• logo ads 2

الحمي القلاعية فى مصر من وجهة نظر مختلفة

بقلم/ الدكتور عاطف شريف خبير الإنتاج الحيوانى

استمع للمقال

أعزائى الزملاء الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين وأصحاب المزارع و المربين، بما أن كل منا على يقين من أعراض هذا المرض المتوطن وصفته التشريحية، فسوف أتناول هذا الموضوع من وجهة نظر حقلية توعوية.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

نبذة عن الحمى القلاعية فى مصر خلال القرن لحالى:

مرض الحمى القلاعية هو مرض وبائي خطير يصيب كل الحيوانات ذات الظلف المشقوق وينتشر سريعا حتى يصيب 100% من حيوانات المزرعة ويسبب خسائر مادية وغير مادية فادحة، يتسبب في حدوث هذا المرض فيروس له سبعة أشكال مناعية مختلفة، ويندرج تحت كل من هذه الأشكال المناعية عترات مختلفة، عرف منها حتي الآن حوالي 60 عترة تنتشر علي مستوي دول العالم المختلفة.

وقد وجد أن الإصابة بأي من هذه العترات أو التحصين ضدها، لا يكون مناعة ضد أي عترة أخري، أي أن الحيوانات التي تتعرض للإصابة بأي من هذه العترات الستون أو تم تحصينها ضدها يمكن أن تصاب بأي عترة أخرى في أي وقت، كما أنه لا توجد مناعة متبادلة بين العترات المختلفة بعضها البعض كما هو معروف في بعض الأمراض الأخرى، وبسبب الانفتاح فى استيراد عجول التسمين من جهات مختلفة وأيضا بسبب تسرب عجول غير محصنة أو تحمل الفيروس من بعض دول الجوار عبر الحدود، دخلت عترات جديدة متتالية (حوالى 3 أو 4 عترات جديدة) فى سنوات متتالية سببت جوائح قوية من مرض الحمى القلاعية كل عام أو عامين ليس للماشية الموجودة في مصر أى خبرة مناعية ضدها.

 

الآثار السلبية التى يسببها وباء الحمى القلاعية فى الثروة الحيوانية في مصر

 

تنقسم الآثار السلبية التي أثرت علي حيوانات المزرعة نتيجة إصابتها بوباء الحمي القلاعية الي:

  • آثار فورية.
  • آثار متوسطة المدي.
  • آثار بعيدة المدي.

أولا: الآثار الفورية

  1.  نفوق نسبة كبيرة من العجول الرضيعة اقل من عمر شهرين قد تصل فى بعض موجات الوباء إلى 100% و كذلك نفوق نسبة من الحيوانات الكبيرة قد تصل إلى 25%.
  2.  انخفاض حاد فى إنتاج اللبن و ظهور حالات التهاب الضرع المزمن.
  3.  ظهور حالات من العرج الدائم الذى ليس له علاج.
  4.  حدوث نسبة عالية من حالات الإجهاض نتيجة الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجسم.

ثانيا: الآثار متوسطة المدي

  1.  انخفاض معدلات النمو سواء فى العجول الرضيعة أو النامية أو العجلات تحت سن التلقيح
  2.  انخفاض الخصوبة فى الذكور و انخفاض كبير لنسبة الإخصاب فى اللإناث.
  3.  ارتفاع عمر تلقيح العجلات كنتيجة لإنخفاض معدلات نموها.
  4.  تدمير جزء من الغدة النخامية و الدماغ مما قد يتسبب فى ظواهر غير طبيعية فى بعض أفراد القطيع مثل تذبذب درجة حرارة الجسم , نمو الشعر بشكل عير طبيعى, .
  5. حدوث بعض حالات النفوق المفاجئ في الحيوانات الكبيرة نتيجة تضخم القلب او تليف الرئة أو غيرها.

 

ثالثا: الآثار بعيدة المدي

  1.  ارتفاع معدل التخلص من الحيوانات, و يتسبب ذلك في انخفض نسب الإحلال والتجديد.
  2.  تناقص اعداد عجول التسمين المحلية او من نتاج المزارع مما يسبب تزايد معدلات استيراد عجول التسمين من الخارج التي يحمل بعضها أوبئة مثل الحمى القلاعية أو غيرها
  3.  تزايد معدلات استيراد العجلات العشار من الخارج مما يتسبب فى إنفاق لمزيد من العملات أصعبة فيؤثر ذلك سلبيا على اقتصاد الدولة.

