أكد المهندس أحمد الشراكى، خبير الاستزراع السمكى، أن صناعة الأسماك فى مصر تأثرت بشكل كبير من أزمة ارتفاع الأعلاف، مؤكدًا أن معوقات صناعة الأسماك في الوقت الحالى تنحصر في حل أزمة الأعلاف، و توفير كميات مناسبة تغطى السوق، وذلك لكسر حركة احتكار الخامات والأعلاف التى أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه .
وأضاف الشراكى، أن نتيجة الإفراجات القليلة عن الأعلاف وعدم استمرارها، أدت إلى زيادة الأزمة، لأنها غير كافية لتغطية احتياجات السوق المصرى، وتفاقم هذه الأزمة سينتج عنه مشكلات أخرى، كالغذاء والاعتماد علي الإستيراد من الخارج و كذلك زيادة نسبة البطالة الناتجة عن عزوف الكثير عن التربية سواء كان تربية الأسماك أو الدواجن أو حتى الماشية، مؤكدًا أن التغذية أصبحت عبئا علي المربي، فإذا تحدثنا إلى البلطى كمثال بإعتبار أن معظم إنتاجنا في الاستزراع السمكى في مصر معتمدا علي البلطى، فإن معامل تحويله في العليقة 30% بروتين تصل إلى 1.5 في 1، بمعنى أن كل كيلو سمك يحتاج كيلو ونص علف ليصل إلى الوزن المناسب للتسويق
وأشار خبير الاستزراع السمكى، إلى أن كيلو العلف وصل إلى 20 جنيهًا خلال الوقت الحالي، حيث تخطى طن العلف الـ20 ألف جنيها، لذا يحتاج كيلو البلطى حتى يصل عمر التسويق إلى 30 جنيهًا تقريبًا، بالإضافة إلى التكاليف الأخرى مثل الطاقة والعمالة والنقل الصيد والتى تصل تكلفتها تقريبا إلى 10 جنيهات أخرى، وبذلك تتخطى تكلفة إنتاج البلطى 40 جنية في نفس الوقت الذى يبلغ فيه سعر السمك الفاخر وهو أغلي الأنواع 37 جنيها للكيلو، وهذا ليس متوسط سعر البيع لأن متوسط سعر البيع في البلطى يصل إلى 32 جنيها، لأن هناك فئات مختلفة من السمك بأسعار أقل، ويوجد نوع من السمك يسمى «الِشر» وهو سمك عديم القيمة .
وتابع: فنجد أن أسعار الأسماك منخفضة في الوقت الذى من المفترض أن تكون فيه أسعار الأسماك مرتفعة بسبب أزمة الدواجن واللحوم، حيث يمثل البلطى حولى 75% من إنتاج مصر من الأسماك .
ولفت المنهدس أحمد الشراكى، أن موسم الأسماك طويل ودورة انتاجة تختلف عن الصناعات الأخرى مثل صناعة الدواجن مثلا والذى يبلغ فيها عمر الدورة ٣٥ يوم فقط، مقارنة بالأسماك حيث تبدأ الدورة في شهر مارس أو ابريل وتستمر حتى الأن، وبذلك أصبح المربي مجبرا علي إستكمال الدورة، ولكن المشكلة الحقيقية ليست في هذه الدورة المشكلة في الدورة القادمة، فإذا لم يطمئن المربيين لتوافر الأعلاف الموسم القادم وبأسعار جيدة فلن يكون لدينا أسماك .
وأكد خبير الاستزراع السمكى، أن الدولة لكى تصل إلى خطتها في إنتاج 50% ضعف الإنتاج الحالى من الأسماك، لابد من توافر أشياء مهمه مثل ضبط الأسعار والتحكم فيها، ووقوف الدولة بجانب المربيين والمنتجين والتخفيف عنهم، بالإضافة إلى توفير بيئة أمنه مستقره تشجع علي الإستثمار، حيث حتى الأن يعانى مربي الأسماك من مشاكل ملكية الأرض ، والقانون لا يسمح حتى الأن بتملكها مثلما يحدث في الإنتاج الزراعي والداجنى والحيوانى، فيظل المربي أو المستثمر مستأجرا وتزيد عليه الضرائب وهو ما يجعله في حالة من القلق وعدم الإستقرار وهنا لابد أن تجد الدولة حلا لهذة المشكلة .
وعن ضعف الحركة الشرائية وعدم إقبال المستهلكين على أسماك المزارع، أكد الشراكى، أن ما يتم تداوله خطأ تماما فأسماك المزارع لا تتغذى علي المخلفات بل تتغذى علي أجود أنواع الأعلاف، وهى أعلاف آمنه تماما علي صحة الأسماك والإنسان، والأمر مجرد شائعات لذلك نحن بحاجه إلى تغيير الثقافة والمعتقدات المترسخة لدى كثير من الناس بشأن أسماك المزارع وطرق تربيتها .