استمع للمقالتعتبر قضية التغيرات المناخية قضية مشتركة بين دول العالم أجمع، ويعتبر المناخ أحد التحديات الرئيسية فى عصرنا التى تواجه الأمن الغذائي، نظرًا لتأثيرها على إنتاجية المحاصيل، وكذلك على خصوبة التربة، ما تسبب فى ضعف الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، لذا تولي القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا للوقوف على تداعيات هذه القضية العالمية، لاسيما وأن مصر كانت فى مقدمة دول العالم التى أولت اهتمامًا خلال السنوات الماضية بقضايا المناخ، باعتباره قضية عالمية من قضايا البيئة، وقطاع الزراعة في مصر وعالميًا سيتأثر في حجم إنتاجية بعض المحاصيل ويمكن للبعض الآخر أن يتأثر، كما أن زيادة معدلات استهلاك المياه للمحاصيل نتيجة زيادة معدلات البحر.
في كل عام تتقلص مساحة الأرض الصالحة للزراعة، بسبب ظاهرة التصحر وملوحة الأرض، حول العالم ويتفق العلماء على أن المناخ في عملية تغيير مستمرة، فدرجة الحرارة في ارتفاع، كما لا يختلف الكثير منهم على حدوث ظواهر مناخية لها عواقب وخيمة على استمرار الحياة على هذا الكوكب، حيث يعد عامل المناخ من أكبر العوامل الطبيعية تأثيرًا في تحديد أنواع المحاصيل حيث يحدد المناطق التي يمكن زراعتها بمحاصيل معينة، كما أن مناخ عامل رئيسي في تكوين التربة واختلاف أنواعها ودرجة خصوبتها. وأهم عناصر المناخ التي تؤثر في الإنتاج الزراعي « درجة الحرارة، الضوء، كمية الأمطار، الرياح، الرطوبة، سقوط الثلج، الصقيع» حيث كل منهما له تأثير كبير على نمو النباتات ونجاح الزراعة.
ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على العالم
وفى هذا السياق أكد الدكتور محمد فهيم، مستشار وزير الزراعة للتغيرات المناخية، أن ظاهرة تغير المناخ تشهد اهتمامًا دوليًا، وتلقى اهتمام كبير وذلك لأن تأثيراته تحدث بشكل سريع، مضيفًا أن قضية التغيرات المناخية هي قضية مشتركة بين دول العالم أجمع، وليس هناك فرق بين دولة نامية ودولة متقدمة وعلى العالم المشاركة والعمل على تقديم الدعم اللازم لهذه القضية.
وأضاف فهيم، أن الرئيس السيسى يهتم بالمؤتمرات الخاصة بالنغيرات المناخية ويحرص دائما على التواجد، مضيفًا أن ارتفاع درجات الحرارة في العالم هو أحد مظاهر التغيرات المناخية ليس فقط في مصر وإنما على كل مكان في سطح الأرض، موضحًا أن تأثيرات تغير المناخ علميًا هيا أضعاف تأثيرات أي مشكلة سياسية، مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، التي خربت علاقات الدول وأدت لمشاكل عديدة وكبيرة في اقتصاديات الدول كانت ضخمة للغاية، لكن تأثير التغيرات المناخية أكبر، لأن تأثيرها مستمر على المدى البعيد.
وأوضح مستشار وزير الزراعة للتغيرات المناخية، أن التغيرات المناخية خلال الفترة الحالية الخاصة بارتفاع درجات الحرارة فى مصر مازالت فى المتوسط، ولكن بالنظر إلى قارة مثل أوروبا تتعرض الآن إلى موجة عنيفة جدا من ارتفاع درجات الحرارة، مضيفًا أنه في السنوات القليلة الماضية كان الصيف فى مصر شديد الحرارة عن هذا العام، حيث حدث ارتفاع في درجات الحرارة في فصل الصيف هذا الموسم ولكنها ليست ارتفاعات بنفس المستوى الذي حدث خلال 3 سنوات الأخيرة.
التغيرات المناخية ومواجهة التصحر
وفى نفس السياق قال الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء، خلال تصريحاته على هامش احتفال مصر باليوم العالمى لمكافحة التصحر، أن التكيف مع التغيرات المناخية ومكافحة التصحر يتم من خلال الجهود الدولية لمكافحة التصحر ودعم سياسات مواجهة آثار التغيرات المناخية العالمية، مضيفًا أن التكيف مع التغيرات المناخية ومكافحة التصحر يتم من خلال الجهود الدولية لمكافحة التصحر ودعم سياسات مواجهة آثار التغيرات المناخية العالمية.
وأضاف رئيس مركز بحوث الصحراء، أن التغيرات المناخية والتصحر تحدى جديد إلى مجموعة التحديات التى تواجهها مصر في إطار سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤيتها لتحقيق تلك الأهداف بحلول عام 2030، حيث تولي رؤية مصر 2030 أهمية خاصة لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية من خلال وجود نظام بيئى متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر، مضيفًا أن الجفاف يعتبر من بين أكبر التهديدات أمام التنمية المستدامة، وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2050 قد يؤثر الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم.
وأشار عبدالله زغلول، إلي أهمية التوسع في مشروعات استزراع غابات المانجروف على ساحل البحر الأحمر بمصر وتنمية الموارد الرعوية لمكافحة التصحر والاستفادة من الخبرات المصرية في حماية مشروعات التنمية من أخطار زحف الرمال وحصاد مياه الأمطار وتنمية الوديان في الساحل الشمالى الغربى وإدارة الأراضى المتأثرة بالأملاح تحت الظروف الصحراوية.
وتابع: أن مواجهة التصحر والتخفيف من الجفاف تتطلب تنفيذ برامج ووضع سياسات واتخاذ تدابير تشكل في نهاية المطاف خطوط دفاعية يصعب اختراقها ومنها الاستخدام المستدام للأراضى والاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية وبخاصة التربة والغطاء النباتي وموارد المياه ورصد ومراقبة الجفاف والعواصف الرملية والغبارية وتصميم نظم إنذار مبكر.