استمع للمقالقال الدكتور إسماعيل يوسف محمد، استشارى مشروعات الإنتاج الحيواني، إن عام 2022 شهدنا فيه أوضاع متأرجحة دوليا ومحليا، حيث لم يفق العالم من تداعيات أزمة كورونا وفتح السفر والأسواق وانخفاض تكلفة الشحن، التى تضاعفت، حتى بدأت الحرب الروسية الأوكرانية وما صاحبها من ارتفاع كبير فى السلع المختلفة، كالذهب والنحاس وكثير من المعادن كذلك البترول والطاقة.
وأضاف اسماعيل، أن الأكثر تأثرا من الأزمة ارتفاع الحبوب عالميًا والغذاء بشكل عام، حيث تبين للجميع أن روسيا وأوكرانيا يشكلان جزء كبير من سلة غذاء العالم، تحديدا القمح طعام الأنسان الأول، الذى يتعلق برغيف الخبز، وغيرها من مدخلات الأعلاف مثل الذرة، الذى يعتبر المكون الرئيسي ويمثل من 60 إلى 70% من أعلاف الدواجن، مضيفًا أن بعد شهور محدودة من اندلاع الحرب، وعمل اتفاقية الحبوب التى نظمت واسترجعت تصديرها من جديد من خلال الدولتين إلى باقى دول العالم، وإعادة أسعار السلع إلى ما قبل الحرب.
تحريك سعر صرف الجنيه مقابل الدولار
واستكمل استشارى مشروعات الإنتاج الحيواني، أن بعد حالة الاستقرار، صدر قرار اصدم الجميع فى مصر، الغاء العمل بمستندات التحصيل والعمل بالاعتمادات المستندية، وتحريك سعر صرف الجنيه أمام الدولار ليصل إلى 18.50 تقريبًا مقابل 15.60 من قبل، واستمر التحريك وأزمة الدولار منذ مارس حتى الآن، مضيفًا أن نقص الغذاء والأعلاف القادمة من الخارج وتكدسها بالموانئ المصرية، تسببت فى أزمات كثيرة ونقص فى توافر الأعلاف وزيادات غير محسوبة لقلة العرض أمام الطلب الكبير.
وأشار الدكتور اسماعيل يوسف محمد، إلى أن الإنتاج الحيواني والماشية والأسماك والدواجن، تسمى عرفا «الاستثمار في الأرواح»، حيث لا مجال لعدم توافر الأعلاف أو نقصها، نتيجة أن ذلك سيسبب خسائر فادحة وتباطيء أو تراجع في الإنتاج، ونتحدث هنا عن الأمن الغذائي للشعب المصرى، مضيفًا أن المستهلك شهد ارتفاع كبير في احتياجاته الأساسية من الغذاء متمثلاً في ارتفاع سعر كرتونه البيض من 35 جنيه الي 90 جنيه من مارس حتي الآن.
وتابع: أن الدواجن كانت ما بين ارتفاع وانخفاض وعدم ثبات، وذلك أجبر المربي على البيع لعدم توافر الأعلاف وبأسعار تسبب له خسائر كبيرة ولكن خسارة اليوم أقل من خسارة غدا، وهذا ما يسمى الاستثمار في الأرواح.
ارتفاع أسعار الصويا
وأكد استشارى الإنتاج الحيوانى، أن يوجد ارتفاع فى سلع أخرى بخلاف القمح والذرة، مثل الصويا التى شهدت طفرات غير مسبوقة فى الأسعار، وتعتبر مصدر البروتين في أعلاف الحيوانات والدواجن والأسماك، وارتفعت سعر الصويا من 9 ألاف لأكثر من 36 ألف للطن الواحد، فضلًا أن الصويا المصدر الرئيسي للزيوت في مصر وهي المكون الأساسي في خليط الزيوت في مصر، وكما شهدت كسب الصويا ارتفاع كبير، قابلها ارتفاع فى أسعار زيت الطعام، حيث ارتفعت زجاجة الزيت اللتر من 20 جنيه الي 60 جنيه مع فوارق صغيرة بين أنواع الزيوت لاختلاف نسب الخليط منها.
وقال «اسماعيل» أن للأزمة تداعيات كبيرة وخطيرة، منها ارتفاع الأسعار وقلة المعروض من الدواجن والبيض والكثير من السلع، التي تحتاج وقت لا يقل عن 6 أشهر أو عام كامل من زوال أسباب الارتفاع وذلك لتعويض ما تمت خسارته من مقومات إنتاج ومثلا لذلك قطعان البياض والأمهات التي تحتاج 6 أشهر وأكثر لإنتاج بيض المائدة أو كتكوت تسمين، ومنها أيضا انخفاض القوة الشرائية للمواطنين نتيجة زيادة البطالة لتعطل الإنتاج في مختلف سلاسل الامداد للقطاع الزراعي وخاصة الإنتاج الحيواني.
وأكد أنه لابد من تكاتف الجميع من حكومة وشعب، أن نسعى ونعمل علي زيادة الإنتاج من كافة السلع الأساسية والإستراتيجية من غذاء ومدخلاته لنصل لأكبر قدر من الاكتفاء الذاتي ليس بالضرورة في كل السلع ولكن فى معظمها وأهمها، ومن هنا أعرج علي توجه الدولة لاسترجاع زراعة القطن الي ما كانت عليه وزيادة الأرض المنزرعة تدريجيا إلي أن نصل الي المليون ونصف فدان أو يزيد.
وأشار إلى أن القطن أو الذهب الأبيض كما تعلمنا في الصغر كان عمود الإنتاج والاقتصاد في مصر، والقطن زراعة وصناعات وتجارة وتصدير وغذاء لنا نحن البشر ولثروتنا الحيوانية، واستفيض من هنا وأقول القطن زراعة وفرص عمل في رعاية النبات وجمعة وفي حلجة وفي عزلة ونسجة أقمشة وصباغته والملابس وصناعتها وفي عصر زيته أو استخلاصه ذو القيمة الأفضل بين الزيوت كغذاء للبشر وفي كسبة المقشور وغير المقشور المصدر العظيم كبروتين لأعلاف الدواجن والأسماك والماشية، ومن هنا يتبين ما قد توفره هذه الصناعة من أمن غذائي للدولة ومن فرص عمل عظيمة.
مؤكدا أن الأزمات التي لا نتعلم منها تعود وتكون أكثر ضراوة وأعظم خطرا، وإذا تعلمنا منها فإنها حافز وقاطرة للتقدم والرقي وطيب العيش.