• logo ads 2

كيف تنجح مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية؟

استمع للمقال

قال الخبير الزراعي محمد نعمة الله، إن المحاصيل الاستراتيجية تعتبر من الأساسيات التي تحتاجها مصر في قطاع الزراعة، حيث تشكل مصدرًا رئيسيًا لتوفير الغذاء، كما تعد مصدرًا هامًا للصادرات الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل وتحقيق الاستدامة الزراعية.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

وأضاف نعمة الله، يوجد محاصيل مثل الحبوب كالقمح والأرز والذرة وفول الصويا والبقول مثل الفول والعدس وكذا بنجر وقصب السكر، كما يوجد محاصيل نقدية تصديرية لسد احتياجات الصناعة المحلية أو التصدير مثل القطن والمحاصيل الزيتية والسكرية والبطاطس، ومحاصيل الاحلال محل الواردات، لتوفير الحد الأدنى لأساسيات الحياة فى أوقات المحن والأزمات ولحماية الاقتصاد الوطنى من المخاطر وتقلبات الأسواق العالمية أو حتى الأوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية والعالمية وتحقيق الاستدامة الزراعية وتطوير الاقتصاد الزراعى، وهنا تأتى أهمية ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية لحماية الأمن الغذائي والاستدامة الاقتصادية.

 

الفجوة الغذائية فى مصر كبيرة نتيجة لمحدودية الأراضى الزراعية وموارد المياه العذبة

 

وأوضح الخبير الزراعي، أن الفجوة الغذائية فى مصر كبيرة نتيجة لمحدودية الأراضى الزراعية وموارد المياه العذبة، وهناك محاصيل استراتيجية يسهل تحقيق الاكتفاء الذاتى فيها وهناك محاصيل أخرى يصعب تحقيقها، كالقمح حيث تحتاج مصر إلى زراعة 6 ملايين فدان سنويًا من القمح والمحاصيل الزيتية وغيرها لمحدودية الأراضى الصالحة لزراعة تلك المحاصيل والمحافظة على الأرض وعدم اجهادها وكذلك لمحدودية موارد المياه، وهنا تأتى أهمية التوسع الرأسى باستنباط سلالات أكثر إنتاجية ومردودا.

 

وأشار محمد نعمة الله، أنه بالرغم من أن مصر تحقق طوال عقود أعلى إنتاجية فى العالم فى إنتاج المحاصيل الحقلية مقابل وحدة المساحة إلا أن ذلك غير كافى إلى الآن، لذلك تأتى أهمية التقنيات الجديدة والزراعات الحديثة وأهمها الزراعة بماء البحر مباشرة بدون معالجة أو تحلية.

الزراعة بماء البحر

 

واستطرد قائلا، لدى شخصيا براءة اختراع رائدة فى مجال الزراعة بماء البحر لمختلف السلالات الرئيسية كمحاصيل الأعلاف والزيوت والحبوب والبقول وكذا المحاصيل الزيتية والسكرية، فضلا عن الخضر والفاكهة ومحاصيل الوقود الحيوي فضلا عن النباتات الطبية ومحاصيل الرحيق والغابات وغيرها تزرع جميعها بماء البحر أو بمياه شديدة الملوحة، وهو ما يمكن أن يحقق الاكتفاء الذاتى لمصر ولمجتمعات تعتمد على الزراعة بماء البحر فقط وذلك لإمكانية استخدام موارد مائية وأراضى غير صالحة للزراعة واستزراعها بتقنيات متطورة ومنخفضة التكلفة على الأقل يمكن زراعة محاصيل الأعلاف والزيوت والوقود الحيوي بماء البحر.

 

كيفية استفادة المزارعين والمستهلكين والقطاع الزراعى من تلك التقنية

 

وتابع أن ذلك سيوفر مساحة تزيد عن 4 ملايين فدان كانت تزرع بمحاصيل الأعلاف والمحاصيل الزيتية وتخصيص تلك المساحات لزراعة المحاصيل الاستراتيجية والتصديرية النقدية الهامة، بل إن زراعة تلك الأعلاف وغيرها سيخفض تكلفة الأعلاف بأكثر من نصف إلى ثلثى أسعارها الحالية، وهو ما سيخفض أسعار اللحوم والدواجن إلى أقل من نصف أسعارها الحالية ويضاعف معدلات الإنتاج والاستهلاك، فضلا عن ارتفاع إنتاجية محاصيل الوقود الحيوي الذى يمكن أن يحقق الفدان منها أكثر من 100 طن سنويا على الأقل تزيد قيمتها عن 100 ألف دولار للفدان.

 

وتابع: وهو ما يرفع من المردود الاقتصادى للزراعة إلى حدود غير مسبوقة وخصوصا مع قرب نفاذ مصادر الوقود الاحفورى خلال العقدين القادمين، فضلا عما يتيحه الوقود الحيوى من تقليل الانبعاثات وزيادة المساحات الخضراء وديمومة الانتاج فضلاً عن عدم مزاحمته لمصادر الغذاء.