التعامل مع جوائح الحمي القلاعية

عند العلم ببدء انتشار وباء الحمى القلاعية فى المنطقة المحيطة بقطيعك أو ظهورها فى مناطق من الدولة:

فهناك إجراءات فورية لابد أن يتخذها أصحاب القرار فى مزارع الإنتاج الحيوانى:

 

  •  التحصين الاحترازي الفوري باللقاح المناسب متعدد العترات بجرعتين بينهما 3 أسابيع حتى و إن كان قد حدث التلقيح منذ مدة حوالى الشهر (Emergency Vaccination) وذلك كمحاولة لمنع حدوث العدوى أو لتخفيف الأعراض فى حالة الإصابة.
  • الحرص على تحصين كل حيوان على حدى بسن إبرة مستقل يتم تغييره بين حيوان وآخر.
  • مراقبة القطيع مراقبة دقيقة و عزل الحالات التى يشك فى إرتفاع درجة حرارتها أو انخفض معدل تناولها للعليقة و التعامل معها فورا على أساس أنها مصابة.
  • تسخين لبن الرضاعة قبل إرضاعه للعجول إلى درجة 70°م ثم تبريده إلى 38 °م أو تغذية العجول الرضيعة على بدائل الألبان.
  • الرش مرتين يوميا بمطهر قوى موثوق به و بالتخفيفات الموصى بها المنتج على الحيوانات و أرضيات و حديد أسوار الحظائر و طاولات العلف.
  • وضع المطهر فى أحواض الشرب مثل بيكربونات الصوديم 2% أو فيركون إس 3%.
  • التطهير المستمر للمعدات و السيارات التى تدخل حظائر الحيوانات قبل و بعد الإستعمال مثل الميكسر و الجرارات و السيارات و غيرها.
  • التأكد من تطهير أدوات الرضاعة جيدا قبل و بعد الإستعمال بمطهرات قوية و معتمدة.
  • التدقيق على عدم تجول العمال بالمزرعة من حظيرة إلى حظيرة و الزام كل عامل أو أكثر بحظيرة أو حظائر معينة.
  • الحرص على النظافة العامة و الشخصية لجميع العاملين بالمزرعة و إرتداء القفازات المناسبة لكل نوع من العمل و الأحذية الطويلة الملساء (البوت) و غسل و تغيير ملابس العمل يوميا.
  • إجراءات النظافة الفائقة و التطهير فى المحالب قبل و بعد الحلب.
  • مراقبة إنتاج كل بقرة مراقبة دقيقة و الفحص الجيد للأبقار التى ينخفض إنتاجها لغير سبب الشياع أو الأسباب الطبيعية الأخرى مثل العشر الكبير أو طول موسم الحليب و غيرها.

أهم الإجراءات و العلاجات التى تتخذ فى حالة الإصابة بالوباء

 

التعامل مع القطيع فى حالة الإصابة بالحمى القلاعية

 

  1.  عزل الحيوانات المصابة فورا قدر الإمكان.
  2. إجراء تحصين فورى طارئ لجميع الحيوانات التى لم تظهر عليها إصابة باللقاح المتعدد العترات المناسب.
  3. بسبب ما يسببه هذا المرض من تقرحات فى الفم (اللسان و اللثة) لا يستطيع الحيوان أن يتناول غذاؤه العادى لأنه يسبب ألم بالغ لذا يجب تقديم غذاء سهل البلع دون النظر إلى قيمة غذائية أو إنتاج أو غيره (كميات متساوية من كسب الصويا و الذرة المجروشة و يضاف له كمية من الماء حتى يصير كالعجينة اللينة).
  4. تخفيض الضغط السالب للمحلب إلى أقل ما يمكن أثناء الحلب (37 كيلوبسكال بدلا من 42 كيلوبسكال)حيث أن هذا المرض يسبب تقرحات لحلمات الأبقار ربما تسبب قطع تلك الحلمات و وقوعها.
  5. دهان الحلمات بعد الحلب مباشرة بمراهم ملطفة (مثل مرهم بانثينول أو مرهم الزنك).
  6. بسبب أن الفيروس ينتقل عن طريق مياه الشرب من حيوانات قد تكون فى فترة الحضانة أو حاملة للمرض يجب إضافة بيكربونات الصوديوم الى مياه الشرب بنسبة 2% و يؤدى ذلك إلى (1- قتل الفيروس فى مياه الشرب 2- تبريد مياه الشرب و بالتالى تلطيف قرح الفم 3- تخفيض حموضة الكرش التى ترتفع كنتيجة غير مباشرة لارتفاع درجة حرارة الجسم).
  7. تسخين حليب الرضاعة إلى أكثر من 70 °م ثم تبريده إلى درجة 38 °م قبل تقديمه للعجول الرضيعة (ملاحظة هامة: إضافة الفورمالين أو المواد الحافظة إلى الحليب المقدم للعجول الرضيعة يسبب عدم حدوث خثرة اللبن و بالتالى عدم هضمه فيسبب ذلك نفوق العجل بسبب الجوع وسوء التغذية).
  8. التشديد على عدم رش المواد الغذائية و الأعلاف بالفورمالين لأن ذلك يقضي على جزء كبير من الكائنات الدقيقة الموجودة فى الكرش فيؤدي إلى عدم هضم العلف.

علاج الحمى القلاعية:

الحمى القلاعية كمرض فيروسي ليس له علاج متخصص و إنما هو علاج أعراضي لتخفيف الأعراض و محاولة منع حدوث العدوى الثانوية بالأمراض البكتيرية و رفع المناعة ضد الأمراض الفيروسية.

ويجب أن نضع في اعتبارنا أن سلامة الحيوان تكون فى مقدمة اهتمامنا دون النظر إلى الإنتاج حتى تمر الأزمة بسلام ثم بعد ذلك تدريجيا يتعافى الحيوان و يعود إلى حالته شبه الطبيعية ونخرج منها بأقل الخسائر الممكنة (لأنه لابد أن يكون هناك خسائر).

تخفيض الضغط السالب للمحلب إلى 37 كيلو بشكل لتخفيف الضغط على الحلمات و إستعمال المراهم الملطفة على الحلمات عقب كل حلبة.

علاج قرح الفم وذلك بدهان ملطفات و قابضات مثل الطحينة و الشبة (Soda Alum) برفق شديد مرتين يوميا (و الحرص على عدم شد اللسان للخارج) لأنه يكون في هذه الحالة سهل الخلع.

علاج التهابات الأظلاف بالغسل بالماء الدافئ واستعمال المطهرات و مساحيق المضادات الحيوية و أربطة الشاش برفق وحرص، أو إزالة ما انقلع من الأظلاف بحرص و عمل غيارات يومية حتى يبدأ الظلف الجديد فى النمو (سميت الحمى القلاعية بسبب اقتلاع الأظلاف).

إضافة مركبات البروبيوتيك إلى العلف لتنشيط الكرش و الحث على كفاءة الهضم و لرفع المناعة.

إضافة رافعات المناعة إلى مياه الشرب.

حقن مضادات الالتهاب عير الإستيرودية طويلة المفعول المناسبة لتخفيف الالتهاب و تخفيض حرارة الجسم.

حقن مضادات حيوية طويلة المفعول مناسبة لمحاولة منع حدوث العدوى الثانوية بالأمراض البكتيرية.

 

الوقاية من الحمى القلاعية

للوقاية من الحمى القلاعية فإن توخي الدقة في عملية التحصين واستعمال اللقاحات لها الأولوية و الإهتمام الأعظم و نحاول جادين فى تفادى الأخطاء التى تحدث فى عملية التحصين

  • الحصول على اللقاح متعدد العترات من مصادر موثوق منها و توخى أقصى درجات الحرص فى إجراءات النقل و الحفظ و اتباع تعليمات المنتج بكل دقة.
  • إستعمال سن إبرة لكل حيوان على حدى.
  •  قبل استعمال اللقاح بساعتين يتم إخراجه من ثلاجة الحفظ و تركه خارجها ليأخذ نفس درجة حرارة المكان و عدم وضع زجاجات اللقاح فى الثلج قبل و أثناء إستعماله لتجنب الصدمة العصبية ضد اللقاح البارد و تقل كفاءة اللقاح (درجة حرارة الحفظ فى الثلاجة 4°م و درجة حرارة الحيوان 38.5 – 39°م) و إنما فقط الحرص علي تفاديه آشعة الشمس المباشرة.
  •  ترج زجاجة اللقاح برفق و بطء حتى لا يتم تكسير الفيروسات المحفوظة (Antigens) ثم يكرر الرج بنفس الطريقة أثناء الإستعمال كل 2 – 5 دقيقة حتى نضمن تجانس مواد اللقاح و وصول العدد المطلوب من الفيروسات المحفوظة لكل حيوان.
  •  الحرص ثم الحرص الشديد على الجرعة الثانية المنشطة فى حال استعمال اللقاح للمرة الأولى مثل الحيوانات الرضيعة و الحيوانات المشتراه من الأسواق ثم تكرار التلقيح مرة واحدة كل 4 شهور.
  • اعتبار الحيوانات التى لم أتأكد من تحصيناتها أنها عارية من المناعة و يتم تحصينها بجرعتين بينهما 3 أسابيع.
  •  زجاجة اللقاح التي يتم فتحها و إستعماله تكون غير صلحة للإستعمال إذا مر على فتحها 24 ساعة.
  • التشديد على إجراءات النظافة العامة للمزرعة و بصفة خاصة الحظائر (تكون بإستمرار نظيفة و جافة) والمحلب يكون نظيف بإستمرار سواء غى حالة إستعمال أو غير إستعمال.
  •  توخى الحذر و الحيطة فى جلب حيوانات من الخارج سواء من السوق المحلى أو مستوردة و عزلها فى مكان جنوب المزرعة (تحت الريح) و تطبيق إجراءات الحجر الصحيحة عليها قبل دخولها فى القطيع.
  • التشديد على النظافة الشخصية للعمال بإستمرار.
  •  الحرص على أن تكون العمالة مقيمة فى المزرعة و التأكد من عدم إختلاط العمال بعمال مزارع أخري أو بمنازلهم أثناء فترة وجودهم بالمزرعة.
  •  التخلص من جثث الحيوانات النافقة بطريقة صحية سليمة (فى حفر عميقة و تغطى بالجير الحي ثم يهال عليها كمية كبيرة من التراب أو الرمال) و بعيدا عن المزرعة و المزارع المجاورة بمسافة لا تقل عن 500 متر.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار