذلك الزمان.

وعن طريقهم انتشرت الموالد وراجت رواجاً كبيراً، فصارت كل طريقة تعمل لشيخها مولدا يتناسب ومقام الطريقة وشيخها!! هذا مع حرصهم على الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في كل عام وتسيير المواكب في الطرقات، وإنشاد القصائد، وإقامة الحفلات إلى غير ذلك من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إن خلا من المفاسد، والمنكرات، والمحاذير، وتحرى المحتفلون فيه المحاسن، فهو بدعة حسنة يمكن تخريجها على أصل ثابت وهو: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة الذي جاء فيه: وسئل عن صوم الاثنين؟ . قال: ((ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت)) أو ((أنزل عليه فيه)) . رواه مسلم في صحيحه .

وجه الدلالة: هذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده، وكان يعبر عن هذا التعظيم بالصوم، وهذا في معنى الاحتفال به.

وبناء على ذلك: إذا كان المراد من إقامة المولد هو شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، فإن المعقول والمنقول يحتم أن يكون الشكر من نوع ما شكر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه به، وهو الصوم وعليه فلنصم كما صام.

وأيضاَ: ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجَّى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى” . رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .

وجه الدلالة: يُستفاد من هذا أن فعل الشكر لله على ما منَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، أمر حسن، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة – عليه السلام – في ذلك اليوم، وعلى هذا، فينبغي أن يُتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى –  – في يوم عاشوراء .

وقلنا: إنه بدعة؛ لأنه حدث متأخرًا بعد القرن الرابع الهجري، ولم يحدث في عصر الصحابة ولا التابعين.

ــ أما إذا كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يصاحبه الخرافات والمخالفات كالاختلاط بين الرجال والنساء وسماع الموسيقى، والغلو في النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا شك في تحريمه لما يصاحبه من الضلالات والمخالفات للأسباب الآتية:

1- اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم مثل: الطرب، والغناء، واختلاط الرجال بالنساء، ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشربوا فيها الخمر، وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحر.

2- اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ، والتبذير، وإضاعة الأموال، وإنفاقها على غير اهلها.

3- أن في هذه الموالد استنفاد الطاقات والجهود والأموال، وإشغال الأوقات وصرف للناس عن ما يُكادُ لهم من قِبَلِ أعدائهم فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد، فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم؟

 

نماذج من البدع المعاصرة التي تحدث في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:

البدع المعاصرة التي تحدث في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كثيرة؛ بحكم تأخر الزمن، وقلة العلم، وكثرة الدعاة إلى البدع والمخالفات، وسريان التشبه بالكفار في عاداتهم وطقوسهم؛ مصداقًا لقوله – صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعُنَّ سنَنَ من كان قبلكم» (أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما) ومن هذه البدع:

1- منكرات عقائدية كإنشاد القصائد التي فيها الغلو في حق الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى درجة دعائه من دون الله، والاستغاثة به، وقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الغُلوِّ في مدحه فقال: «لا تُطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم؛ إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله».

والإطراءُ معناه: الغُلُوّ في المدح، وربما يعتقدون أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يحضُرُ احتفالاتهم.

2- منكرات أخلاقية كاختلاط الرجال والنساء، وفساد الأخلاق، وظهور المسكرات، بل ورقصهن معهم، والسهر الطويل على ذلك، حتى أضحت مرتعا للفساق والبطالين ومناخا مناسبا لهم.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار