قالت أحلام محمد، والدة النقيب الشهيد محمود أبو العز، الذى استشهد فى 5 مارس عام 2011، خلال أجواء الإنفلات الأمنى وعقب اقتحام السجون وسرقة الأسلحة، أن نجلها كان ضابطا بقسم شرطة مصر القديمة، كما أنه أصغر أشقاؤه، وتوفى والده وهو طالب فى الصف الثانى الإبتدائى.
وأضافت والدة الشهيد فى تصريحات خاصة لـ “عالم المال”، أن نجلها كان يتمتع بقلب شجاع يعشق عمله بجهاز الشرطة، وظل طوال مسيرته مصلحا وليس مؤذيا بين أقرانه فى نفس المهنة، مشيرة إلى أنه ساعد الجميع من حوله.
الخير فى الدنيا
وضربت أمثلة على مساعدته للآخرين، لافتة إلى أن الطلبة الذين يتعاطون المخدرات كان دائما يقدم لهم النصيحة بالابتعاد عن هذه السموم أو يقوم باستدعاء أولياء أمورهم ليحذرهم من ضياع مستقبل أبنائهم، فضلا عن أنه كان يطارد اللصوص فى الشوارع خاطفى الحقائب، إلى جانب مساعدته لكبار السن عند مواقد إسطوانات البوتجاز وخاصة وقت أزمات نقصها فى الأسواق.
عريس قريبا
وتابعت والدة الشهيد، أنه كان دائما عطوفا على الفقراء، ومن يضبطه يسرق وحالته الاجتماعية بسيطة يعفو عنه ويطالبه بألا يقبل على هذا الفعل مرة أخرى ويساعده فى إيجاد فرصة عمل ولو صغيرة طالما أنها تدخل مكسب شرعى وحلال.
واستكملت بأن شقيقه رئيس مباحث الجيزة وله شقيق آخر طالب بأكاديمية الشرطة وشقيقته خريجة كلية العلوم بجامعة القاهرة، و جميعهم يساعدون البسطاء وإجتماعيين مع من حولهم، مشيرة إلى أنه كان خاطبا وسيتزوج بعد 3 أشهر منذ تاريخ وفاته.
شهر رمضان
وأوضحت أنه كان يعطف على الغلابة والمحتاجين فى شهر رمضان ويقدم لهم الوجبات وكل مال معه ليس له بل يخرجه لله يوميا، وبعد وفاته زارها العديد ممن كان يساعدهم ويقف بجانبهم، حتى بعض الشحاذين قدموا لها الحلوى وأكدوا لها أنه كان حنونا ومعطاء لهم.
ملابسات الحادث
وحول ملابسات حادثة الاستشهاد، روت بأنه كان لا يتقاعس عن العمل وخاصة بفترة الإنفلات الأمنى ودائما كان يذهب لمعاونة زملائه فى تأمين المنطقة التى يعمل بها نظرا لإضطراب الأوضاع وتواجد اللصوص والبلطجية فى هذا التوقيت بشكل محدد.
الموت قريب
وذكرت أحلام وأمنيات النقيب التى كان يرددها، منوهة إلى أنه كان بشكل مستمر يشعر بأن الموت قريب منه، حتى كان غير متعجل على إنهاء تشطيب شقته التى كان سيتزوج بها ويطالبها بالصبر فى تجهيز منزله، موضحة أنه كان دائما يتمنى استقرار الوضع الأمنى والإقتصادى فى الدولة، وكان لا يحمل داخله أمنيات شخصية ومادية.
التحية لهم
وفى نفس السياق قدمت عفاف شاش والدة الشهيد النقيب محمد أنور جمعة الذى استشهد أثناء سير إحدى المأموريات الأمنية بطريق الحسنة صدر حيطان بدائرة قسم شرطة الحسنة بسيناء فى يونيو 2016، التهانى لجهاز الشرطة المصرية بعيده الـ69 ، مشيرة إلى أن كل جندى ورتبة بجهاز الشرطة قدمت واجبها بتفوق، لأنهم المسئولين عن حماية الوطن وأمن وأمان الدولة.
مستعد للتضحية
وتابعت فى حوارها لـ “عالم المال”، أنه طلب نقله لشمال سيناء في عام 2012 أثناء أحداث الثورة و أعمال الإرهاب، وكان يبلغ من العمر 23 عاما، وكانت لا تعلم بطلبه النقل وعندما تحدثت معه أكد لها أن الخدمة فى اى مكان فى مصر شرف له وهو مستعد دائما للتضحية.
يذكر أن الأجهزة الأمنية تحتفل فى 25 يناير من كل عام بعيد الشرطة.