مع دخول الشتاء.. “لفحة البرد” تقفز بأسعار الدواجن | خبير يكشف توقعات السوق

صرح الدكتور طلعت مصطفى الشيخ، أستاذ رعاية الدواجن، بأن الدواجن وأنواعها ومنتجاتها تعتبر من أهم السلع التي تشغل المواطن المصري، مشيراً إلى أن الفهم الشائع لكلمة “الدواجن” يقتصر عادة على الدجاج فقط، في حين أنها تشمل مجموعة واسعة من الطيور، وتشمل الدواجن الدجاج بأنواعه المتعددة، بالإضافة إلى البط والأوز والحمام والسمان، وكذلك الأرانب.

 

وفقاً للدكتور طلعت الشيخ، أستاذ رعاية الدواجن، أصبحت أسعار الدواجن من أهم الأمور التي تشغل ربات المنزل في ر قبل المربى نفسه، ولكن كل ما يشغل بال مربn الدواجن في مصر هي متابعة آخر تطورات السوق المحلية، وبسبب ارتفاع أسعار العلف الخاص بالدواجن، أصبح اهتمام مربي الدواجن يتركز على تقييم تكلفة الإنتاج ومعرفة الأرباح المحتملة من دورة الإنتاج، في الوقت نفسه، تشهد أسعار لحوم الدواجن انخفاضًا مقارنة بأسعار السلع الغذائية الأخرى في مصر، ومع تقلبات السوق المصرية وتذبذب أسعار الدواجن بين الارتفاع والانخفاض، ومع دخول فصل الشتاء وزيادة تكاليف التدفئة واحتمال إغلاق بعض المزارع، فإن لديهم الكثير من الاستفسارات حول توقعات أسعار الدواجن في الأيام القادمة، ويتساءلون عما إذا كانت الأسعار ستستمر في الارتفاع أم إذا كانت ستنخفض ومتى قد يحدث ذلك.

 

توقعات أسعار الدواجن الفترة القادمة

 

أوضح أستاذ رعاية الدواجن، أن أسعار الدواجن تتأثر بالموسم والمناسبات والأعياد طوال العام، ومع حلول فصل الشتاء، ينشأ قلق بشأن التقلبات الجوية والبرودة الشديدة التي تهدد حياة الكتاكيت وتزيد من احتمالية انتشار الأمراض أو وفاتها بسبب البرودة، يخشى العديد من مربي الدواجن خسارة رأس المال في مشروعاتهم الصغيرة، لذا يفضل بعضهم الانتظار حتى يمر فصل الشتاء وتقل الطلب على الكتاكيت بجميع أنواعها،  وبالتالي، ينخفض سعرها لتشجيع المربين على الشراء، مما يؤدي إلى نقص المعروض وزيادة أسعار الدجاج والبيض واستقرار أسعار العلف، من المتوقع أن تظل الأسعار مستقرة خلال شهر أكتوبر 2023، مع توقع زيادتها تدريجياً خلال الفترة القادمة.

 

واستطرد قائلا، أن مع بداية شهر سبتمبر يلجأ الكثير من المربين إلى تشغيل مزارع الدواجن بسبب اعتدال الجو نسبياً ولكن البعض لا يبدأ في هذا الشهر بسبب درجة الحرارة المرتفعة وحالات العنابر المفتوحة، ولكن فى حالة المزارع الكبيرة والعنبر المغلقة يستمر تشغيلها طول العام، ومن المتوقع خلال الشهور القادمة ارتفاع طفيف فى أسعار الدواجن مع انخفاض أسعار الكتاكيت، ولكن يبقى المتوقع الأيام القليلة القادمة هو ثبات أسعار الدواجن واستقرارها وارتفاع كبير فى سعر كتاكيت بدارى التسمين وثبات الكتكوت الساسو والكتاكيت البلدية.

توقعات أسعار البيض للأيام القادمة

 

قال الدكتور طلعت مصطفى الشيخ، أستاذ رعاية الدواجن، أن مع بداية الدراسة تشير التوقعات إلى زيادة أسعار البيض خلال الأيام القادمة وربما استمرار أسعارها على معدلاتها الحالية بدون أى انخفاض فى بورصة البيض المصرية، حيث تستقر الأسعار على السعر الحالى خلال الفترة القادمة مع استقرار أسعار الدولار وما يترتب عليه من استقرار أسعار أعلاف الدواجن، مع توقعات بزيادة الطلب عليه فى المناسبات المختلفة قد يؤدى إلى ارتفاع مفاجئ فى أسعاره ثم تعاود الانخفاض مرة أخرى.

 

وأشار «الشيخ» إلى أن متوسط سعر كيلو الفراخ البيضاء بلغ نحو 78.7 جنيه، ليتراوح سعر كيلو الفراخ البيضاء من 63 إلى 85 جنيهًا، وبلغ متوسط سعر كيلو الدجاج البلدي اليوم نحو 110.4 جنيه، ليتراوح من 80 جنيهًا إلى 130 جنيهًا.

 

 أسعار البيض في المزرعة

 

وتابع سجل سعر كرتونة البيض الأبيض من 123 جنيهًا إلى 125 جنيهًا، كرتونة البيض الأحمر من 125 إلى 130 جنيهًا، كرتونة البيض بلدي تتراوح بين 134 إلى 135 جنيهًا، أما أسعار بورصة البيض، تراوح سعر كرتونة البيض الأبيض من 123 إلى 125 جنيهًا، كرتونة البيض الأحمر من 125 إلى 130 جنيهًا.

 

 

 

توقعات أسعار أعلاف الدواجن للأيام القادمة

 

قال الدكتور مصطفى الشيخ، أن أسعار أعلاف الدواجن تواصل الارتفاع مع ارتفاع أسعار الدولار فى مصر، حيث حافظت أسعار أعلاف الدواجن على ثباتها فى الأيام الأخيرة فى جميع الشركات المعروفة، خصوصاً العلف البادى والناهى، ومن المتوقع استمرار ارتفاع الأسعار خلال الشهر القادم ، وهى كما يلى:-

 

1- أسعار مواد العلف الخام سجل طن ذرة أرجنتيني/ برازيلي نحو 11 ألف جنيه، ذرة أوكراني بسعر 10100 جنيه، كسب صويا بسعر 23500 جنيه، علف صويا 46% بسعر 23500 جنيه، أعلاف الصويا 44% بسعر 22500 جنيه.

 

2- أما أسعار العلف المصنع، سجل علف نامي 21 % سعر من 21575 جنيها إلى 21450 جنيهًا، علف ناهي 19 % سعر من 21440 جنيهًا إلى 21350 جنيهًا، علف بادي 23% يتراوح من 21690 جنيهًا إلى 21500 جنيه.وبناء عليه فان استهلاك الطائر فى الدورة 3.5 بمبلغ 3.5 × 21.5= 75.25 + 20 جنيه كتكوت +10 جنيه رعاية + 10 جنيه أدوية +5 مصروفات اخرى= 120 جنيه أى أن تكلفة الكيلو جرام 60 جنيه.

 

وأكد استاذ رعاية الدواجن ، أن سعر الدواجن يتحكم به العديد من العوامل منها،  حلقات التسويق ابتداء من المزرعة تاجر جملة ثم إلى تاجر التجزئة وأخيراً المستهلك، فصلا عن ارتفاع أسعار مواد العلف الخام مثل الذرة وكسب فول الصويا والتى ترتبط أساسا بسعر الدولار والتحويلات وبناء ارتفاع سعر الأعلاف، كما تقوم الحكومة بمناشدة المستوردين بمراعاة الأسعار من أجل المواطنين، ولكن ليس هذا المطلوب، بل يجب عليها محاسبة من يغالون في الأسعار سواء بالنسبة للأعلاف أو حتى أسعار الدواجن والبيض.

 

وتابع: كما أن العامل الأساسي في حدوث تغير في سعر الدواجن هو الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وأيضا التغيرات التي تحدث في سعر الدولار، إلى جانب عوامل أخرى غير مباشرة لارتفاع أسعار الدواجن والبيض حاليا، هو “سعي أصحاب المزارع والتجار لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لتعويض فترة الخسائر التي تعرضوا لها سابقا، وهذا ما يجعلهم يبيعون السلعة بأسعار مبالغ فيها وبعيده تماما عن حجم التكلفة الحقيقية”.

 

ولفت إلى أن وزارة الزراعة كل دورها ينحصر في الإعلان بشكل شبه يومي عن الإفراج عن آلاف الأطنان من الأعلاف التي كانت متكدسة الفترة الماضية بالموانئ نتيجة نقص الدولار، والتي دفعت ببعض أصحاب المزارع في وقت سابق إلى قتل صغار الكتاكيت لعدم وجود الأعلاف، ووفقا لبعض الخبراء، أن هي السبب الأساسي لتفاقم أزمة أسعار البيض والدواجن بالبلاد حاليا، فضلا عن تبعات الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها أزمة فيروس كورونا، وما نتج عنهما من زيادة كبيرة في أسعار مدخلات الإنتاج وخاصة المستوردة مثل الأعلاف والتي زادت أسعار بعضها بنسبة تصل إلى 200%.

 

جهود حكومية

 

أكد الدكتور مصطفى الشيخ، أن آخر خطوات الحكومة المصرية للسيطرة على أسعار الدواجن ومنتجاتها، قرار مجلس الوزراء بتأجيل سداد مزارع الدواجن من الضريبة العقارية لمدة 3 سنوات وإن قرار تأجيل سداد الضريبة العقارية عن أصحاب المزارع لن يحل أزمة الأسعار، وأن هذا القرار يخفض من تكاليف الدورة الإنتاجية، ولكنه غير مؤثر تأثير جوهرى على الأسعار، لأن الزيادات التى تشهدها نتيجة ارتفاع الأعلاف، ولن يتم حل الأزمة إلا إذا توافرت الأعلاف بأسعار مناسبة.

 

هل الارتفاع مستمر

 

أكد أستاذ رعاية الدواجن على استمرار زيادة الأسعار او على الأقل شبه ثابتة إذا تم التغلب على أسعار العلف او تواجد مواد علف بديلة بسعر أرخص أو ثبات سعر الدولار.

متى تنخفض أسعار الدواجن

 

أوضح الدكتور مصطفى الشيخ، أن أسعار الدواجن سوف تنخفض عند انخفاض أسعار السلع الأخرى والتى تفوق سعر الدواجن بكثير ولكن لا نسمع شكوى من أى سلعة أخرى غير منتجات الدواجن، على سبيل المثال أسعار العدس الأصفر يصل إلى 50 جنيه، العدس بجبة 50 جنيه، سعر الفاصوليا البيضاء 82 جنيه وهكذا، أسعار الجبنة من 200 إلى 400 جنيه.

 

وتابع:  إذا تم المقارنة بين أسعار الدواجن بالسلع الأخري فهى أرخص السلع مقارنة بقيمتها الغذائية وأن أسعار الدواجن أرخص مقارنة بمثليتها فى أمريكا، حيث سجل سعر الـ12 بيضة البيضاء $ 3.67 ما يعادل نحو (99.64 جنيهًا مصريًا )، وسجل سعر كيلو الطماطم نحو $ 5.77 ما يُعادل ( 156.65 جنيهًا مصريً)، وبلغ نصف كيلو الجبن $7 أي ما يعادل ( 190.05 جنيهًا مصريًا ، بلغ سعر كيلو لحوم الدواجن في الولايات المتحدة الأمريكية قيمة 7.60 دولار أمريكي أي ما يقابل 200 جنية مصري.

 

المقترحات لثبات الأسعار

 

أكد استاذ رعاية الدواجن، أنه يجب المحافظة على الإنتاج الوطنى والحد من الاستيراد، أى الإنتاج المحلى فى المرتبة الأولى وذلك عن طريق التوسع الرأسى فى صناعة الدواجن من حيث تحويل العنابر المفتوحة الى العنابر المغلقة مما يرفع عجلة الانتاج، والتكلفة، وزيادة المعروض من منتجات الدواجن، فضلاً عن  تطوير نظم رعاية الدواجن للمساعدة فى تقليل الهدر فى عوامل الانتاج وتقليل تكاليف الأدوية وخلافه.

 

وتابع: التوسع فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا للمحافظة على العملة الصعبة وتطوير مصانع العلف لانتاج علف عالى الجودة يساعد فى زيادة معدل التحويل الغذائى من علف إلى لحم وبالتالى المحافظة على الأسعار.

 

وفى الختام ناشد الدكتور مصطفى الشيخ أستاذ رعاية الدواجن الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتخصيص مساحة مليون فدان واستصلاحها عن طريق كبار المستثمرين فى مصر أو من الخارج لسرعة الاستصلاح وزراعتها، ذرة صفراء وفول الصويا لوقف استيراد هذين العنصرين الأساسيين فى تغذية الدواجن.