استمع للمقالفيه أمور كتيرة معووجة، وإصلاح اعوجاجها لا يحتاج جهد ولا مال، بل تحتاج فقط لصدق النوايا.. قليل من المتابعة وبعض المراقبة وتواجد في الشارع بعيدا عن قعدة المكاتب للإطلاع ع أحوال الناس وضمان حمايتهم من عشوائية ما يتعرضون له من مآسي على الطرق العامة وداخل المؤسسات وهم يتعاملون معها لقضاء بعض مصالحهم وال ٧ دوخات اللي بتتعمل فيهم بسبب تكاسل بعض المسئولين أو حبهم في تعقيد السهل بدلا من تسهيل المعقد.
هذه الفوضى تشجع كل جبان ليبدي شجاعته فيحمل معه سكينا وساطورا وتزيده جرأة على تعاطي المخدر نهارا جهارا على قارعة الطريق، وتزيد غيره جسارة حين يطلق لأقصى درجة مكبرات الصوت والكلاكسات والأغاني الهابطة في جنح الظلام وسكون الليل داخل شوارع القرى والمدن بلا مبرر.. ارحمونا يرحمكم الله، لم نعد نشعر بخصوصية حياتنا ولم نعد قادرين حتى على إتمام مكالمة هاتفية من شرفة بيوتنا التي نضطر للوقوف فيها لإجراء هذه المهمة بسبب ضعف شبكة الهواتف الذكية داخل البيوت.
الهيصة حلوة والفرحة مطلوبة بس يكون لها سبب ومبرر، يعني لو فيه فرح أو مناسبة سارة فلا مانع طالما سيتم ذلك في مكانه وزمانه.. فهناك وقت للراحة ووقت للعمل ووقت للتفكير والتدبر، أما ما يحدث حولنا وينتقل أثره المزعج داخل بيوتنا على مدار النهار والليل وكأنه مثل الصيدلية التي تعمل على مدار ٢٤ ساعة في اليوم فهو أمر لا يطاق ويشجع على تداعي الأخلاق وموات الضمائر وتفكك المجتمع.. الأمر خطير وتحسبونه هينا، ولابد من تفعيل دور الخفراء ومشايخ البلاد والعمد ورجال الشرطة ورجال المرور للتوعية قبل توقيع العقوبة، لأن الجهل بالشيئ أو التعود على المخالفات سيكسب الناس ( بالظن ) كل الحق فيما يرتكبونه من خروج على القوانين.
نريد أن نطمئن على سلامة أبنائنا وأحفادنا حين ينزلون الشارع لقضاء بعض الحاجات أو للذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم.. نريد أن يفهم الناس الفرق بين الحق والواجب فيتمسك بالأول ويلتزم بالآخر. نتمنى أن نعي حدود النهار وحدود الليل.
نحن قوم لا نعرف كيف نحيي أفراحنا، حيث نعتقد أن نجاح الفرح في “الموريستان” الذي نقيمه تيمنا وكرامة وكأننا في جلسة زار لطرد الجان الذي سكن بداخل كل واحد فينا، وحبة حبة انتقل أثر ذلك لسرادقات موتانا، حيث كاميرات التصوير والآهات المصاحبة للمقرئ الذي يحيى الليلة..
إحنا في الأصل شعب بسيط وطيب وكريم وودود واجتماعي بس محتاجين حد يعيد تربيتنا ويرشدنا لتنظيم أوقاتنا وتذكيرنا بحقوقنا وواجباتنا واحترام حرمة الغير واستقلاليته.
نحتاج لإلغاء الامتحانات التي تقوم على نظام الاختيار من متعدد والصح والغلط (ال mcq ) قبل أن نفقد هويتنا وننسي العربية ( لغة الضاد) والفرنسية والإنجليزية وغيرها.
نحتاج لأشياء كثيرة وكلها لن تكلفنا الكثير.
باختصار : نحتاج إلى الحفاظ على أمن مجتمعنا والانتماء لمصرنا.
الأستاذ الدكتور/عبد السلام حسان
استاذ اللغة الفرنسية جامعة المنصورة