استمع للمقالتوقع تقرير جديد للملياردير والمستثمر راي داليو، مؤلف كتاب “مبادئ التعامل مع النظام العالمي المتغير”، أن العالم على شفا اضطراب اقتصادي كبير.
وقال الكاتب في بداية تقريره، إنه درس الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق المالية واقتصاديات البلدان العالمية واكتشف أن الفترة الحالية تشهد:
1- أكبر حجم للديون، وأسرع معدلات نمو لهذه الديون وشرائها، وأكبر مبالغ يقوم بطباعتها البنك المركزي.
2- أكبر الفجوات في الثروة والدخل والقيم.
3- أكبر صراع دولي بين القوى العظمى، وأهمها بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف الكاتب أنه بعد دراسة الأحداث التاريخية الاقتصادية، فإن التاريخ يظهر أن التحولات المؤلمة تحدث عندما يكون هناك حجم هائل من القروض تؤدي إلى انفجار فقاعات الديون وتسبب الانكماش الاقتصادي.
وأيضا عند وجود صراعات كبيرة داخل البلدان بسبب الثروات الكبيرة وصراعات القيم التي تفاقمت بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.
وأضاف أن الأزمات تحدث بسبب الصراعات الدولية الكبرى، بسبب القوى العالمية الصاعدة التي تتحدى القوى العالمية القائمة في وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية.
المستثمر الكبير، صاحب الثروة التي تقدر بـ19 مليار دولار، قال إنه بمعرفة تلك العوامل، والنظر إلى الوضع الحالي يمكن التنبؤ بالمستقبل.
وأوضح أن الولايات المتحدة في الجزء الأوسط مما أسمته الدراسة دورة الديون قصيرة الأجل، ويتزامن ذلك مع التضخم الذي يسبق الانكماشات الاقتصادية التي من المحتمل أن تأتي خلال 18 شهرا القادمة.
كما أننا أيضا في مرحلة متأخرة وخطيرة من دورة الديون الطويلة الأجل، لأن مستويات أصول الديون والتزامات الديون أصبحت مرتفعة للغاية.
وأشار الكاتب إلى تزايد السكان المتطرفين الشعبويين بنسبة كبيرة في العديد من البلدان، وأهمها الولايات المتحدة (حوالي 20-25% من اليمين متطرفون و10-15% من اليسار).
وأثناء دراسته التاريخ، رأى المؤلف أن النزعة الشعبوية المتزايدة والصراع المتنامي يحدث مرارا عندما تكون هناك فجوات كبيرة بين الثروة والقيم في الوقت ذاته الذي تكون فيه الظروف الاقتصادية سيئة.
وبالنظر إلى المستقبل، ستكون الأشهر الـ18 المقبلة فترة انتخابات كبيرة مما سيؤدي إلى صراع سياسي أكبر، ومن المرجح أن يزيد الانقسام بين اليسار واليمين وستكون المعارك شرسة، وفق التقرير.
ورجح راي داليو أن تزداد حدة الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، وأن تؤدي التوترات السياسية إلى زيادة العدوانية تجاه بكين، مضيفا أن الصين والولايات المتحدة بالفعل اقتربا بشكل خطير من نوع من أنواع الحرب، سواء كانت حربا اقتصادية شاملة أو حربا عسكرية، حسب الكاتب.
أما عن العوامل الطبيعية فقال الكاتب إنه يصعب التنبؤ بأفعال الطبيعة بدقة، ولكن يبدو أنها تزداد سوءا -وفق الكاتب- ومن المرجح أن تكون أكثر تكلفة وأضرارا خلال السنوات العقد القادم بسبب تغير المناخ.
ولم يغفل الذكاء الاصطناعي وذكر أنه من الصعب أن نعرف بالضبط ما سيحدث، خاصة أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث مكاسب هائلة أو تدمير هائل، اعتمادا على كيفية استخدامه.
والشيء الوحيد الذي يمكننا التأكد منه هو أن هذه التغييرات ستكون مؤثرة للغاية، كما يقول الكاتب.
ويختم تقريره بالقول “قد يكون من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكننا تغيير مسار الأحداث ماديًا، لذا فإن الأهم بالنسبة لمعظم الناس هو تصور الأسوأ، لأننا إذا تصورنا الأسوأ، سنكون مستعدين له”.