استمع للمقالهل تأثرت البورصة بحملة المقاطعة؟
بعد حملة المقاطعة التي شهدتها الأسواق خلال الفترة الأخيرة لبعض المنتجات العالمية والشركات التي تدعم الكيان الصهيوني، أجمع خبراء أسواق المال، أن هذه المقاطعة سوف تؤثر على نتائج أعمال تلك الشركات خلال الربع الأخير من هذا العام.
وأشاروا إلى أن أسعار الأسهم لم تتأثر بصورة كبيرة ولكن التأثير المباشر سيكون على حجم مبيعات تلك الشركات وإنخفاض أرباحها، مما سيكون له تأثير سلبي على أسهم تلك الشركات بعد الإعلان عن نتائج الأعمال.
إسلام لاشين: تأثير محدود على الشركات العالمية جراء حملة المقاطعة
أكد إسلام لاشين، العضو المنتدب لشركة كيرنل كابيتال، والخبير بأسواق المال، على أن هناك تأثير على الشركات العالمية جراء حملة المقاطعة، لافتا إلى أنه تأثير محدود خاصة أن تلك الشركات متوغلة في الأسواق العربية وتحتل مكانة أولى لدي المستهلك العربي ولا يستطيعون الاستغناء عنها كما ان هذه الشركات لديها خطط وإدارة للأزمات تستطيع تخفيف من حدة الأزمة الحالية.
وأوضح أن المقاطعة لم تتم بشكل قوي كما هو متخيل للبعض فالمقاطعة تكون على جميع الخدمات والمنتجات ولكن هناك منتجات لا يمكن الاستغناء عنها مثل الهواتف وبعض التطبيقات التي تدعم الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه إذا أردنا أن نتحدث عن مقاطعة يجب أن تكون مقاطعة شاملة ليس فقط في المشروبات الغازية وبعض منتجات الكيك.
وتابع: يجب مصارحة أنفسنا ماذا ننتج بالعكس نحن في موقف ضعف نحن اذا ما قاطعنا كما يجب سنعيش في ظلام خاصة وأن الشعوب العربية متشرذمة ومنقسمة ولا توجد رؤية أو رأي نتوحد عليه لذلك وبكل أسف أقول إننا فشلنا وهم نجحوا بتخطيطهم.
وحول استفادة الشركات الوطنية من حملة المقاطعة كشف عن أن هذا الأمر سابق لوقته، خاصة وأن الأزمة لم يمر عليها شهر واحد، ولكن يمكننا أن نتحدث عن هذا حينما تقوم الشركات بإظهار قوائمها المالية.
وأضاف أن البورصة في الوقت الحالي تمر بانتعاشة مدعومة بسيولة لبعض الموسسات المصرية فقط وفي أسهم معينة وهي أسهم قطاع البتروكيماويات والأسمدة وبعض أسهم البنوك وباقي القطعات في مستويات سعرية سحيقة لذلك لا استطيع أن أجزم أن الشركات الوطنية تأثرت بالإيجاب بسبب المقاطعة لأن الشركات الوطنية نفسها تعتمد على مواد خام مستوردة.
سامح هلال: أسعار الأسهم لم تتأثر من حملة المقاطعة
كشف سامح هلال، العضو المنتدب لشركة الهلال لتداول الأوراق المالية، عن أن حملة المقاطعة لم تؤثر على أسعار الأسهم ولكن قد تتأثر الشركات العالمية ماليا، مشيرا إلى أن هناك بعضا من الشركات المصرية التي من الممكن أن تتأثر من هذه الحملة.
وأوضح أن هذه المعلومات من شأنها أن تؤثر على البورصة ولكن البورصة المصرية تفتقد هذا حيث أنها لا تمتثل لهذه المعلومات، كاشفا عن أن البورصة المصرية ليس لديها ردة فعل سريعة لمثل هذه الأخبار.
وأشار إلى أن البورصة المصرية لا تملك أسهم لكافة الشركات التي زاد الإقبال عليها خلال الفترة الأخيرة، ولكنها حققت أرباحا قياسية خلال هذه الفترة متوقعا أن تشهد الفترة القادمة موجات من جني الأرباح.
حسام عيد: قطاع الأغذية أكثر المستفيدين من حملة المقاطعة
كشف حسام عيد، مدير الاستثمار بشركة القاهرة الوطنية لتداول الأوراق المالية، عن أنه بعد تفاقم الأزمة الجيوسياسية وتصاعد حملة المقاطعة للمنتجات الخاصة بالشركات التي تدعم إسرائيل الأمر الذي انعكس سلبا على أداء هذه الشركات ودفعها لتكبد الخسائر الفادحة وذلك من خلال الانخفاض الحاد في المبيعات وانخفاض إيرادات النشاط الخاصة بهذه الشركات.
وأوضح أن هذا الأمر سوف يكون له تأثير سلبي على نتائج أعمال هذه الشركات خلال نتائج أعمالها بالقوائم المالية الخاصة بالربع الأخير من العام الجاري وبالتالي سوف يكون لها تأثير سلبي أيضا على القوائم المالية السنوية الأمر الذي سوف ينعكس سلبا أيضا على أداء هذه الشركات بالبورصات العالمية وذلك من خلال خروج الاستثمارات الغير مباشرة لحين انتهاء الأزمة وعودة الاستقرار مرة أخرى.
وأشار إلى أن الطلب على المنتج المحلي اتجه نحو الارتفاع بعد تصاعد حملة المقاطعة لمنتجات للشركات الأجنبية الأمر الذي سوف ينعكس إيجابا على أداء الشركات المحلية وخاصة بالقوائم المالية الربع سنوية بارتفاع نسبة المبيعات وتحقيق أرباحا مرتفعة ناتجة عن النشاط مما ترتب عليه زيادة التدفقات النقدية بالاستثمار في هذه الشركات.
وتابع: أن هذه النتائج لها تأثير إيجابي على أداء هذه الشركات بالبورصة المصرية فمنذ بداية حملة المقاطعة للمنتجات الأجنبية حدث إقبال كبير على المنتج المحلي وخاصة بقطاع الأغذية الأمر الذي انعكس إيجابا على أداء القطاع بالبورصة المصرية خلال تعاملات الفترة الأخيرة ونجحت هذه الشركات في حصد المكاسب اليومية وتحقيق مستويات تاريخية جديدة.
ولفت إلى أن كل هذا انعكس على أداء مؤشرات البورصة المصرية ودفعها إلى الاستمرار في حصد المكاسب وتحقيق مستويات تاريخية جديدة مدفوعة بالأداء الإيجابي والصعود لأغلب الأسهم وخاصة قطاع الأغذية الذي شهد نشاطا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة.