• logo ads 2

القاهرة تحتفي بشارع المعز: مستمرون فى تطويره

alx adv
استمع للمقال

 

نشأت مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر ونشأ شارع المعز لدين الله الفاطمى فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيسي يمتد من باب زويلة جنوباً، وحتى باب الفتوح شمالاً في موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة، وقسم المدينة قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة.

وتحتفل محافظة القاهرة، اليوم الثلاثاء، بمرور 14 عاما على افتتاح شارع المعز لدين الله الفاطمي أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى بقلب مدينة القاهرة القديمة بعد تطويره، كما أطلق عليه اسم المعز لدين الله في عام 1937 تكريماً لمنشئ القاهرة، وتمتد تلك التسمية من باب الفتوح إلى باب زويلة، شاملة شوارع باب الفتوح، أمير الجيوش، النحاسين، بين القصرين، الصاغة، الأشرفية، الشوايين، العقادين، المناخلية، والمنجدين، السكرية إلى باب زويلة.

وتعود التسمية الحالية إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدي عبد الله الفاطمي، الذي يعود أصله إلى جزيرة صقلية بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319هـجريا وتنسب إليه القاهرة المُعزية، وبويع بالخلافة في المغرب وكان أول خليفة فاطمي يدخل مصر بعد فتحها سنة 358هـجريا.

ويعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمى أقدم الشوارع الموجودة فى مصر، حيث يصل عمره لألف عام تقريبا ويضم مجموعة مميزة من الأثار الإسلامية الفريدة التى تمتد بطول جانبى الشارع العريق، وقد أصبح شارع المعز بعد أعمال تطويره واقتصار الحركة فيه على السير على الأقدام وجهة لعشاق الأثار الإسلامية وهواة فن التصوير الفوتوغرافى، ومزارا يجتذب مختلف الفئات العمرية من الأطفال والكبار من أبناء البلد والوافدين الذين استنشقوا فيه عبق التاريخ وعظمته وبهاءه.

وكان ترميم شارع المعز لدين الله الفاطمى جزء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والتى كانت انطلاقة لمشروع القاهرة التاريخية لحماية آثار القاهرة التاريخية من التعديات والأضرار التى تسبب فيها زلزال 1992، حيث كانت أعمال الترميم قد قسمت لأربع مراحل شملت ترميم 143 آثرا مسجلا.

وشملت المرحلة الأولى على مجموعة الغورى ومسجد المؤيد شيخ والسور الشمالى وباب الفتوح، وتضمنت المرحلة الثانية مدرسة وقبة نجم الدين أيوب وسبيل كتاب خسرو باشا ومدرسة الظاهر بيبرس وقصر بشتاك وحمام إينال وجامع السلطان الكامل ومسجد السلطان برقوق ومدرسة وقبة الناصر قلاوون ومسجد على المطهر ومسجد ومدرسة الأشرف بارسباى، وانتهت أعمال ترميم آثار شارع المعز فى عام 2008.

وقد تم تحديد منسوب الشارع فى عشرينات القرن الماضى من خلال بقايا البازلت الأسود الذى وجد على عمق بحوالى 70سم أسفل منسوب ما قبل البدء فى الأعمال، و تم تبليط الشارع والأرصفة والبردورات ببلوكات من الجرانيت، وقد استُخدام البازلت الأصلى فى رصف بعض الشوارع الجانبية، وتكلفت عملية تطوير وترميم الشارع حوالى 250 مليون جنيه، والتى تجاوزت الميزانية الاصلية للمشروع والتى كانت تقدر بحوالى 800 مليون جنيه فقط، وتم تجديد ألوان الواجهات وتخصيص دورتى مياه عامتين فى الشارع، بالإضافة لشركة نظافة مختصة بأعمال تنظيف الشارع.

ويظل شارع المعز لدين الله الفاطمى واحدا من أبرز الوجهات السياحية التى يقصدها الناس للاستمتاع بروح الماضى وعراقته والتقاط صورا تذكارية تزيد من عمق العلاقة وقوتها مابين مرتاديه وبعضهم البعض، وعلاقتهم بذلك الممشى السياحى الفاخر المرصع على جانبه بتحف معمارية فريدة.

كما تواصل الجهات المعنية بالدولة الآن أعمال تطوير بشارع المعز، حيث تم إزالة أغلب المحلات التى تتنافى مع طبيعة المنطقة، وتعويض ملاكها تعويضات مالية، أو بنقلهم لمحال بمحور جيهان السادات، فمن المقرر أن تنشأ الحكومة مولات تجارية ومحال وبازارات تتماشي مع طبيعة الشارع، ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية للدولة.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار