استمع للمقاللايزال مسلسل استهتار أبناء وأحفاد مليارديرات هذا الزمان مستمراً يحصد أرواحاً بريئة، بينما يكافح الملياردير بكل وسيلة شرعية أو غير شرعية ليخلص ابنه او حفيده من الجريمة، لكن دائماً وأبداً يظل القانون هو السند والحصن الذي يلوذ به المصريون ضد سطوة المال والنفوذ، فلا أحد فوق القانون.
وحادث وفاة الفتاة “ماى إسكندر جايد” على يد المستهر والمدلل “هيثم” حفيد الملياردير كامل أبو على في حادث سيارة، فتح من جديد ذلك الملف الذي يثير حنق المصريين، نظرا لما يقوم به صاحب المال والنفوذ من ألاعيب وممارسات بهدف تبرئة ذويه من الجريمة، لكن رجال تنفيذ القانون يكونون دائما متيقظين لمثل تلك الألاعيب، لتأخذ العدالة مجراها، وبالفعل تم حبس حفيد الملياردير على ذمة القضية.
حفيد الملياردير لم تكن هذه الحادثة الأولى له بل سبقه خمس حوادث مماثلة، وفي كل مرة كان يلقي بالسيارة ويأتى باحسن منها (على الزيرو)، ورغم ذلك لم يرتدع لأنه وجد من يسانده ويخرجه من كل حماقة يرتكبها.
وبسيارة مليونية (BMW X6) يتعدى سعرها المليون وثمنمائة ألف جنيه، مزودة بموتور 8 سلندرات vet 4500 سي سي بقوة 470 حصانا، تعمل من خلال فتيس سيبترونيك تصل السرعة القصوى في السيارة إلى 280 كيلو مترا في الساعة الواحدة.
قام حفيد الملياردير بقتل فتاة الجونة المهندسة “ماي جايد” وهي عائدة من عملها على طريق سهل حشيش عائدة للقاهرة بينما هو يلهو بسيارته ويقودها بسرعة جنونية عكس اتجاه الطريق الصحراوي مستهترا بحياة الناس ليصطدم بالسيارة التي كانت تستقلها “ماي” وهي للعلم سيارة تابعة لشركة “أوبر” للنقل والتي تعمل في مصر منذ سنوات، وتتوفى “ماي” في الحال.
وبعد أن أمسك به من شاهدوا الحادث وتسليمه للشرطة تم حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، لكن جده ملك مدينة الغردقة التي يمتلك بها أكثر من منتجع سياحي شهير، كالعادة أرسل جيش محاميه الأشهر في مصر في محاولة يائسة لعلهم يجدون ثغرة قانونية يفرجون بها عن المتهم، لكن لم يفلحوا في “لي” القانون لصالحهم، وعندما فشل النفوذ لجأ الملياردير إلى إغراء أسرة القتيلة عارضا مبلغا 10 ملايين جنيه بل مستعد لمضاعفة الرقم كدية لابنتهم، لكن دم ابنتهم أغلى من ملايين أبو علي ورفضوا عرض رجل الأعمال، واصرت والدتها المريضة على أن تصل إلى حق ابنتها التى ماتت بالقانون وان يأخذ المجرم عقابه، فحياة ابنتها لا تقدر بالمال، حتى لو كان هذا المال بالملايين، ولا يجب أن يضعها أحد أى أحد تحت ضغوط لتقبل، لكن سائق السيارة التي كانت تستقلها “ماي” رضخ لعرض كامل أبو علي ووافق أن يتنازل عن المحضر مقابل 450 ألف جنيه استلمها بالفعل وتنازل عن البلاغ.
أما عن الجد الملياردير كامل أبو علي فهو صاحب شركة الباتروس للإنتاج السينمائي، اسمه كامل حسن أحمد أبو علي من مواليد مدينة بورسعيد في 26 اغسطس عام 54 بدأ حياته مع الشهرة والمال بعد حرب أكتوبر بعام واحد حيث سافر إلى سويسرا عام 1974 وخلال 15عاما أصبح من رجال الأعمال الذين يشار إليهم بالبنان ومالكا لأسهم كبيرة في نادي نيوشاتل وصاحب مجموعة شركات ضخمة تعمل في مجال السياحة.
في عام 1992 قرر كامل أبو علي أن يعود إلى مصر لإقامة مشروعات فيها حيث أقام قرية سياحية في الغردقة وتلك كانت البداية وخلال سنوات قليلة تضاعف عدد منشآته واستثماراته فقد اقام 14 قرية سياحية و3 مشروعات ترفيهية و3 شركات سياحية وشركتين للإنتاج والتوزيع السينمائي، كما يمتلك مجموعة الباتروس السياحية في الغردقة وشرم الشيخ ورأس سدر وبورسعيد وشركة الباتروس للانتاج السينمائي التي بدأت أول انتاج لها عام 2003 من خلال فيلم “إزاي تخلى البنات تحبك” وبعدها توالى انتاجها للأفلام مثل فيلم “عايز حقي” للفنان هاني رمزي و”أبو العربي ” و”زكي شان” و”ظرف طارق” و”ويجا ” و”جعلتني مجرماً ” و مطب صناعي ” و “خيانة مشروعه” و”كشف حساب “.
ومن أشهر أفلام السينما المصرية التي انتجتها الشركة فيلم “أبو العربي” للفنان هاني رمزي وقيل إن الفيلم يروي التجرية الشخصية والحياتية لكامل أبو على وكذلك فيلم “أبوعلي” للفنان كريم عبد العزيز.
كامل أبو علي تولى رئاسة النادي المصري البورسعيدي بالتعيين في أغسطس 1997 وحتى نهاية ديسمبر من نفس العام وكان له فضل تكوين فريق المصري الذي فاز بكأس مصر في فبراير 1998وعين بعد ثورة يناير رئيسا للنادي مرة أخرى حتى جاءت مذبحة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا أهلاويا ليستقيل من رئاسة النادي ويتفرغ لأعماله.
وكان هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” والاتحاد الإفريقي “كاف”، قد أعلن منذ فترة أن السويسري جياني إنفانتينو الرئيس الجديد للفيفا، كان يعمل في فترة سابقة بمجموعة شركات رجل الأعمال المصري كامل أبو علي.
أبو ريدة لم يذكر الوظيفة التي كان يعمل بها رئيس الفيفا الجديد في شركات أبوعلي الممتدة والعابرة للحدود والمتنوعة ما بين السياحة والرياضة والانتاج السينمائي وإن كان من المؤكد أنه عمل في المجال الرياضي، فأبوعلي له شركات عديدة في سويسرا وأغلبها يعمل في مجال السياحة ونشاط كرة القدم وكانت له حصة في نادي نيوشاتل السويسري وهو من سهل احتراف لاعبي مصر السابقين حسام وابراهيم حسن وهاني رمزي للعب في النادي السويسري في تسعينيات القرن الماضي.