استمع للمقالفي خطوة تعد ردا من الصين على الحظر الذي تسعى أمريكا لفرضه على رقائق أشباه الموصلات، قررت بكين فرض قيود على تصدير معدي الغاليوم والجرمانيوم اللذين يُعدان يدخلان في تصنيع الإلكترونيات وأشباه الموصلات.
وارتفعت أسعار الغاليوم العالمية 27%، بعد التحرك الصيني، نتيجة اتجاه التجار إلى شراء المعدن وتخينه تحسبا لضوابط التصدير التي ستصبح سارية في أغسطس المقبل؛ وأظهرت بيانات موقع “فاست ماركتس” أن أسعار الغاليوم قفزت 43 دولارا على مدار الأسبوع الماضي ليصبح سعر الكيلوغرام 326 دولارا.
ينتج الجرمانيوم الأبيض الفضي كناتج ثانوي من إنتاج الزنك، ويعد الغاليوم الفضي منتجا ثانويا لمعالجة خامات البوكسيت والزنك أيضا؛ ولا يوجد المعدنان بشكل طبيعي، بل يتم تشكيلها بتلك الطريقة.
ويستخدم الجرمانيوم في منتجات الطاقة الشمسية والألياف الضوئية، ولأنه شفاف للأشعة تحت الحمراء، ويستخدم عسكريا في نظارات الرؤية الليلية، أما الغاليوم فيدخل في تصنيع المركب الكيميائي لـ”زرنيخيد الغاليوم”، والذي يمكن أن يصنع رقائق تردد الراديو للهواتف المحمولة واتصالات الأقمار الصناعية، كما أنه مادة أساسية في أشباه الموصلات.
وكشف موقع “أويل برايس” لأميركي أن الولايات المتحدة تبحث عن تنويع المصادر وتعزيز التعدين المحلي لهذه المعادن، بينما تشير سيطرة الصين على معادن رئيسية أخرى إلى أن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على العلاقات التجارية بين البلدين.
وبيّن الموقع أن توقيت إعلان بكين عن القيود الجديدة جاء قبل أيام من زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للصين؛ إذ يسعى المسؤولون الصينيون للهيمنة على إنتاج المعادن الأرضية النادرة، وبالتالي سيكون ذلك محور المحادثات مع يلين بشأن الحظر الأميركي المستقبلي على الرقائق ومعدات أشباه الموصلات الحاسمة للنمو الاقتصادي في الصين.
وقال لويس نافيلييه، مؤسس شركة “نافيلييه آند أسوشيتس” إن خطوة الصين جاءت لرفضها الأخبار التي تفيد بأن إدارة بايدن تدرس حظرا أوسع لرقائق أشباه الموصلات، فاتخذت خطوة استباقية قررت حظر تصدير الغاليوم والجرمانيوم، اللذين يستخدمان في أشباه الموصلات ومحطات الجيل الخامس الأساسية والألواح الشمسية.
وأضاف الخبير أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتمدون على الصين في الحصول على هذه المعادن المهمة، لكن الصين بحاجة إلى التكنولوجيا الغربية مثل آلات الطباعة الحجرية لإنتاج رقائق عالية الأداء.
وأوضح الموقع أن بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية تظهر أن الولايات المتحدة استوردت ما يقدر بحوالي 14 ألف كيلوغرام من الجرمانيوم في عام 2022 بينما استهلكت ما يقدر بنحو 30 ألف كيلوغرام؛ وفي العام ذاته بلغت واردات الغاليوم 14 ألف كيلوغرام بينما بلغ الاستهلاك نحو 18 ألف كيلوغراما.