زراعة منطقة الصحراء العربية الكبري

 

وأكد الخبير الزراعي، أن تطبيق تلك التقنية من الممكن أن يحول الصحراء المصرية إلى غابات ومروج ومراعى طبيعية ويحول مصر إلى بلد مصدر للأسماك واللحوم والأعلاف والألبان ومنتجاتها ويضاعف معدلات الانتاج والاستهلاك حيث تختص تلك التقنية بالاستزراع المائى الكثيف و المتكامل بماء البحر ( سمكى – نباتى – داجنى – حيوانى ) بل ويوفر ملايين من فرص العمل فى القطاع الزراعى فتوفير موارد الأعلاف الرخيصة سيشجع المربين عبر الجمهورية بل وفى دول الجوار الجغرافى على التوسع فى أعمال التربيو سواء للطيور او الماشية او حتى الأسماك، وكذا توفر الأخشاب والوقود الحيوى والمروج وغيرها سيشجع على مضاعفة عائد ومردود الصناعات التحويلية والتصنيع الزراعى والصادرات، ولاسيما أن التوسع فى إنتاج الوقود الحيوى والاستزراع المتكامل بماء البحر.

 

وأوضح محمد نعمة الله، أن هذا يتميز بتخفيض الانبعاثات والتلوث وأنه من مصادر متجددة غير ناضبة كالوقود الاحفورى الذى يتوقع أن ينضب فعليا خلال الثلاثة عقود القادمة، وبالرغم ان لدى براءة اختراع أخرى لمحركات ومولدات ذاتية الحركة والتشغيل إلا أنه يصعب تصور الاستغناء عن أكثر من مليار سيارة ومعدة ثقيلة ليتم استبدالهم بالتقنيات الجديدة خلال سنوات فربما يحتاج الأمر لعقود، وخصوصا أن حجم الانتاج المتوقع للسيارات سيصل إلى 120 مليون سيارة سنويا عبر العالم خلال 2025.

 

ولفت الخبير الزراعي، إلى أن السيارات الكهربائية تحتاج هى الأخرى إلى مصادر للوقود أو الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء وهو ما يمنح مصر ميزة ضخمة فى إنتاج وتصدير الوقود الحيوى لتمتعها بالشمس الساطعة وموارد المياه المالحة ومياه البحر اللا محدودة وأكثر من 200 مليون فدان من الأراضى الصحراوية القاحلة، وهو ما يتيح إمكانية التوسع الضخم بزراعة عشرات الملايين من الأفدنة بعائد متميز جدا بل وإنتاج الوقود الحيوى بنوعيه بيوديزل وايثانول حقليا وبأقل تكلفة ممكنة باستخدام تقنية خاصة تم تضمينها لتقنية الاستزراع المائى المتكامل للزراعة بماء البحر.

تطوير الزراعة والاقتصاد وتطوير سلالات مصرية عالمية

 

وأوضح محمد نعمة الله الخبير الزراعي، أن تلك التقنية تستخدم نوعيات وسلالات خاصة من النباتات البرية و البرمائية والبحرية النادرة و التي لها سمات ومميزات خاصة ومتميزة مثل سرعة التزهير وسرعة النمو والانتشار وكثافة الانتاج بل ومن مختلف السلالات الرئيسية، حيث أن أغلب تلك السلالات المستخدمة في تلك التقنية غير معروفة وغير مستغلة تجاريا فإنه يمكن استخدام تلك السلالات المتميزة للتهجين او التزهير الخضري او الاندماج الخلوي لإكساب تلك الصفات الى مثيلاتها من المزروعات المثيلة بدون الحاجة الى استخدام نباتات مهندسة وراثيا، فمثلا يمكن تهجين محاصيل الأرز والفول والذرة والقمح بوصفها محاصيل نجيلية على بعض نوعيات الحبوب والمحاصيل النجيلية لإنتاج قمح وذرة وأرز وفول قابلة للزراعة بماء البحر او المحيط او بمياه أكثر ملوحة بشكل مباشر دون الحاجة لهندستها وراثيا.

 

وتابع: وكذا محاصيل الوقود الحيوي والمحاصيل الزيتية والسكرية وغيرها التي تعطى انتاجية أضعاف مثيلاتها من المحاصيل التجارية المستخدمة حاليا , فمثلا توجد محاصيل تعطى انتاجية تصل الى 15 ضعف المحتوى الزيتى لفول الصويا ، كما توجد محاصيل يصل محتواها من البروتين لنحو 80% من الوزن الجاف كما تعطى نسبة 90% من الوزن الأخضر عند تجفيفها لعمل الدريس مع الاحتفاظ بنفس نسبة البروتين بينما نجد أن نسبة الوزن الجاف لمحصول كالبرسيم لا يتعدى 15%  ونسبة البروتين به أقل من 20% , وهذه السلالات يمكن أن تمثل طفرة هائلة فى صناعة الأعلاف ومحاصيل الحبوب وغيرها وتتميز بأنها محاصيل طبيعية وأمنة وغير مهندسة وراثيا.

 

وأضاف الخبير الاقتصادى، أنه لا شك فيه أن تلك التقنية ستسهم فى زراعة منطقة الصحراء العربية الكبري بوصفها أكبر منطقة صحراوية قاحلة فى العالم وأشدها جفافا و هو ما سيسهم فى تقليل الانبعاثات والتغير المناخي، فضلا عن حل مشكلة الغذاء العالمى وندرة موارد المياه العذبة وحل أزمات الوقود والطاقة وهو ما نأمل في تحقيقه بتطبيق تلك التقنية فى أسرع وقت وقريبا ستكون هناك أخبار سارة بشأن بدء الزراعة بإحدى المحافظات الساحلية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار