استمع للمقالقال الدكتور أحمد عطية رئيس قسم تربية البنجر بمعهد المحاصيل السكرية، إن محصول بنجر السكر من أهم المحاصيل انتشارًا على مستوى العالم، لافتًا الي أن مصر من ضمن الدول القليلة التي تزرع محصولى قصب السكر والبنجر ولكن خلال العشرة سنوات الأخيرة زراعة بنجر السكر تفوقت على زراعة قصب السكر .
وأضاف “عطية” فى تصريح خاص لـ«عالم المال» أن بنجر السكر من المحاصيل التعاقدية التى لها قيمة كبيرة حيث يعتبر من المحاصيل التى تصلح فى كل أنواع الأراضى مع اختلاف الإنتاجية ، ويوجد بعض الأراضى التى لا يصلح فيها زراعة بعض المحاصيل ولكن يصلح فيها زراعة بنجر السكر ، مضيفًا أن توزيع المصانع على مستوى الجمهورية يعطى للمزارع فرصة لزراعة بنجر السكر فى أى محافظة ، مشيًرا إلى أن المحصول ينجح فى الاراضى الجديدة وأراضى الاستصلاح .
وتعرض محصول بنجر السكر مؤخراً إلى العديد من الأزمات، التي تسببت في إتلاف كميات كبيرة منه، وذلك نظرا لإخلال شركات السكر، بالعقود التي أبرمتها مع المزارعين، ورفضها استلام المحاصيل، مما يعرضها للتلف، الأمر الذي أدى الي اندلاع موجة من الغضب بين المزارعين، وسط مناشدات لوزير الزراعة للتدخل من أجل إنهاء الأزمة وإنقاذ محاصيلهم .
ومن جانبه تقدم محمد زكي، عضو مجلس النواب المصري، بمحافظة كفر الشيخ، بطلب إحاطة للمستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، موجها إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعلي المصيلحي، وزير التموين، و أحمد أبو اليزيد، رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر بسبب أزمة تأخر استلام محصول بنجر السكر .
وقامت شركة الدلتا للسكر باستلام المحصول من المزارعين ، كما أرسل عدد من مزارعي بنجر سكر المتعاقدين مع شركة الدلتا للسكر إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، مذكرة شكر وتقدير إلى الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، نيابة عن مزارعي كفر الشيخ بشأن مساندته لمزارعي بنجر السكر في محافظة كفر الشيخ من خلال إصدار تعليمات الي الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة الدلتا للسكر باستلام كامل إنتاج المحافظة من بنجر السكر مع سرعة صرف المستحقات المالية أولا بأول .
وتوجه مزارعو بنجر السكر بالشكر أيضا نيابة عن 70 ألف مزارع متعاقد مع شركة الدلتا للسكر إلى الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الدلتا للسكر بشأن قبوله استلام نحو ٨ آلاف طن بنجر سكر من المحافظة وذلك إرضاء لمزارعي كفر الشيخ، مؤكدين أن ذلك ليس على حساب أحد من المزارعين المتعاقدين مع شركة الدلتا للسكر ولم يكن على حساب حصة أي مزارع .
ارتفاع درجات الحرارة
وأوضح معهد المحاصيل السكرية، أن نسبة السكر فى البنجر مرتفعه عن القصب وبالتالى يتم استخلاص نسبة سكر عالية منه ، حيث نجحت زراعة البنجر من الاسكندرية حتى المراكز الشمالية من محافظة قنا، ويوجد حاليًا تجارب لزراعته فى شرق العوينات، وبالتالى زراعته تغطى الجمهورية بستثناء مناطق قليلة تقلل نسبة السكر فى البنجر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مضيفًا أن زراعة بنجر السكر البادرة تتحمل نسبة ملوحه 250 جزء فى المليون ، وعند تعدى النبات مرحلة البادرى، يتسطيع أن يتحمل 5000 جزء فى المليون ، نظرًا لأن نسبة الملوحة العالية تقلل من نسبة الأنبات ولكن بعد ذلك بيتحمل درجات الملوحه .
وأردف أن محصول بنجر السكر يمكن زراعته بكل أساليب الرى ، حيث بنجر السكر من المحاصيل التى تتأثر سالبًا بزيادة الرطوبة فى التربة سواء بأمراض عفن الجذور أو الأمراض الفطرية الأخرى التى تتعلق بزيادة الرطوبة، فضلاً أن نسبة الأنبات الخاصة ببذرة البنجر تقل بزيادة نسبة الرطوبة عن الحد الأمثل لها، وبالتالى الرى بالتنقيط يقلل كل هذه المخاطر أثناء الزراعة، مضيفًا أن كل أصناف بنجر السكر مستوردة نظرًا لأن المناخ فى مصر لايسمح بتظهير البنجر لأنه يحتاج أن يتعرض لدرجات حرارة منخفضة حوالى 5 درجات مئوية لمدة تتراوح من 45 إلى 60 يومًا حسب السلالات التى تدخل فى التربية ،وبالتالى المناخ فى مصر معاكس ولا يصلح لعمليات التظهير الا فى منطقة سانت كاترين ، ويتم تجربة التظهير به على نطاق ضيق الآن .
عملية تسجيل الأصناف
وتابع: أن الأصناف الموجوده حاليًا فى مصر لشركات عالمية ، ودور مركز البحوث الزراعية هو تقييم الأصناف وتسجيلها كأصناف يمكن للمزارع استخدامها وتعطى انتاجية عالية سواء من كمية المحصول ونسبة السكر ، ويتم اختبار الأصناف فى 4 محافظات لمدة عامين بالتعاون مع معهد أمراض النباتات ويتم عمل بصمة وراثية فى معهد الهندسة الوراثية وفى النهاية تجتمع لجنة الأصناف وتقرر عملية تسجيل هذا الأصناف أو رفضها ، مشيرًا إلى أن جميع الأصناف الموجودة فى مصر تم اختبارها وانتاجيتها مرتفعه .
وأشار إلى أن بنجر السكر من المحاصيل المحصنة للتربة، نظرًا لأن ورق بنجر السكر يقوم بتخزين الأملاح فى حوصيلات داخل الورقة ويقوم المزراع بأخذ هذه الأوراق والقاءها خارج الأرض للتنظيف التربة من الملوحه العالية .
