• logo ads 2

التسعير المرن للجنيه.. قراءة سريعة

الدكتور توفيق ماضي يكتب..

alx adv
استمع للمقال
أعتقد عن يقين أن التسعير المرن للجنيه المصرى كان من الأمور الملحة كجزءا أساسيًا من مسيرة الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تواجهها المحروسة.
وأرى أيضا ان البنك المركزى قد أحسن اختيار التوقيت المناسب للقيام بهذه الخطوة الجوهرية و الضرورية.

 

 حسنا فعلت الدولة بأنها لم تقم بإعادة فتح الاعتمادات المستندية بالسعر الرسمى القديم (وهو 31 جنيه للدولار) من حصيلة الدولارات التى حصلت عليها مؤخرا لِأنْ ذلك كان سيعد استنزافا لهذه الحصيلة الدولارية الجديدة مع عدم قدرة الدولة على إلزام المستوردين و التجار بتسعيرة محددة أو على الأقل الزامهم بالعودة للأسعار القديمة. فحسب نظام آليات السوق السبههلة البغيض، لم يكن من المتوقع على الإطلاق ان يقوم التجار طواعية بتخفيض اسعار السلع المستوردة فى حالة توفير الدولارات لهم بالسعر الرسمى القديم المثبت عند حوالى 31 جنيه لفترة طويلة.

 

و أتوقع أن هذا الارتفاع الرسمى للدولار لن يؤثر على زيادة الأسعَارْ بشكل ملحوظ لسببين: أما الأول فهو ان تسعير المستوردين كان يتم على أساس سعر السوق السوداء للدولار الذى وصل الى سبعين جنيه، بل أن قطاع السيارات المستوردة تحديدا كان يحدد الاسعار على أساس اكثر من ذلك بكثير. اما السبب الثانى فهو أن توفير الدولار لفتح الاعتمادات المستندية، و ان كان بسعر التعويم الجديد، من شأنه ان يحقق الإفراج الجمركى السريع عن السلع و مستلزمات الانتاج المكدسة فى الموانى مما يترتب علية زيادة المعروض من السلع فى الأسواق و فى هذه الحالة من المنطقى أن يتم الحفاظ على الأسعَارْ الحالية أو حتى انخفاضها. و بالطبع سوف يكون ذلك مرهونا بقدرة الدولة على القضاء على استحواذ المحتكرين على السلع و منع ضخها فى الاسواق.

 

و نصيحتي للأبناء و الاخوة العاملين بالخارج ان يبادروا بالتحويل السريع الرسمى على البنوك المصرية لمدخراتهم بهذا السعر المُجزِى للدولار الآن (حوالى 50 جنيها). فقد أثبتت تجارب التعويم السابقة ان السعر الذى يبدأ عند التعويم يعقبه فترة انخفاض فى أسعار الدولار.
فمع تخفيض قيمة الجنيه بهذا القدر الملحوظ دفعة واحدة، يجب الإلغاء التام لنظام دعم المصدرين. فتخفيض قيمة الجنيه فى حد ذاته من شأنه ان يعطى ميزة تنافسية سعرية عالية فى الأسواق التى تقوم بالاستيراد للمنتجات المصرية. و يعنى ذلك ببساطة ان أىْ استمرار لنظام دعم الصادرات سوف يعد دعما غيرْ مباشرًا للمستهلك فى الدول المستوردة لمنتجاتنا.
حمى الله المحروسة من كل سوء.
والله من وراء القصد

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار